عندما تتحول « هاردلك» إلى نمط
«البعث الأسبوعية» ــ مؤيد البش
لم يعد يسمع في رياضتنا هذا الأيام إلا كلمة « هاردلك» أو ما يعني بالعربية حظا أوفر وهي تقال عقب كل خيبة أو خسارة لتطييب الخواطر وتهدئة النفوس، ومع كثرة الخسارات وتواليها خاصة في الألعاب الجماعية التي تستحوذ على الحصة الأكبر من الدعم والاهتمام لم يعد الشارع الرياضي يستطيع صبرا أو يطيق عذرا أو يهنأ له بال مع مطالبته بمعرفة الأسباب.
فرياضتنا التي يجب أن نعترف أنها تسير خبط عشواء دون تخطيط أو دراية ويحكمها التخبط الإداري والشللية، باتت محور الأحاديث ومحط اهتمام المجتمع برمته ولم تعد حكرا على محبيها أو متابعيها، وبالتالي أضحت شأنا عاما يهم الجميع ويتطلب فكرا وعملا يسهم في إرضاء طموح كل غيور على وطنه وليس فقط متابعي الرياضة.
بالأمس القريب كسر الحظر عن ملاعبنا وصالاتنا بلقاء منتخبنا السلوي مع منتخب كازاخستان في تصفيات كأس العالم ، وبالفعل كان الشكل العام حضاريا وادخل الفرح على القلوب، لكن الشق الفني استمر في تخيب الآمال لتكون خسارة منتخبنا دليلا على وجود خطأ في مكان ما، خاصة أن كل الظروف كانت مهيأة لفوز مريح جدا في مواجهة خصم ضعيف بلا تاريخ أو حاضر في اللعبة.
فكل المطالبات برؤية جديدة هو مجرد كلام لا طائل منه إذا لم يتم إنزاله من منطلق التنظير إلى حيز التطبيق، فالمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام هو المعني الأول برسم استراتيجية رياضية واضحة المعالم ترتكز على ماهو ممكن وليس على أحلام وشعارات غير قابلة التجسيد، ولنكون منصفين فإن الواقع العام ليس مساعدا بشكل تام لكنه ليس بالسوء الذي لا يمكن التعامل معه، فيكفي القول بأننا حصلنا على ميدالية أولمبية وعشرات الميداليات في بطولات قارية وعالمية في ألعاب تبحث عن بصيص دعم وقليل تخطيط.
وسط هذا الوضع العصي على التفسير باتت الخشية كبيرة أن تتحول كلمة « هاردلك» لنمط مستساغ في أجواء رياضتنا ، وعندها سنكون أمام أزمة معنوية تكون فيها الخسارة أمرا طبيعيا والمشاركة لأجل التواجد هي الهدف، وهذا الأمر برمته بحاجة لعلاج وقائي قبل الوصول إليه فالمقدمات التي نلمسها ستوصل لنتائج غير مرضية وهو ما يجب تلافيه بالسرعة القصوى.