مجلة البعث الأسبوعية

كوادرنا الرياضية في الاتحادات القارية…مناصب شرفية وحضور محدود الفائدة رغم الأهمية

 

البعث الأسبوعيةـ عماد درويش

 

يوماً بعد يوم تثبت الكثير من كوادرنا الرياضية أنها مبدعة في أي مجال سواء محلياً أم خارجياً، ومنها من أثبت جدارته سواء بالتدريب أو التحكيم أم حتى العمل الإداري، ورياضتنا عامة تعج بالكثير من تلك الخبرات، لكن ما يحز بالنفس أن بعض الكوادر رغم تألقها محلياً إلا أنها خارجياً تبقى مهمشة.

فالكثير من تلك الكوادر (في كافة الاتحادات) نراهم يتسابقون لكسب ود الاتحادات الآسيوية لشغل مناصب في تلك الاتحادات، وليظهروا للشارع الرياضي والقيادة الرياضية أنهم أهل للثقة، لكن يبدو أن بعض من نجحوا في انتخابات اتحادات الألعاب الرياضية ظنوا أن موقعهم الجديد في اتحاد لعبتهم محلياً يخولهم أن يحلوا محل الكوادرالتي سبق أن تبوأت منصباً في الاتحادات العربية أو الآسيوية أو الدولية ولا تزال تشغله حتى الآن، والمؤسف أن هذا (البعض) أساء لنفسه أولاً ولاتحاده ثانياً، عندما بدأ يخاطب الاتحادات العربية والقارية والدولية يعلمهم أنه نجح في الانتخابات المحلية وأن الكوادر السورية التي لم تنجح في الانتخابات المحلية والتي هي عضو في الاتحادات العربية والآسيوية والدولية واللجان المتفرعة عنها، لم تعد تمثل سورية ولذلك يفترض أن (تشطب) عضوية هذه الكوادر وأن تتعامل الاتحادات الدولية والقارية والعربية مع الفائزين الجدد بعضوية الاتحادات المحلية.

منصب شرفي

ما دعانا إلى هذه المقدمة أن البعض من رؤساء وأعضاء الاتحادات بات يروج إعلامياً وعبر منصات التواصل الاجتماعي أنهم باتوا أعضاء في الاتحادات الآسيوية ، معتبرين أنهم حققوا إنجازا لافتا لسورية، وفي حقيقة الأمر أن تلك المناصب وهمية لا قيمة لها، وبمعنى أدق هو عبارة عن منصب شرفي، فالعضوية في اللجان الآسيوية يجب أن ترتكز على قواعد وأسس صحيحة، لأن من يقود ويعمل في الاتحادات الآسيوية هم المقيمون في البلد الموجود فيه الاتحاد المعني، وأعضاء اللجان يتم توزيعهم جغرافياً إضافة إلى أن من يسيطر على تلك الاتحادات الآسيوية هم أشخاص من دول معينة يدفعون المال لكي يترأسوا تلك الاتحادات ويتحكموا بها وبمفاصلها، أما بقية الكوادر ومنها كوادرنا الرياضية فمناصبها شرفية لا أكثر، ومع الأسف نجدهم يتفاخرون بتلك المناصب، وفي حقيقة الأمر هذا المنصب هو لسورية وليس للأشخاص أنفسهم، مع العلم أن الكثيرين منهم لا يؤخذ بأصواتهم ولا حتى تتم دعوتهم للبطولات أو الاجتماعات الدورية إلا ما ندر.

فكرة قديمة

 

وفي هذا السياق يقول خبير كرة الطائرة الأكاديمي هشام عجان لـ”البعث الأسبوعية”: الموضوع ليس في الشخص المعني في الاتحادات الآسيوي، فالمنصب هو وهمي من باب أن الاتحاد المعني لديه لجان مشكلة من الاتحادات المعنية باللعبة، لكن يبقى في الحقيقة من يدير الاتحاد هو الرئيس المقيم في هذه الدولة، وهو من يشرف على تنظيم البطولات، وأعتقد أننا لم نسمع أن الأعضاء لديهم اجتماعات مستمرة على مدار العام، ومن الممكن أن يلتقوا مرة واحدة في العام، على سبيل المثال لجنة المدربين هل تستطيع أن تفرض برامجها التدريبية على البلدان كافة ، وهل المدرب الياباني يدرب كما يفعل السوري أو اللبناني والجواب طبعاً لان  لذلك معظم اللجان في الاتحادات العربية والآسيوية شرفية، وعندنا حتى لو تغير اتحاد أي لعبة وكان هناك أعضاء بالاتحادات العربية أو الآسيوية لم يبقى في منصبه يفترض أن يبقى لدورة انتخابية كاملة، إلا في حالة إرسال كتاب للاتحادات المعنية بأنه تم تشكيل اتحاد جديد وأن الاتحاد السابق قدم استقالته، أما قضية حل اتحاد أي لعبة من قبل القيادة الرياضية فهذا الأمر مرفوض وهو ممنوع في النظام الداخلي للاتحاد الآسيوي كون الاتحاد الوطني منتخب، فعلى سبيل المثال أيضاً لو أن اتحاد كرة الطائرة رفع كتابا للاتحاد الآسيوي بأن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام قد قام بتشكيل اتحاد جديد من دون انتخابات فتعلق حينها مشاركة المنتخبات الوطنية بالبطولات العربية والقارية، ويعتبر الأمر تدخلاً في الاتحادات المنتخبة، لكن هذا الأمر لم يحصل فيما سبق وذلك من باب المحافظة على سمعة الرياضة الوطنية.

تكتلات آسيوية

أما خبيرنا الرياضي في كرة اليد فواز داوودي فقال في ذات القضية: هذا الموضوع لا يقدم ولا يؤخر، وهو تحصيل حاصل كون كافة الاتحادات الآسيوية تضم أعضاء من كل الدول التابعة لها، وتضع أعضاء الاتحادات الوطنية في اللجان الخاصة بها، وما يجري أن الاتحادات الآسيوية عبارة عن (مافيات) رياضية، فالأشخاص الذين يترأسون تلك الاتحادات هم أنفسهم منذ سنوات طويلة وينجحون بالانتخابات بالتزكية، وعليه يعمدون إلى إرضاء كافة الدول بتعيين كوادرها باللجان التابعة بأي لعبة كانت، وما حدث مع رئيس اتحاد كرة اليد (الحالي) حين تم انتخابه عضواً في الاتحاد الآسيوي في إحدى اللجان  بعد (تبوبيس الشوارب) ولوجود مصالح شخصية مع رئيس الاتحاد الآسيوي ، ليقوم رئيس لعبتنا ببث البشرى السارة للرياضيين أنه ولأول مرة بتاريخ اللعبة يتم انتخاب سورية بالاتحاد الآسيوي، وهذا أمر غير صحيح على الاطلاق.

كلمة أخيرة

الخبرات السورية التي وصلت سابقا إلى الاتحادات الدولية أو القارية أو العربية وصلت بالانتخاب، أضف إلى ذلك أن الموقع الذي هي فيه انما تشغله بصفتها الشخصية ويمكنها أن تفيد الرياضة السورية من خلال هذا الموقع والمفترض أن تزداد أعداد كوادرنا في الاتحادات الدولية والقارية والعربية وأن نعمل ونسعى من أجل ذلك.