أخبارصحيفة البعث

في تزامن غريب.. استفزاز أمريكي أوكراني لكل من روسيا وبيلاروس

في استفزاز ممنهج جديد لكل من روسيا وبيلاروس على حدود كل منهما، أقدمت القوات الجوية الأمريكية على تعريض الملاحة الجوية المدنية فوق البحر الأسود للخطر بعد عبور طائرة استطلاع أمريكية بشكل متقاطع مع مسار الطائرات المدنية، بينما اخترقت مرحية أوكرانية الحدود مع بيلاروس في الوقت الذي تحشد فيه قواتها على حدود بيلاروس، الأمر الذي استدعى ردّاً من الجانبين الروسي والبياروسي وتهديداً واضحاً بأن مثل هذا الاستفزاز لن يمرّ دون عقاب.

فقد أكدت وزارة الخارجية الروسية أنه لا يمكن لحلف شمال الأطلسي “ناتو” المخاطرة بحياة الناس دون عقاب، وذلك ردّاً على الحوادث التي يتعمّد الحلف افتعالها مع طائرات الركاب فوق البحر الأسود.

وبخصوص هذه القضية كتبت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على قناتها في تلغرام اليوم: أعمال القوات الجوية الأمريكية شكّلت خطراً على الطيران المدني وإذا تمكّنا من تجنّب كارثة في الأجواء فوق البحر الأسود فهذا لا يعني أن الولايات المتحدة وناتو يمكنهم مواصلة المخاطرة بحياة الناس دون عقاب.

وكانت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل الجوي أعلنت أمس أن طائرة استطلاع تابعة لحلف “ناتو” عبرت بشكل متقاطع مع مسارات الطائرات المدنية فوق المياه الدولية بالبحر الأسود محذرة من خطورة هذه التحرّكات على سلامة الطيران.

وفي حادثة مشابهة، أكدت بيلاروسيا أن قواتها ستردّ بشكل قاسٍ في حال جدّدت أوكرانيا خرق حدود البلاد.

وقال ممثل فرقة حرس الحدود في منطقة موزيرسك سيرغي بافلوف لوكالة بيلتا البيلاروسية: “عند حدوث خروق في المستقبل لحدود الدولة سيتصرّف حرس الحدود البيلاروسي بغاية القساوة”.

وأعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية في وقت سابق اليوم استدعاء الملحق العسكري الأوكراني وتسليمه مذكرة احتجاج بسبب انتهاك قوات من بلاده الحدود البيلاروسية.

وقالت الوزارة في بيان اليوم نقلته وكالة تاس: “تم اليوم استدعاء الملحق العسكري بالسفارة الأوكرانية في جمهورية بيلاروس إلى إدارة التعاون العسكري الدولي بوزارة الدفاع البيلاروسية وتسليمه مذكرة احتجاج بشأن الانتهاكات المتزايدة على حدود جمهورية بيلاروس في المجال الجوي من الجانب الأوكراني”.

وأوضح البيان أن سبب استدعاء الملحق العسكري كان انتهاك مروحية أوكرانية من نوع (ام آي8) حدود دولة بيلاروس في الجو بمنطقة نوفايا رودنيا، مشيراً إلى أنه تم إبلاغ الملحق العسكري بأن الجانب الأوكراني “يتجنّب الحوار لحل الخلافات سواء في مجال التعاون العسكري الدولي أم الحدّ من التسلح وهو أمر مقلق للغاية”.

في سياق متصل، ذكرت وكالة “بلومبرغ” أن مشادّة كلامية “حادة” وقعت بين وزيري الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والروسي سيرغي لافروف بشأن أوكرانيا خلال مأدبة عشاء بحضور عشرات من زملائهما هذا الأسبوع.

وحسب “بلومبرغ”، فإن “هذا التوتر اللفظي ظهر في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى إيجاد سبل، بما في ذلك عبر عقوبات محتملة، لمواجهة تهديد الغزو الروسي لأوكرانيا بعد حشد الرئيس فلاديمير بوتين قواته على حدود الدولة المجاورة”.

ونقلت الوكالة عن شخصين مطلعين على الأمر، أن لافروف تناول الكلمة في حفل عشاء أقامته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ستوكهولم في الأول من كانون الأول، ليجدّد وجهة النظر الروسية بأن انهيار السلطة في أوكرانيا عام 2014 كان انقلاباً، كما قال: إن حلف ناتو والاتحاد الأوروبي “يقمعان الرأي المخالف ويهدّدان روسيا”.

وردّ بلينكن بتلخيص الرواية الغربية لأحداث 2014، بما في ذلك مزاعم أن “القوات الموالية للرئيس آنذاك فيكتور يانوكوفيتش أطلقت النار على المتظاهرين السلميين في كييف”، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، كما قال بلينكن لنظيره الروسي: إن ناتو “تحالف دفاعي”.

وتنفي موسكو نيّتها مهاجمة أوكرانيا، متهمة كييف بدورها بحشد قواتها على الحدود.

وفي وقت سابق اتهم لافروف الغرب بدفع كييف للقيام بخطوات معادية ضد روسيا، مشيراً إلى أن نشاط حلف ناتو يؤجّج الوضع قرب حدود روسيا الغربية.

وخلال لقائهما في ستوكهولم الخميس حذر لافروف بلينكن من أن إقحام أوكرانيا باللعب الجيوسياسية الأمريكية، ستترتب عليه عواقب وخيمة.