رياضةصحيفة البعث

منتخبنا في كأس العرب.. الحذر واجب من الوقوع في فخ موريتانيا!

محمود جنيد

كسب رجالنا تحدي النسور، فأسقط نسور قاسيون المحلّقون بالروح والإرادة التي تكسر حاجز المستحيل نظراءهم نسور قرطاج التونسيين، في ليلة من ليالي العمر للكرة والجمهور، ضمن الجولة الثانية لبطولة كأس العرب بنسختها العاشرة، معززين حظوظهم بالتأهل إلى الدور ربع النهائي بعدما كانوا خارج الحسابات والترشيحات.
التأريخ والحاضر والمعطيات كانت ترجّح كفة المنتخب التونسي صاحب المركز التاسع والعشرين عالمياً، حسب تصنيف الفيفا، والمتأهل من رأس مجموعته، وبالتصنيف الأول على مستوى المنتخبات الأفريقية، إلى الدور الحاسم من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم- قطر 2022.
الروماني تيتا فاليريو مدرب منتخبنا الوطني أسس للفوز، ولم يأبه للغيابات، وركز على العامل الذهني بصورة أساسية ليُخرج لاعبيه من الضغط، وظهر ناضج الفكر والعقلية التكتيكية، إذ كرّس فلسفته الهجومية في الشوط الثاني لمباراته مع الإمارات، وقوّم هشاشة منظومته الدفاعية (نقطة ضعف الفريق)، واختار التشكيلة من اللاعبين القادرين على إعمال الضغط العالي بكثافة انتشارية على مراحل المباراة كافة، ونجح كما خطط بمباغتة التونسيين بهدف مبكر أخرجهم عن الفورمة الذهنية والفنية، وهو ما أكدته حالة الطرد كدليل على الضغط النفسي الذي عانى منه الجانب التونسي، ولم يتراجع، وتابع بالعقلية نفسها في الشوط الثاني الذي ضخ فيه طاقة متجددة من العطاء، ودون انكفاء وانطواء للخلف من خلال التبديلات الحيوية: (ريحانية، حلاق..)، في الوقت الذي تألق فيه الحارس خالد حجي عثمان في الذود عن مرماه باقتدار لتنجح المهمة.
فوز المنتخب الذي كان مفاجئاً، (تبعاً للظروف والفوارق الموضوعية بين الطرفين)، للمحللين والمختصين قبل غيرهم من الجمهور، خلط أوراق المجموعة، وأحال مباراة تونس مع الإمارات في الجولة الأخيرة إلى ملحمة سيحاول كل طرف فيها انتزاع الفوز لضمان إحدى بطاقتي التأهل للدور الثاني، حيث يكفي المنتخب الاماراتي التعادل ليرفع رصيده إلى سبع نقاط، ويتأهل على رأس المجموعة، على عكس المنتخب التونسي الذي سيحتاج للفوز ولا شيء سواه ليرفع رصيده إلى ست نقاط، ويتأهل إلى دور الثمانية برفقة منتخبنا في حال فوزه على موريتانيا في الجولة الثالثة والأخيرة، مع ضرورة اللعب بجدية وروح عالية وتركيز حتى لا يقع في فخ التساهل والاستهتار.