وفد المثقفين والمفكرين الفرنسيين في لقاء جماهيري حواري في اللاذقية
اللاذقية – عائدة أسعد
نظّم مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي للحزب وفرع اللاذقية لاتحاد الكتاب العرب لقاءً حوارياً جماهيرياً مع الوفد الفرنسي الذي يضمّ مفكرين ومثقفين وصحفيين وباحثين فرنسيين يقومون بزيارة تضامنية إلى سورية وذلك في دار الأسد للثقافة في اللاذقية.
وأعرب الوفد خلال اللقاء عن استنكاره لسياسات الحكومة الفرنسية العدائية إزاء سورية وأعلن وقوفه إلى جانب الشعب السوري في صموده ضد الإرهاب.
ولفت إيمانويل لوروا – مستشار إقليمي ودولي – إلى أن الانتصارات في الحروب لا تتحقق فقط بالمعارك العسكرية بل بالمعارك الإعلامية التي تدار على الساحة العالمية، وقال إنه وطني فرنسي يزور سورية للمرة الثالثة للوقوف باسم الوطنيين الفرنسيين إلى جانب الشعب السوري الذي كان سباقا في الصمود ومواجهة هذه الحرب الشرسة. وتطرق إلى الحالة الصعبة التي يعيشها الشعب السوري بسبب الحرب والحصار الاقتصادي الجائر وذكر أن هناك أكثر من مائة دولة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية شنت الحرب على سورية وحاولت تدميرها لكن سورية وقفت في وجه الجميع. وأضاف :لا يخفى على أحد أن الشعب السوري يعيش تحت وطأة الحصار الاقتصادي وهذه هي الفترة الأصعب في سورية وأشاد بالقيم العريقة لحزب البعث العربي الاشتراكي وبتضحيات الشعب السوري الذي قدّم دماءه من أجل الانتصار في هذه الحرب.
بدوره أشار الجنرال المتقاعد في الجيش الفرنسي إيف بير إلى أن الوفد قادم من دولة ساهمت في العدوان على الشعب السوري ولكن ما يجري على أرض الواقع هو ما يحدد قواعد المعركة والجيش السوري هو الحكم الفصل في تحديد سير تلك المعارك، فمنذ عام 2011 كان هناك جيل من الكذب والنفاق والخداع قامت به القوى الأنغلو ساكسونية لتقنع العالم أنكم المعتدون، وأنا كمواطن فرنسي جئت إلى هنا لأتعرف على الوطنيين السوريين دون وسيط وأبحث عن الحقيقة منكم، وأنا متأكد أنكم دافعتم عن بلدكم بشكل رائع وأتشرف بزيارتي لسورية لأتعلم منكم كيف دافعتم عن وطنكم لأن البروباغندا الأمريكية مزيفة، والحقيقة التي تناضلون من أجلها سأنقلها إلى بلادي.
وأكد الكاتب والباحث جان ميشيل فيرنوشيه صمود الشعب السوري وأن هذه الحرب خلقت حالة فريدة في العالم وسوف تعطي نتائجها على المستوى الدولي لأنها ستحول العالم من أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب، وأن الشعب الفرنسي مختلف عن القيادة الفرنسية تماما، وأعرب عن أمنيته بأن تقوم حكومة بلاده بإعادة حساباتها وتغيير موقفها وأنه سياتي اليوم الذي سنصبح أصدقاء حقيقيين.
وقال بيير إيمانويل تومان الدكتور في الجغرافيا السياسية: إن الدبلوماسية السورية والفرنسية تأخذ حيزا مهما ولا بد من عملية تشخيص لما يجري على أرض الواقع فسورية لعبت دورا مهما وحاسما لأنها غيرت وجه العالم وهي عقدة الوصل فيه، وصمود الشعب السوري هو الذي جعل من الممكن أن يدار هذا العالم بسياسة تعدد الاقطاب وفرنسا ارتكبت اخطاء بحق الشعب السوري من خلال تبني السياسات الخاطئة ولا بد أن تستعيد سياسة الجنرال ديغول للتوازن في العلاقات الدولية وتعود سورية مركزا للثقل في المنطقة ولا بد من وجود روسيا في هذا التحالف وانا شخصيا سأقوم بكتابة مقالات وأدرس طلابي ما شاهته في زيارتي لسورية.
وبدوره قال الكاتب آلان ديزالييه: أدعم قضيتكم العادلة وأرى أن عملية إعادة بناء سورية بدأت واستطاعت سورية دفن الخراب الذي سببته القوى الظلامية، وفرنسا كانت من الدول التي استخدمت آلة الحرب الإعلامية ولدينا عدو واحد هو الحكومة الفرنسية ونحن مدانون في حرب الشعب السوري ضد الصهيونية والحلف الأطلسي ولن تستطيع تلك القوى أن تطفئ جذوة الأمل في وجدان السوريين الذين صمدوا ودفعوا الثمن غاليا وسنكون إلى جانبه حتى إعلان الانتصار النهائي.
وأعربت الناشطة والأستاذة الجامعية ماري بومبيه عن أسفها لموقف فرنسا من سورية وقالت إن الحكومة الفرنسية لا تمثل الشعب الفرنسي وتدار بالسياسة الأنغلو ساكسونية وأشارت إلى أن سورية مهد الحضارات الثقافية وانتصرت في المعركة العسكرية واللحمة الوطنية بتماسك الجيش الشعب وبسبب الذهنية الإيمانية التي يفتقد إليها الغرب وفرنسا ولفتت إلى أنها تعمل مع زملائها على كتابة كتابين أحدهما عن انتصار الشعب والجيش في سورية والآخر يتضمن قصائد للشباب السوري الذي يمجد بطولات الجيش وسيتم ترجمتها إلى اللغة الفرنسية لنقل معاناة الشباب السوري إلى باقي شعوب العالم وخاصة إلى الشعب الفرنسي.
وقال المهندس هيثم اسماعيل أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في اللاذقية: إننا كحاملين للفكر الحر, ندرك ونقدر عاليا من خلال مبادئ حزبنا العظيم الذي ننتمي إليه وذاكرة شعبنا أن فرنسا كانت لحقبة من الزمن دولة محتلة ولكن هناك رأفة بالشعوب وهذا ليس بمقدورهم تجاوزه ونتمنى أن تكون لقاءات كهذه مثمرة وأن تعود جسور التواصل رسميا لشعبينا.
حضر اللقاء الحواري محافظ اللاذقية المهندس عامر اسماعيل هلال وأعضاء قيادتي فرعي الحزب في اللاذقية وجامعة تشرين والنقابات المهنية والمنظمات الشعبية وأمناء وأعضاء قيادات لشعب الحزبية ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وفعاليات ثقافية وروحية.