ثقافةصحيفة البعث

حب الوطن أكثر ما يعبق في مجموعة “الهوا الشرقي”

مجموعة شعرية جديدة بعنوان “الهوا الشرقي” للشاعر بلال حسن أحمد تحمل في بنياتها مختلف الأوجاع والآلام والأحلام وأهم ما يمكن أن يرصده القارئ من جماليات في الشعر.

العفوية التي تبدو في مجمل القصائد والموسيقا القادمة إلينا دون قصد وتكلف، وهذا مرصود في جميع القصائد لأن الحروف التي تربط الجمل كالواو مثلاً لم تكن مقصودة فجاءت مفصلة على الجمل المترابطة مع العاطفة الشعرية كما في قصيدة عنوانها “القصيدة أنثى” التي يقول فيها:

القصيدة أنثى

لأني أبكي على صدرها وجعي

والقصيدة أنثى

لأنها دافئة كشمس

وعاصفة كريح

ومثيرة كلون

في النص نجد أن الشاعر بلال أحمد يجمع بين شيئين هما العاطفة والفكر لأن كل عبارة من عباراته تطرح فكرة وهذه الفكرة لا تضايق أبداً العاطفة الموجودة في القصيدة.

ولأن الوجع الذي يؤثر على الوطن أكثر ما يتألم منه الشعراء فنجد أن كافة الأشياء المكونة للقصيدة جاءت بتقنية وتماسكت بخبرة الشاعر وثقافته لتكون على شكل نص يطرح ما يريده ويشعر الآخر أن هذه القضية أيضاً قضيته، وأن هذا النص يخصه كما يخص الشاعر، وهذا نجده في قصيدة “يا وطني الممتد”:

ياوطني الممتد

من حزني لجميع الأنحاء

من قلبي لدماء الشهداء

والممتد من ألف التكوين إلى الياء

سنرد إليك الماء

أرواحا أجسادا ودماء.

ويبقى الوطن أكبر وأغلى في قلب الشاعر، فيمر غير مكترث بكل ما أراده الآخرون ليظهر حبه بين ألوان النصوص التي اعتمد فيها النغم الذي يلائم الخريطة الجميلة لبلد يراه موحداً ونجد محافظات وطنه في قصيدة رصدت كل الجماليات المختلفة لتنصب في لوحة واحدة بديعة التصوير فيقول في “إدلب”:

أنا إدلب وردة في الزمان

على جانبي اخضرار المكان

سلام لزيتونة لاتهان

ولابن المعرة شيخ البيان.

ونجده خلال خياله الشعري وهو ابن البحر يعطي لكل مكان ما يميزه من جمال ليرفض أي شيء يحول بين جمال وجمال في وطن هو أهم من الدنيا وأسمى من كل المعاني والكلام.

ونجد أيضاً في معظم نصوصه تختلف الموسيقا عن مألوف ما يكتبه الشعراء وقد يكون لهذا الأمر سبب تظهر فيه خبرة الشاعر في التعامل مع نغمات الموسيقا والحالة النفسية التي تسببت في كتابة النصوص وقليلون الشعراء الذين يكتبون على الموسيقا التي جاءت في قصيدة “يامن أفكر دائماً فيه” حيث جاء فيها:

يامن أفكر دائما فيه

لو أنت تدري ما أعانيه

وهناك عند الشعراء حالات انفصال عن الواقع تبدو فيها القصيدة شيئاً من اللامعقول لكنها تتلاءم جداً مع عاطفة الإنسان وأحلامه وتطلعاته ولاسيما إذا كان هذا الإنسان ينتمي إلى وطنه بوفاء، حيث يقول:

أيا وطنا كنت تسكنني

مزقوك

وما زلت أسأل نفسي

أأنت أبي

أم أنا يا حبيبي أبوك.

وهذه بعض أشياء ذهبت إليها هو ذاته الشاعر أقر بما راحت إليه في نصه الذي افتتح به المجموعة حيث قال:

ويا قارئي في الكلام البسيط

إشارات أجوبة الحائر

وقوله

أنا شاعر بالدماء أخط

حروفي فهل أنا بالشاعر.

نبوغ أسعد