دراساتصحيفة البعث

“قمة الديمقراطية” لا تحترم معنى الديمقراطية

ترجمة: عائدة أسعد

كما كان متوقعاً جرت قمة الديمقراطية -مهزلة من البداية إلى النهاية- التي استضافتها الولايات المتحدة يومي الخميس والجمعة الفائتين، وتمّ تنظيمها فقط لغرض تقسيم العالم ومهاجمة الصين.

في تلك القمة تمّ تزويد ممثلي الحزب الديمقراطي التقدمي ذي العقلية الانفصالية لجزيرة تايوان بمنصة لإصدار ما يُسمّى بإعلان الدولة ودعوة مثيري الشغب في هونغ كونغ للتحدث، واتهام الكيانات والأفراد الصينيين بارتكاب مخالفات لا أساس لها من الصحة، ووضعهم على قائمة سوداء في يوم حقوق الإنسان، الأمر الذي فضح القمة لما كانت يجب أن تكون عليه، بحيث بدت تلك المنصة مجرد حيلة دعائية مفتعلة لتشويه صورة الصين باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وبصفتها دولة لا تشعر بالانزعاج من التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، أو ممارسة سلطات قضائية طويلة المدى حتى تتمكّن من تقسيم العالم من أجل غاياتها الضيّقة، فإن الولايات المتحدة ليست مؤهلة لإلقاء محاضرات على العالم بشأن القيم، لأنها على الرغم من ادعائها مناصرة الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلا أنها ما تزال هي القوة الاستبدادية الحقيقية.

لذلك فإن جميع الحيل الأمريكية المناهضة للصين، سواء تمّ إجراؤها في العلن ليراها العالم بأسره أو بطريقة خفية، ليس لها تفسير سوى أن الولايات المتحدة تعمل فقط على منع تقدّم الصين والدفاع عن مصالحها الجوهرية وكذلك السيادة وسلامة أراضيها.

لقد مرّ حوالي شهر منذ أن عقد كبار قادة الصين والولايات المتحدة اجتماعاً افتراضياً واتفقوا فيه على أهمية العلاقات الصينية الأمريكية والحاجة إلى تجنّب سوء التقدير وحرب باردة جديدة، وعلى الرغم من أن الجانب الصيني أظهر بالكامل صبره وبعد نظره إلا أن الولايات المتحدة لم تحترم كلماتها.

وحسب محللين سياسيين يجب على الولايات المتحدة أن تتجاهل الوهم القائل بأنها تستطيع إجبار الصين على اتباع قواعدها، لأن الصين لا تقبل إلا النظام الدولي الذي تكون الأمم المتحدة جوهره مع القوانين الدولية كأساس له.

وبنظرة على الديمقراطية الأمريكية فهي في الأساس الاستغلال المؤسّسي للأغلبية من قبل قلة، وتلك هي الطريقة التي تنظر بها إلى العالم، لهذا بات من الواضح أن القلق الاستراتيجي للولايات المتحدة من صعود الصين ينبثق من مخاوفها من أن النظام الدولي الأكثر عدلاً والأكثر إنصافاً الذي تدعو إليه الصين كممثل للدول الأقل تقدماً سيضع حداً لامتيازها وهيمنتها وغطرستها التي اعتبرتها أمراً مفروغاً منه بعد خروجها من الحرب الباردة باعتبارها القوة العظمى الوحيدة.

ومع ذلك كله فإن القمة التي نظمتها الولايات المتحدة كانت صورة زائفة للديمقراطية، ولا تحترم معنى الديمقراطية، وكأن الأمر مجرد حيلة متعبة لملك متعصب يرفض قبول انحطاطه!.