نقص عدد أطباء التخدير يطرح أولوية دعم الاختصاص واستقطاب الخريجين
اللاذقية- مروان حويجة
لاتزال هواجس النقص الحاصل في عدد أطباء التخدير قائمة، وتتردد هذه المشكلة بشكل واضح خلال الآونة الأخيرة، وللاستيضاح عن سبب النقص، ومدى إمكانية تداركه، سألت “البعث” نقيب أطباء اللاذقية الدكتور منذر بغداد عن اختصاص طب التخدير، وقلة عدد أطبائه، فأوضح أن عروض العمل التي يتلقاها طبيب التخدير أكثر من زملائه في باقي الاختصاصات، بما في ذلك عروض العمل الخارجية، لأن هذا الاختصاص مطلوب ومرغوب من جهة، وتترتب عليه مسؤولية أكبر من سائر الاختصاصات من جهة أخرى.
وبيّن بغداد أن الطبيب بشكل عام، وطبيب التخدير بشكل خاص، عندما تأتيه عروض عمل أفضل له مهنياً ومعيشياً فإنه يختار العرض الأنسب، وعن دور النقابة في التعاطي مع موضوع سفر الطبيب، أكد الدكتور بغداد أن النقابة لا علاقة لها بمسألة مغادرة الطبيب من عدمها، إذ إن الطبيب عندما يسجّل عضويته في النقابة يصبح له الحق في مزاولة المهنة، وممارسة عمله ضمن أراضي القطر، أما خيارات العمل التي يأخذها فتتعلق به سواء بالسفر أو غيره.
وعن السبل الكفيلة بمعالجة المشكلة، أوضح نقيب أطباء اللاذقية أن هناك حلولاً على أكثر من صعيد، منها اعتماد سياسة عمل محددة وثابتة تسهم في ترغيب الأطباء من الخريجين الجدد للتوجّه نحو اختصاص التخدير، وهذا الأمر يحتاج إلى دراسة، مع العلم أن أطباء التخدير لهم ميزات مقارنة مع زملائهم من باقي الاختصاصات مثل المكافآت التي يتم منحها لهم من الدولة، وأيضاً يمكن الحفاظ على تواجد أطباء التخدير والحد من سفرهم بمنحهم المستحقات والمحفّزات، سواء في المشافي العامة أو الخاصة، وأيضاً الإسراع بإصدار تعرفة المعاينة الطبية التي تنصف الطبيب بشكل عام، وطبيب التخدير بشكل خاص، لاسيما أن أطباءنا يتلقون فرص عمل وعروضاً من الخارج، في وقت تخرّج فيه جامعاتنا أعداداً متزايدة من الأطباء بمختلف الاختصاصات، وتتكلّف الدولة مبالغ طائلة وكبيرة لتعليمهم وتأهيلهم، فيمكن العمل على استقطابهم دون توجههم للعمل في أماكن أخرى كسفرهم للعمل في الخارج.
وحول ظاهرة النقص بشكل عام في هذا الاختصاص بالتحديد، سألنا الدكتور عقيل خدام رئيس قسم التخدير في مستشفى تشرين الجامعي، وعضو الهيئة التدريسية في كلية الطب بجامعة تشرين، فأوضح أن اختصاص طب التخدير ممتع ورائع، وفي الوقت نفسه دقيق وحساس، وأكثر ما يتطلبه هذا الاختصاص تأمين ظروف أفضل لمزاولته في بيئة تتناسب معه، وإعادة النظر بمردوده، وساعات العمل، وغيرها من أولويات غير مأخوذة بعين الاهتمام والحسبان، بالنظر إلى أن واقع عمل طبيب التخدير صعب من حيث طبيعة المهنة والاختصاص، وأشار خدام إلى ضرورة المواءمة بين القواعد العلمية والمهنية للمهنة واحتياجاتها وموادها ومستلزمات مزاولتها لتقديم خدمة أفضل مع مردود اجتماعي واقتصادي بآن معاً، لأن طبيب التخدير دائماً مطلوب منه تقديم خدمة مثلى ونموذجية دون النظر إلى ما يواجهه من صعوبات تتعلق بطبيعة هذا الاختصاص واحتياجاته، ومن الضروري العمل على توفير كل ما يحقق له الاكتفاء في واقع أفضل، والتركيز المستمر على أهمية دوره وما يقدمه من خدمات.