الفوضى تضرب أوصال رياضتنا وإنقاذها مطلوب بالسرعة القصوى
ناصر النجار
لم تعد الفوضى والعشوائية في رياضتنا محتملة، وبدأت تلقي بظلالها السوداء على مفاصلها بشكل عام، والمتابع يلاحظ خطوط الفشل في كل مكان من مؤسساتنا الرياضية، وفي كل زاوية وركن من ملاعبنا وصالاتنا، وما النشاط الرياضي القائم بوضعه الحالي المزري إلا خير دليل على ما نقول!.
في كل يوم يجب أن تصادفك مشكلة من الهم الثقيل والحل العسير، وتشعر أن رياضتنا تدفع اليوم ضريبة ضعف القرار الرياضي، وسوء العمل والتخطيط بشكل مباشر، لدرجة أن الآمال بوجود حلول معقولة وناجعة باتت ضئيلة إن لم تكن معدومة، فنادي الوحدة الذي يمثّل الجمهور الأكبر في العاصمة يرى أنه ينتهي على خشبة المصالح الفردية والأهواء الشخصية، وهو منذ ستة أشهر غير مستقر، وتتنازعه الخلافات الخارجية والداخلية معاً، وعندما يأتي الحل بعد انتظار طويل لا يكون مقبولاً ومرضياً، لذلك كان التساؤل المحق: هل عجزت القيادة الرياضية عن تأمين تسعة أعضاء لتشكيل إدارة مرضية من كوادر نادي الوحدة؟ ولماذا هذا التأخير في قرار حل الإدارة السابقة، وفي قرار تشكيل إدارة جديدة؟ والغريب أن اللجنة المؤقتة التي صارت دائمة، وألبست ثوب الإدارة، مؤلفة من خمسة أعضاء، فهل سيتم تشكيل الإدارة بالتقسيط المريح؟.
وبعيداً عن هذا التشكيل غير المرضي، لماذا تقحم القيادة الرياضية نفسها في تعيين الإدارات وحلها؟ ولماذا لا تلجأ إلى القانون في بسط نفوذها الرياضي؟ فالحل السليم أن تتم الدعوة لانتخابات عاجلة لإدارة نادي الوحدة وفق القانون، كما تم حل الإدارة وفق القانون بعد أن فقدت الإدارة السابقة نصابها القانوني باستقالة العديد من أعضائها، وعلينا أن نذكر بأن نادي الوحدة كالاتحاد والكرامة وتشرين وحطين من أكبر أندية القطر.
المشكلة لم تعد مقتصرة على نادي الوحدة فقط، فحطين بلا إدارة منذ أكثر من ستة أشهر، وبردى بلا رئيس ناد منذ سنة، والكرامة يعاني من استقالات وترميمات دائمة، والقائمة تطول، وفي الاتحادات الرياضية يتصدر مشهد الفوضى اتحاد كرة القدم في صراع لا ينتهي على النفوذ، واليوم مع استقالة رئيس اللجنة المؤقتة، تبدو الأمور ضبابية في مواجهة الاتحاد الدولي، أما اتحاد كرة اليد والبيان الذي نشره فيوحي أن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح، وأن هناك أموراً خافية في الكواليس تدل على الصراع الكبير والعنيف في جسم رياضتنا يلخص مقولة هذا معي وهذا ضدي، ويوضح سلبية عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
منذ فترة غير بعيدة، وقبل المؤتمرات السنوية للاتحادات الرياضية، سمعنا عن تغييرات في الكثير من الاتحادات، لدرجة أن المباركات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تهنئ فلاناً برئاسة الاتحاد الفلاني، وهذا الأمر ليس مقتصراً على اتحاد واحد، بل على اتحادات عديدة، وهذه الإشاعات المسربة من مسودة القرارات خلقت فوضى كبيرة في العديد من الاتحادات، ما سيسهم بتراجع الرياضة بشكل سريع نحو الهاوية لأبعاده الخطيرة، ويتسبب بانشقاق في الاتحاد الواحد بين قديم سيرحل، وجديد سيأتي، فتتجمد الأمور حتى تتبيّن الحقيقة.
رياضتنا تعيش حالة من الفوضى، ولابد من حلول عاقلة وهادئة لتعود الأمور إلى نصابها، ونود التذكير مرة أخرى بأن أكثر القرارات الصادرة من الاتحاد الرياضي العام في العامين الماضيين هي قرارات الحل والتعيين، وأوامر الإيفاد فقط!.