دمشق بحاجة إلى 85 مدرسة جديدة للانتهاء من معضلة الدوام النصفي
دمشق – رامي سلوم
أكد مدير تربية دمشق سليمان يونس أن الدوام النصفي يشكّل حلاً لتوفير مقعد دراسي لكل طالب في ظل الظروف الحالية، وخاصة مع التدمير الممنهج الذي لحق بمدارس دمشق خلال الفترة الماضية، وتقلّص عدد المدارس المؤهلة لاستقبال الطلبة إلى نحو 50% من العدد الإجمالي للمدارس في المحافظة، لافتاً إلى أن دمشق بحاجة إلى نحو 85 مدرسة للتخلص من الدوام النصفي.
وأوضح يونس أن 85 مدرسة في دمشق تعمل بنظام الدوام النصفي، تشكل نحو 20% من عدد مدارس الحلقة الأولى في العاصمة والتي يبلغ عددها الإجمالي 400 مدرسة، مبيناً أن إلغاء الدوام النصفي وتحويل الطلبة إلى الدوام الصباحي يحتاج العدد نفسه من المدارس (85 مدرسة) جديدة، في مناطق الكثافة السكانية نفسها، لتحقيق الاستيعاب العادل للطلبة، وتوفير الخدمة التعليمية في مناطقهم.
وأشار يونس إلى وجود توزيع غير عادل في أعداد الطلبة وفقاً للمناطق، حيث يزيد عدد الطلبة في المناطق الشعبية عن القدرة الاستيعابية للمدارس هناك، بسبب الكثافة السكانية، واستقبالها أطفالاً من الريف المجاور أو المناطق القريبة التي لم يتمّ تأهيل مدارسها بشكل كامل بعد، مثل المخيم والقابون وجوبر وغيرها، بينما لا تعاني باقي مدارس دمشق من الضغط نفسه، وبالتالي لا حاجة لوجود الدوام النصفي فيها، بسبب كفاية عدد المدارس لأعداد الطلبة.
وبيّن يونس أن أهالي الطلبة يفضّلون إرسال أولادهم لمدارس قريبة من أماكن سكنهم، وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي، الأمر الذي يعتبر واحداً من أسس العملية التعليمية وأحد حقوق الطلبة، بتوفير التعليم المناسب لهم في مدارس قريبة، ما أبرز الحاجة إلى الدوام النصفي في مدارس المناطق ذات الكثافة السكانية، وفقاً لمدير تربية دمشق.
وتتوزع المدارس التي تندرج ضمن نظام الدوام النصفي، وفقاً ليونس، في حي التضامن، حيث يوجد 6 مدارس بنظام الدوام النصفي، ومنطقة الدويلعة، كما يوجد سبع مدارس تعمل بنظام الدوام النصفي في منطقة برزة، وغيرها من المناطق الشبيهة من حيث الاستيعاب السكاني.
وأكد يونس أن الهدف الأهم بالنسبة لمديرية تربية دمشق هو ضمان استيعاب كامل الطلبة في المدارس، وتوفير مقعد مدرسي لكل طالب، على الرغم من صعوبات الدوام النصفي، وعدم رضاها عنه، ومضيها في التخفيف منه، وصولاً لإلغائه بشكل كامل مع زيادة أعداد المدارس المؤهلة لاستقبال الطلبة، وتخفيف الضغط عن مدارس أخرى، ليتمّ الانتهاء من الدوام النصفي بشكل كامل.
وعانت دمشق نقصاً حاداً في أعداد المدارس المجهّزة لاستيعاب الطلاب، جراء عمليات التدمير التي لحقت بالبنية التعليمية والمدارس خلال الحرب الجائرة على سورية، حيث يبلغ عدد المدارس المؤهلة اليوم نحو 610 مدارس، وذلك بعد استعادة وزارة التربية للمدارس المخصّصة للإيواء وإعادة تأهيلها، فضلاً عن تأهيل عدد من المدارس الأخرى، وفتحها للعملية التعليمية، بينما كان عدد مدارس المحافظة يبلغ نحو ألف و75 مدرسة، ما يوضح واقع العملية التعليمية في العاصمة اليوم، والتي خسرت نحو 50% من مدارسها، التي لا تزال خارج الخدمة.
وتعمل وزارة التربية والتعليم على تأهيل المدارس في المناطق التي تمّت إعادة الأمان إليها، غير أن بعض تلك المدارس تعرّضت لعمليات تدمير واسعة، ولا يمكن إعادة تأهيلها وضمّها لخدمة العملية التعليمية.