تاتيانا أبو عسلي بعد انتهاء عروض مسرحيتها “العكازة”: إرضاء الجميع أمر صعب
بعد الانتهاء من تقديم عروض تجربتها المسرحية الأولى “العكازة” والتي قُدّمَت ضمن مشروع دعم مسرح الشباب مؤخراً على خشبة مسرح القباني اقتباساً عن مسرحية “ايولف الصغير” لهنريك ابسن تبيّن المخرجة تاتيانا أبو عسلي أنه لا يوجد مخرج راضٍ بشكل تام عما ينجزه، حيث الطموح دائماً يتجلّى في محاولة تقديم ما هو أفضل رغم قناعتها أن الكمال غير موجود، خاصة وأن العديد من الصعوبات واجهتْها أثناء تنفيذ عرضها، ولكن مع هذا تؤكد أنها سعيدة وراضية بنسبة 60% عما أنجزته، كما أنها راضية عن نفسها لأنها لم تُقصّر وبذلت كل ما في وسعها لإنجاح هذا العرض الذي تبنّته لأقصى الحدود كأول تجربة إخراجية لها، وكانت برأيها تجربة مهمّة ومفيدة أضافت لها الكثير من الخبرة، مع تأكيدها أن الهدف من العرض كان إيصال رسائل معيّنة وليس تحقيق إبهار في الشكل الفني، منوهة بأن علاقتها مع النص قديمة وتعود إلى سنوات ماضية حيث اشتغلت على جزء منه أثناء دراستها في معهد الفن المسرحي وترك أثراً كبيراً عليها بشخصياته ورسالته التي حملها والتي أرادت إيصالها للجمهور في أول تجربة استعدت لها عبر محاولة فهم النص وتحليله جيداً بمساعدة أطباء نفسيين، ومنحه الكثير من روحها للخروج بما هو جيد ومفيد.
علاقة عاطفية
تؤمن تاتيانا أبو عسلي أن أي عرض يُقَدّم قد يلاقي القبول عند البعض وعدم القبول عند البعض الآخر بحكم اختلاف الأمزجة والآراء، موضحة أن ما قدّمته مبنيّ على دراسة أكاديمية وكانت كل تفاصيل عرضها موجودة في ذهنها، وأسعدها أن الجمهور خرج من العرض تحت وقع تأثيرات المَشاهد التي تابعها، مؤكدة أنها تحترم كل الآراء التي وجّهت للعرض سواء من قبل الجمهور أو النقّاد، مع تأكيدها أن إرضاء الجميع أمر صعب التجربة، فالفن إحساس وصدق. أما الخلاصة التي خرجت منها بهذه الرسالة فهي أن العلم لا يقوم على مجرد رغبة في إنجاز مسرحية على خشبة المسرح وهي التي تحتاج، إضافة للجهد والطاقة، إلى معايشة الحياة ليمكن تقديم ما يشبه واقعنا، وأن اعتمادها على نص أجنبي لا يعني لها غياب النص المحلي، فهي مؤمنة بوجود كتّاب سوريين مهمين لديهم نصوص يمكن الاتّكاء عليها لتقديم عروض، إلا أن علاقتها العاطفية مع نص إبسن هذا هي التي دفعتها لإنجازه، وهي بالعموم لا ترى مشكلة في أن يكون النص أجنبياً، وخاصة في ظل وجود تقاطعات فيه مع حياتنا كما في نص “ايولف الصغير” الذي أمكن تبيئه ليشبه حياتنا، حيث اشتغلت أبو عسلي على النص وغيّرت فيه، فألغت أموراً كثيرة ليصبح مناسباً أكثر لتقديم ما هو مهمّ مع الممثلين الذين كان لهم دور في الخروج بعرض مدروس، مشيرة إلى أن البروفات مع الممثلين تشذّب النص كثيراً من خلال التجريب، انتهاء بالوصول إلى حلول نهائية للمَشاهد، لذلك تؤكد أن النص الذي قُدّم مؤخراً على خشبة المسرح اختلف كلياً عن النص الذي كان بين يديها منذ خمس سنوات.
وتشكر أبو عسلي مديرية المسارح والموسيقا التي أتاحت لها خوض هذه التجربة من خلال مشروع دعم مسرح الشباب، ولم تُقصّر معها بشيء حسب إمكانياتها المتاحة.
يُذكر أن “العكازة” من تمثيل: بشار الشيخ، تاتيانا أبو عسلي، رولا طهماز، حسين محمود، إشراف زهير البقاعي.
أمينة عباس