لافروف: الغرب يشوّه الحقائق حول النووي الإيراني
حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من المبالغة بشأن خطورة الوضع في المباحثات الجارية في فيينا حالياً بغية استئناف الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران ومجموعة 5+1 عام 2015.
وأعرب لافروف، ردّاً على سؤال لقناة آر تي العربية، عن أسفه إزاء “محاولة الشركاء الغربيين تشويه الحقائق” حول ملف إيران النووي، مذكّراً بأن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هي التي انسحبت من الصفقة من جانب واحد في عام 2018، غير أن الغرب حالياً يحمّل طهران المسؤولية عن الانهيار الوشيك للاتفاق.
ولفت الوزير إلى أن إيران على مدى أكثر من عام منذ خروج الأمريكيين من خطة العمل الشاملة المشتركة لم تتخذ أي خطوات خارج إطار الاتفاق النووي، وأن إجراءاتها اللاحقة خصّت حصراً التخلي عن الالتزامات الطوعية، مع إبداء طهران استعدادها للعودة إلى الالتزام بها فور عودة واشنطن إلى تطبيق مسؤولياتها.
وأشار لافروف إلى أن الشركاء الغربيين أظهروا “الاستعجال ونفاد الصبر” بعد تعليق المباحثات النووية في حزيران الماضي بسبب الانتخابات الرئاسية في إيران، ووجّهوا دعوات إلى طهران بطلب إبرام صفقة في أسرع وقت ممكن.
وتابع: “ذكّرناهم بأن إيران انتظرت أكثر من عام عودة الأمريكيين إلى هذا التفاهم، وانسحبت بعد أن لم يحدث ذلك”.
وقال لافروف: “لا داعي للتهويل” بشأن واقع الوضع في مباحثات فيينا، مشيراً إلى أن الفريق التفاوضي الإيراني الجديد تكيّف بسرعة ومهنية قصوى مع الوضع وتقدّم باقتراحات عارضها في البداية بعض المفاوضين الغربيين بشدة، ثم اعترفوا بأن المقترحات قابلة للحياة وتستحق الدراسة، وهذه هي الطريقة التي يجري العمل بها حالياً.
وأبدى الوزير قناعته بأن هناك “فرصاً جيدة” لإنجاح المباحثات، مشدّداً في الوقت نفسه على أن المبدأ الذي يجري التفاوض على أساسه ينص على أنه “لن يتم الاتفاق على أي أمر ما لم يتم الاتفاق من الجميع على كل الأمور”، مضيفاً: “نحتاج إلى حزمة صحيحة ومدروسة بشكل جيد، وهذا الأمر واقعي تماماً”.
من جهة ثانية، نفذت وحدات القوة البرية لحرس الثورة الإيراني اليوم الأربعاء، تمرين الدفاع الحاسم عن السواحل والجزر في اليوم الثالث لمناورات “الرسول الأعظم (ص)” المشتركة الـ17 لحرس الثورة الجارية جنوب البلاد.
وأفاد مراسل وكالة “فارس” الموفد إلى منطقة المناورات، بأن وحدات النخبة من القوة البرية لحرس الثورة قامت صباح اليوم الأربعاء، بتنفيذ مهمة الدفاع الحاسم عن السواحل والجزر في جزيرة لارك.
وفي هذه المرحلة من المناورات نفذت الوحدات المشاركة من القوة البرية لحرس الثورة بنجاح سيناريوهات هجومية ودفاعية محتملة عبر استخدامها أسلحة ومعدات جديدة وتكتيكات حديثة.
وقامت وحدات القوة البرية بعد الرصد الاستخباري لمواقع العدو المفترض، باستهداف الأهداف المحدّدة بهجمات مكثفة بالأسلحة الثقيلة وشبه الثقيلة.
وتم في ظروف واقعية نسبياً، تنفيذ عمليات مضادة للإنزال الجوي والدفاع المتعدّد الطبقات عن الجزر والدفاع الجوي للتصدي لمقاتلات العدو.
وشاركت في هذه العمليات، دبابة “كرار” المتطورة (تي 72 إم المُطوَّرة)، التي تم تسليمها للقوات البرية في حرس الثورة، للمرة الأولى.
ونقلت التقارير أن هذا الأنموذج من الدبابات الذي استلمته القوات البرية في حرس الثورة، مجهّز بنظام خاص لمواجهة الأمواج الحرارية، ويمكنه أن يخفي نفسه عن الشبكات الحرارية، كما أنه مجهز بجهاز ملاحة يعمل بالـGPS.
إضافة إلى ذلك، استلمت القوات البرية لحرس الثورة منظومة دفاعية لمقابلة الصواريخ والقذائف المضادة للدروع، تُنصب على برج الدبابة “كرار” في مكان مخصص لها.
وهذه المنظومة هي من نوع Soft Kile (المواجهة الناعمة)، وهي في طور إنجاز المراحل النهائية من الاختبارات، وبعد التقييمات النهائية، يتم نصبها على برج الدبابة. وبهذه العملية تكون دبابات “تي 72 إم” المطوّرة قادرة على صد أنواع القذائف المضادة للدروع الموجهة إليها قبل وصولها، وذلك من خلال خاصية المنظومة الدفاعية في حرف مسار منظومة توجيه الصورايخ، وعلى هذا الوجه يكون للدبابات قدرة أطول على البقاء في الساحة القتالية.
العميد محمد باكبور قائد القوات البرية في حرس الثورة، علّق على فعاليات مناورات “الرسول الأعظم (ص)” المشتركة الـ17، بأن القوات البرية في حرس الثورة، قد أقرّت التكتيكات المناسبة للتهديدات، بطور يجاري التهديدات الجديدة والعمليات العسكرية، بشكل أوجد تغييرات في السعة والانعطاف.
وأضاف: إن هذه المناورات المشتركة السنوية تصبّ في حالة الجهوزية والإعداد لقوات حرس الثورة للتعامل مع أي تهديد من طرف الأعداء.
وعلّق باكبور على الجوانب المطوّرة، في قدرات المسيّرات، موضحاً “أننا استطعنا أن نمتلك تكنولوجيا إنتاج وتصنيع المسيرات من قدراتنا الذاتية الداخلية، وأن هذه المسيرات هجومية وقتالية، وقادرة على إصابة أي هدف في نطاقها، بعد مراحل التطوير والتجهيز التي مرت بها”.
وأضاف: “إننا قد استعنا بقدرات المختصين في الصناعات الدفاعية، ولجنات جهاد الاكتفاء الذاتي، واستطعنا الوصول إلى تزويد هذه المسيرات بالصواريخ الموجهة، التي جرى استعراضها في هذه المناورة”.
وعن تقنيات الحرب الإلكترونية كشف أنها، قد تطوّرت بشكل كبير نسبة إلى الماضي، في الجوانب النوعية والكمية.
ونوّه بابكبور، بأنه في مجال المدرعات، “عملنا على تطوير برنامج إدارة النيران في الدبابات وأصبحت دباباتنا، قادرة ومن مسافة عدة كيلومترات، على إصابة أهدافها بدقة، وطوّرنا نظام إدارة النيران في الدبابات من أنموذج “تي 72 ” إلى تي 90″.
وأشار باكبور إلى قدرة الاستجابة السريعة والقدرة على الوصول بسرعة إلى ساحة الميدان لدى القوات البرية في حرس الثورة، معرباً عن أن قوات حرس الثورة اليوم، تستطيع الوصول إلى مكان عمليات القتال بأسرع وقت والبدء بالعمليات.
وبدأ حرس الثورة، صباح الإثنين، مناورات “الرسول الأعظم” بمشاركة القوات الجوفضائية والبرية والبحرية التابعة له وعدد من قوات التعبئة “البسيج”، في محافظات هرمزغان وبوشهر وخوزستان وسواحل الخليج..