جدل واسع حول إقامة كأس العالم كل سنتين.. و”الفيفا” يبرر!!
بعد وضع النقاط على الحروف في مسألة استمرار الدوري الإنكليزي في جولاته ضمن فترة ما يعرف بـ”البوكسينغ داي”، توجّهت أنظار الصحافة العالمية إلى نتائج اجتماع الجمعية العمومية للبتّ بأمر إقامة كأس العالم مرّة كل عامين بدلاً من أربعة، وذلك بحسب مقترح تقدّم به الاتحاد السعودي لكرة القدم في أيار الماضي، وتمّ التصويت بالموافقة على دراسة المقترح بـ166 صوتاً مقابل رفض 22 عضواً.
وضمّ الاجتماع أكثر من 80 لاعباً ومدرباً شاركوا في أكثر من 3000 مباراة دولية وأكثر من 300 مباراة في كأس العالم، عمل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على استشارتهم ومناقشة البدائل المحتملة للتنظيم الحالي للعبة مع التركيز على جعل كرة القدم عالميةً حقاً وإعطاء فرصة لكل موهبة في كل منطقة وقارة حول العالم.
وسيثير المقترح جدلاً متزايداً، وخاصة بعد أن أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم تبنيه الفكرة ودعمه، علماً أن الكاف يضم 55 عضواً من أصل 211، فيما يعارض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) المقترح لأسباب فنية وزمنية، كما يقول الكسندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ويسانده في ذلك مسؤولو الدوريات الكبرى في العالم، وكذلك رابطة الأندية الأوروبية.
بينما يدعم الفيفا حجته بثلاث مبررات، أولها وأهمها تحقيق المزيد من الأرباح التي يمكن توزيعها على الاتحادات في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، التي تعتمد على الدعم المالي من فيفا أكثر من البطولات الأوروبية الثرية، أما الثاني فهو رؤية السويسري جياني إنفانتينو رئيس فيفا في أن يجعل “كرة القدم عالمية بالفعل”، وإتاحة البطولة أمام مشاركة الدول الصغيرة، الأمر الذي سيبدأ فعلياً اعتباراً من مونديال 2026 مع رفع عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48. أما آخر الأسباب، فيرجع إلى أن كرة القدم ذات المستوى العالي محصورة إلى حدّ كبير بمجموعة صغيرة من البلدان، حيث لم يصل أي منتخب غير أوروبي أو من خارج أمريكا الجنوبية إلى المباراة النهائية في كأس العالم، كما استضافت بلدان منضوية تحت الاتحادين الأوروبي للعبة والأمريكي الجنوبي (كونميبول) 16 من أصل 22 نسخة منذ العام 1930.
وكان الرئيس السابق للفيفا، الموقوف راهناً بقضايا فساد، السويسري جوزيف بلاتر، قد اقترح قبل حوالي عقدين هذه الفكرة، ثم كررها في 2018 نائب رئيس فيفا، رئيس اتحاد أميركا الجنوبية، الباراغواياني أليخاندرو دومينغيز المقرب من رئيس فيفا السويسري جاني إنفانتينو، وبعد وصول الأخير إلى رئاسة الفيفا، رفع عدد المشاركين في المونديال من 32 منتخباً راهناً، إلى 48 في نسخة 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ولا يريد إنفانتينو فقط نسخاً أكبر من البطولة الدولية، بل أيضاً بلدان مضيفة بالشراكة أكثر.
ويعدّ الفرنسي أرسين فينغر الذي يشغل منصب مدير تطوير كرة القدم العالمية أحد أهم المؤيدين والداعمين لهذه الفكرة، وقد اقترح إقامة الكأس بالتناوب بين كأس العالم والبطولات القارية، مثل كأس أوروبا وكوبا أمريكا، حتى لا يتمّ التأثير على البطولات الأخرى، وأكد أن ذلك من شأنه إيجاد المساحات من خلال تنظيم جميع التصفيات في تشرين الأول أو في آذار، بدلاً من إقامتها على مدى عام كامل، ويدحّض فينغر حجة أن اللاعبين سيواجهون ضغوطاً متزايدة، معتبراً أنهم سيقومون برحلات طويلة أقل من العادة، وسيحصلون على 25 يوماً من الراحة على الأقل بعد المشاركة خلال الصيف مع منتخبات بلادهم.