مراقبو الدوري الكروي.. حضور شكلي بمهام شرفية!
ناصر النجار
بلغت مباريات الدوري الكروي الممتاز وغيرها من المباريات في الدرجات الأدنى وفي الفئات حالات من الفوضى لم تشهدها ملاعبنا من ذي قبل، ودلت على سوء الاهتمام واللامبالاة بالمسابقات الرسمية وعلى عدم المتابعة الجادة من اللجنة التي تسيّر أمور كرة القدم.
الفوضى في المباريات الرسمية تبدأ من عدم الالتزام بمواعيد الحضور إلى الملاعب والنزول إلى أرض الملعب، ووجود الحكام والمراقبين قبل المباراة بساعتين، وهذا النظام كان معمولاً به قبل ثلاثة مواسم وله ضرورة من أجل تفادي أي نقص أو خلل بالفريقين والكشف عن جاهزية الملعب وتأمين بديل في حال غياب أحد الحكام أو المراقبين. كما كان المراقب يضبط الدكة الاحتياطية للفريقين ويضبط الملعب قبل بدء المباراة بحيث لا تجد داخل الملعب إلا المعنيين فقط، اليوم بتنا نرى داخل المستطيل الأخضر من هب ودب ممن ليس لهم علاقة بالمباراة من قريب أو بعيد.
وكانت العقوبات التي يصدرها اتحاد الكرة في السابق تضبط الحضور والمواعيد وكل المخالفات صغيرها وكبيرها، فصار لدينا دوري منضبط ولو بالشكل.
اليوم اختلفت الصورة واختلط الحابل بالنابل ورؤية المباريات صارت أشبه برؤية (عراضة) وخاصة في الشوط الثاني، وما حدث بلقاء الاتحاد مع حطين الذي جرى يوم الثلاثاء الماضي في ملعب الحمدانية في حلب ضمن مباريات الدوري الممتاز خير دليل على ما نقول، وزاد من هذه الفوضى تصرف مدير الكرة بنادي الاتحاد في المباراة حيث أكثر من الاعتراض على الحكم واقتحام أرض الملعب في مناسبات عديدة مع كل صافرة لا تروق له، وإذا علمنا أن المذكور تم تعيينه مديراً للمنتخب الوطني الأول فلنا أن نتصور حجم الانضباط الذي سيحظى به المنتخب، فشخص غير منضبط في الدوري لا يمكنه أن يكون منضبطاً مع المنتخب في التمارين وفي المباريات الرسمية، ولا ندري بعد كل هذه المشاهد الهزلية الذي رآها الجميع إن كان سيتعرض للعقوبة أم إن الأمر سيدخل طي النسيان و(التطنيش) كون هذا المدير من فئة المدعومين، وهذا الأمر برمته يعود تقديره للحكم والمراقب!.
وإذا كان ملعب الحمدانية مثالنا الحي، فإن بقية الملاعب ليست بمنأى عن هذه الفوضى وسوء الانضباط.
كما لفتت المظاهر السيئة التي يمكن معالجتها بالقليل من الحزم الأنظار، ولا نتحدث هنا فقط عن سوء الملاعب وأرضياتها وغياب التجهيزات الرئيسية وسيارات الإسعاف وغير ذلك، حيث رأينا هذا الأسبوع مباريات من مختلف الدرجات والفئات تجري وسط برك من الطين والماء دون أن تتحرك اللجنة المؤقتة لإيقاف الدوري جراء المناخ الصعب والعاصفة الثلجية، لكنها كانت قادرة على إيقافه كرمى عين المدرب الروماني لمنتخبنا الوطني تيتا الذي يريد لاعبيه بمعسكر داخلي!.
ومن المظاهر السيئة الأخرى التي تنتشر في ملاعبنا ظاهرة النرجيلة والمكسرات وغيرها وكأن هذه الملاعب تحولت إلى كافتيريا ومقصف، وكم من صورة مؤذية عندما رصدت لنا النرجيلة تفترش العشب في صورة ظننا أنها من ملاعب الأحياء الشعبية.
مسؤولية كل ذلك تقع على المراقب لأنه سيد الملعب وبإمكانه إزالة كل المخالفات والوقوف بحزم تجاهها ولو اضطر لإيقاف المباراة أو تأخيرها حتى تزول المخالفة.
والمعيب أن الكثير من المراقبين نسوا مهامهم وطبيعة عملهم وبات همهم الأول والأخير قبض أجور المباراة، بل إن البعض منهم يسعى إلى توفير أجور الإقامة والمواصلات عندما يرافق فريقاً على خط سيره أو يكون مراقباً للفريق ذاته كما حدث بلقاء العربي مع المحافظة والعربي مع النبك، وهنا نتساءل: لو حدث شيء مخلّ في المباراة فهل يتجرأ هذا المراقب على تدوينه؟ والمشكلة الأكبر أن من يقوم بتعيين المراقبين يعرف هذا الأمر مسبقاً ولا ندري القصد منه؟.
فإذا كانت اللجنة المؤقتة بلجانها الواسعة غير قادرة على ضبط هذه المظاهر في الملاعب، وإذا كانت لا تمون على تعيين مدير للمنتخب، فكيف سيكون حال كرتنا في الأشهر القادمة؟.
ما نود ذكره أخيراً أن كل المخالفين الذين ذكرناهم هم أعضاء أصلاء في مؤتمر اتحاد كرة القدم، أي إن هؤلاء إما سيكونون في الاتحاد القادم أعضاء فيه أو في لجانه العليا، أو أنهم سيختارون الاتحاد الكروي الجديد، فهل من أمل قادم مشرق لكرتنا؟.