رياضتنا عانت إدارياً والمواهب الفردية صنعت الفارق
نزار جمول
عانت رياضتنا خلال العام الحالي من العقلية الإدارية التي قادت ألعابها إلى عوالم خلت من التوهج والانتصارات، ولم تكن الإنجازات التي تحققت في عام 2021 إلا على المستوى الفردي من خلال أبطال عرفوا كيفية الهروب للأعلى من براثن العلاقات التي طغت على كل صفات الموهبة، لتحلّ مكانها مواهب خلبية ماهيتها “السياحة والسفر” باسم المشاركة في البطولات!.
رياضتنا حضرت في مشاركاتها بفضل جهد وعزيمة أبطالها الحقيقيين الذين ملكوا إرادة التفوق فحصدوا 173 ميدالية ملونة، وبرق فيها الذهب بمقدار 44 و54 فضية و75 برونزية، وكان البطل معن أسعد هو الأفضل بعد إحرازه برونزية الألعاب الأولمبية التي جرت في طوكيو ولتثبت الألعاب الفردية أنها بيضة القبان.
بينما دخلت الألعاب الجماعية وعلى رأسها كرتا القدم والسلة نفقاً مظلماً بسبب الرؤية الفاشلة للمعنيين عنهما ووضعت منتخبيهما في آخر الركب الآسيوي، فمنتخبات كرة القدم لم تستطع تخطي منافسيها في التصفيات المؤهلة للبطولات، ففي منتخبي الشباب والناشئين خرجنا بخفي حنين، أما المنتخب الأول الذي تأهل للدور الحاسم الثالث من تصفيات كأس العالم التي ستجري في قطر بنهاية العام القادم 2022 فلم يحصد سوى الخيبة بأربع خسارات وتعادلين ونقطتين تذيل بهما مجموعته، ولم تختلف كرة السلة كثيراً عن كرة القدم على الرغم من تحضيرها الجيد وامتلاك منتخبها الأول للاعبين مجنسين ومحليين مميزين ومدرّب أمريكي.
رياضتنا خلال الأعوام الماضية تأثرت كثيراً بظروف الأزمة التي أثرت على المنشآت والبنى التحتية بفعل تخريب الإرهابيين، ومن ثم جاء وباء كورونا مع بقاء العقليات الرياضية التي ساهمت مع كل هذه الظروف بتراجع ألعابها، فهل ستستمر رياضتنا على هذا المنوال، أم سنراها في العام الجديد القادم تستطيع مقارعة مثيلاتها عبر المشاركة الفعالة في البطولات؟.