صحيفة البعثمحافظات

مشروع الزراعات الأسرية بطرطوس قدّم آلاف المنح.. ومطالبات بتوسيع مظلته!!

أنعش مشروع الزراعات الأسرية في طرطوس آمال المزارعين وحثهم على التمسك بأرضهم والتشبث بالعمل الزراعي رغم الصعوبات التي يمر بها هذا القطاع، وقوام هذا المشروع هو زراعة الأرض المحيطة بالمنزل “الحديقة المنزلية” بالخضار لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية وتسويق الفائض، فمن خلاله تم توزيع 3500 منحة شملت 52 قرية على مرحلتين وقد ساهم ذلك في تحسين سبل العيش للمزارعين ودعم استقرارهم في قراهم.

تحقيق الاكتفاء الذاتي

وأوضحت المهندسة ميس سلوم رئيس وحدة إرشادية جنينة رسلان بريف منطقة الدريكيش أن مشروع الزراعات الأسرية هو عبارة عن حديقة منزلية متكاملة، يهدف إلى مساعدة الفلاح في الحصول على مورد رزق قريب من منزله بما يحقق له اكتفاء ذاتياً من الخضروات والحبوب والبقوليات، مشيرة إلى أن مدة المشروع عام كامل، انطلق من قريتي الدلبة وكفر طلش في ريف المنطقة لموسمين صيفي وشتوي، وحاز على رضا جميع المزارعين المستهدفين بعد أن تم تأمين مستلزمات الزراعة من بذار ومن كافة الأنواع وبأصناف جيدة حققت مردودية مرضية، كما تم توزيع السماد والمبيدات الحشرية والفطرية بكميات كافية، إضافة إلى شبكة ري بالتنقيط تبقى لدى المزارع حتى بعد انتهاء العام ما يحثه على مواصلة العمل والإنتاج.

التسويق والتسعير

وعن التسويق والتسعير، أشارت سلوم إلى أن التسويق من مسؤولية المزارع، من خلال نشاطه ضمن محيطه (أقارب، وجيران..) في محاولة تسويق إنتاجه، وفي حال كان الإنتاج وفيراً يمكن أن يسوقه خارج قريته حسب السعر الرائج، ولفتت رئيس الوحدة الإرشادية إلى أن برنامج الغذاء العالمي وبالتعاون مع غرفة الزراعة ومديرية زراعة طرطوس قدموا دعماً من نوع آخر للمزارعين من خلال منحهم بطاقات مشحونة مقدمة من البرنامج الغذائي بقيمة مادية لمدة سنة، يقوم المزارع بصرفها من المحلات التجارية والمولات، ويأخذ بقيمتها مواد غذائية واستهلاكية متنوعة لأسرته.

ورداً على سؤال بخصوص الصعوبات بينت سلوم أنه لا وجود لصعوبات تذكر تعترض العمل، سوى مطالب أبناء القرية كافة بأن يحصلوا على المنح والدعم المقدم لبعض المزارعين من خلال المشروع لما له من فائدة كبيرة للأسرة ولا سيما في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، مؤكدة وجود المشاريع بشكل دائم و بصيغة مختلفة، مشيرة إلى وجود قرى كان نصيبها جيداً من التصنيع الغذائي، من خلال ربات منازل يقمن بصناعة المؤونة والحلويات بكافة أشكالها، وتمنت رئيس الوحدة  أن تستمر وتتكرر هكذا مشاريع داعمة لأنها تشجع المواطن بأن يتشبث بأرضه بالدرجة الأولى كما تعطيه دفعا وإصرارا على العطاء والبذل والإنتاج.

شروط المنح

بدورها، بينت رئيس دائرة التنمية الريفية الزراعية والأسرية في مديرية زراعة طرطوس، المهندسة وفاء حسن، أن من شروط المنح أن يتوفر في القرى مصادر للري الزراعي وأن تكون الأراضي مناسبة للاستثمار الزراعي، كذلك قرب القرى المستهدفة من المحافظة من أجل تسهيل متابعة وتسويق المنتجات، ونشر ثقافة الزراعة الأسرية، وأن تكون من القرى الأشد فقرا في المحافظة أو تضررت من الأزمة الحالية مع إمكانية الوصول للقرية، مبينة أن الاختيار يقع عند رغبة الأسرة بالعمل وإقامتها الدائمة بالقرية، وأن تُعتمد الأسر من لجنة التنمية المحلية بالقرية، كذلك وجود أرض ملحقة بالمنزل تصلح لتأسيس الزراعة الأسرية،  وأن تعطى الأولوية لأسر الشهداء والجرحى التي تعيلها النساء.

مراحل المشروع

خضع المشروع لمرحلتين، تم خلال المرحلة الأولى توزيع ألفي منحة: في شهر نيسان عام 2018، وفي آذار 2019، وفي المرحلة الثانية تم توزيع 1500 منحة في حزيران وآب، ليصل عدد المنح الموزعة إلى 3500 منحة، تضمنت شبكات ري بالتنقيط وحزمة بذار صيفية وشتوية تضم الفجل والسبانخ والكوسا والبندورة والخيار والباذنجان والفول والبازيلاء، وقد حصلت أحياء طرطوس على 100 منحة، ومنطقة القدموس على 835، ومنطقة صافيتا 351، في حين نالت الدريكيش 617 منحة، ومنطقة بانياس كان نصيبها 694 منحة، والشيخ بدر 903 منحة.

 تنفيذ وطني

وأشارت رئيس دائرة التنمية إلى أن تنفيذ كامل المشروع تم بكفاءات وكوادر وزارة الزراعة من حيث الاستلام والتوزيع وتشكيل اللجان التي تقدم الدعم الفني، حيث يوجد مهندس زراعي في كل قرية مستهدفة ومهندس متخصص بتركيب وصيانة الشبكات، مبينة أن التسويق يتم من خلال ربط المشروع بصالات منتجات مشاريع النساء الريفيات، حيث تم افتتاح صالة مركزية في دمشق هذا العام وهي تستقبل كل المنتجات الريفية المصنعة وبشكل متقن، موضحة أن الفائض عن الاستهلاك يتم تسويقه بشكل ذاتي، وقد يتم تصنيع الفائض، حيث يتم تسويقه مصنعا أو يترك للاستهلاك.

ورداً على سؤالنا حول الدور الذي تقوم به الدائرة، أوضحت حسن أن دائرة التنمية تقوم باستلام المنح وتوزيعها، كما ساهمت بالدعم الفني، وقامت بدور المتابعة،

وعن الصعوبات والمقترحات، بينت حسن أن الصعوبات تكمن في تسويق بعض المنتجات في بعض الحالات، مقترحة أن يتم تشميل أعداد إضافية من القرى بالمشروع في حال الاستمرار.

 دارين حسن