توكاييف: أعمال الشغب تقودها عصابات إرهابية تلقّت تدريباتها في الخارج
قُتل 18 من عناصر وضباط الشرطة الكازاخية وأصيب 700 آخرون بجروح نتيجة الاشتباكات التي اندلعت مع مسلحين حاولوا الاعتداء على المباني الحكومية في مدينة ألمآتا الليلة الماضية.
وأشار ضابط في الشرطة في تصريح لقناة “خبر24” الحكومية، إلى أن المسلحين قطعوا رأس إحدى الضحايا، مشيراً إلى أن ذلك “دليل على الطبيعة الإرهابية والمتطرفة لتشكيلات العصابات” التي تواجهها الشرطة.
من جانبها، أعلنت الشرطة الكازاخية القضاء على عشرات المتطرفين الذين حاولوا الاعتداء على مبانٍ عامة في مدينة آلماتا خلال الليلة الماضية.
ونقلت وكالة سبوتنيك كازاخستان عن المتحدث باسم الشرطة سالتانات أزيربك قوله: إن “القوى المتطرفة حاولت الليلة الماضية اقتحام مبانٍ إدارية وقسم شرطة مدينة ألماتا، إضافة إلى الإدارات المحلية ومراكز الشرطة وتم القضاء على عشرات المهاجمين”.
ودعت الشرطة سكان المدينة عبر الرسائل النصية إلى البقاء في مكان آمن مع استمرار عملية مكافحة الإرهاب التي بدأتها في المدينة بعدما تعرّض الكثير من المحلات التجارية والمرافق العامة لعمليات نهب وتخريب.
وعلقت السلطات في كازاخستان الرحلات الجوية من البلاد وإليها، كما علقت عمل البنوك والبورصات بشكل مؤقت.
وكان رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف طلب مساعدة منظمة معاهدة الأمن الجماعي في التصدي لأعمال الشغب والتخريب التي تقودها “عصابات إرهابية تلقت تدريباً في الخارج” وفق قوله.
إلى ذلك أكد مركز مكافحة الإرهاب في رابطة الدول المستقلة استعداده لتقديم مساعدة ودعم كاملين للسلطات المختصة في كازاخستان لتحييد الأخطار ذات الطابع الإرهابي والمتطرف.
وأعرب بيان أصدره المكتب الصحفي لمركز مكافحة الإرهاب في رابطة الدول المستقلة اليوم عن القلق نظراً للوضع الناشئ في كازاخستان.
من جهتها، أعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي بدء إرسال قوات حفظ السلام إلى كازاخستان لمساعدتها في حماية المنشآت الحيوية واستعادة الأمن.
وقالت المنظمة في بيان نشرته على موقعها اليوم: “وفقاً لقرار مجلس الأمن الجماعي للمنظمة تم إرسال قوات حفظ السلام الجماعية إلى جمهورية كازاخستان لفترة محدودة بهدف المساعدة في حماية المنشآت الحكومية والعسكرية المهمة ومساعدة قوات حفظ القانون في ضبط الوضع وإعادة النظام العام والاستقرار”.
وأوضحت المنظمة أن قوات حفظ السلام تضمّ جنوداً من روسيا وبيلاروس وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان، مشيرة إلى أنه يتم حالياً نقل الجزء الروسي من القوات إلى أراضي كازاخستان بواسطة طائرات النقل العسكري التابعة للقوات الجوية الروسية.
وفي المواقف الدولية، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الأحداث الجارية حالياً في كازاخستان هي محاولة مستوحاة من الخارج لزعزعة استقرار وأمن البلاد بالقوة وباستخدام تشكيلات مسلحة مدرّبة ومنظمة.
وقالت الوزارة في بيان لها اليوم: إن “روسيا تؤكد تمسّكها بالتزامات الحلفاء في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي وتؤيد اعتماد تدابير عاجلة فيما يتعلق بالتدهور السريع للوضع الداخلي وتصاعد العنف في كازاخستان”، مشيرة إلى أن موسكو ستواصل مشاوراتها الوثيقة مع نور سلطان وحلفائها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي بشأن اتخاذ خطوات إضافية لدعم مكافحة الإرهاب.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، عن وصول أولى الوحدات من قواتها إلى كازاخستان، في إطار مهمة حفظ السلام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وقالت الوزارة، في بيان: “نقلت طائرات النقل العسكري الجوي أولى الوحدات من قوام القوات الأساسية للمجموعة الروسية لقوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى أراضي جمهورية كازاخستان”.
وشدّدت الوزارة على أن عملية نقل وحدات لقوات حفظ السلام الروسية المزوّدة بالمعدات العسكرية الاعتيادية إلى كازاخستان لا تزال مستمرة.
وتشهد كازاخستان منذ أوائل كانون الثاني الحالي مظاهرات جماعية حاشدة ترافقها أعمال عنف واسعة وانطلقت من مدينتي جاناوزين وأكتاو باحتجاجات على ارتفاع أسعار الغاز النفطي المسال إلى ضعفين.
وفي ظل هذه التطوّرات وجّه رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكايف، دعوة رسمية إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي لإرسال مهمة حفظ سلام إلى البلاد.