ثقافةصحيفة البعث

“حكايات أثيرة”.. وثيقة وطن حقيقية

احتفى اتحاد الكتّاب العرب مؤخراً بإطلاق كتاب “حكايات أثيرة” ضمن احتفالية أقيمت في المركز الثقافي (أبو رمانة) تمّ فيها توقيع الكتاب وتكريم الكاتب نصر محسن المشرف العام على إنجازه مع الكتّاب المشاركين فيه، وضمّت الاحتفالية كذلك تكريماً لأعضاء الاتحاد الفائزين بجائزة حنا مينة للرواية لعام 2021.

حكايات نادرة

وبيّن أ. توفيق أحمد في تصريح لـ”البعث” أنه ومنذ بدء الدورة الجديدة للمكتب التنفيذي في اتّحاد الكتّاب العرب، تمّ طرح جملة من الأفكار للعمل فيها في المستقبل، وكانت فكرة إنجاز كتاب “حكايات أثيرة” ضمن المشروع الوطني لتوثيق بطولات الجيش والشعب في مقدمة هذه الأفكار، مشيراً إلى أن الكتاب ضمّ حكايات واقعية وحقيقية بامتياز، حيث تمّ جمعها ورصدها من جميع المحافظات والأرياف السوريّة عبر مجموعة من الكتّاب وبإشراف نصر محسن بهدف توثيق حكايات تدلّ على حجم الإرهاب الكبير الذي تعرّض له الشعب السوري خلال سنوات الحرب، مؤكداً أن الكتاب يضمّ حكايات نادرة استطاع فيها الجرحى والشهداء حماية الوطن من النائبات، وأن هناك جزءاً آخر من هذه الحكايات سيصدر فيما بعد بكتاب نوعي آخر. وبيّن أحمد أن  كتاب “حكايات أثيرة” يمكن أن يكون نواة فعلية لفيلم أو مسلسل تلفزيوني بعد أن يتبناه سيناريست محترف لتوثيق تلك الحكايات عبر الصورة.

حكايات تشبه الأساطير

وأوضح الأديب نصر محسن أن سورية ومن خلال هذا الكتاب تستعيد أساطيرها من جديد لتعلّم البشرية كيف يكون الدفاع عن الأوطان، وكيف يكون الإنسان إنساناً بحق، حين يأبى إلا أن يعيش بكرامة وشموخ، وأن الملاحم التي دارت فوق ثراها ما هي سوى دروس تعلم، مبيناً أن الكتاب ضمّ حكايات تشبه الأساطير في تراجيديتها، فالحروب التي شُنّت على سورية تدلّ على تفرّد الأبطال في تحمّلهم وعنفوانهم وافتدائهم لوطنهم الغالي، حيث يدخل المقاتل الحرب وهو على يقين من أنه لن يخرج كما دخل، لكن عقيدته وقناعته بأن سورية تستحق أن تُفتدى تجعله يعشق ما يفعله. وأكد محسن أن نشر هذه الحكايات بين دفّتي هذا الكتاب واجب وطني، وهو يقسّم إلى ثلاثة أبواب، الأول عن الشهداء والثاني عن الجرحى والثالث عن جرائم الإرهابيين، وأن ما جاء فيه كان نتيجة عمل ميداني بحت، حيث تنقل الكتّاب من بيت جريح إلى بيت شهيد لأخذ المعلومات التي ترجمها الكتّاب بطريقتهم لتكون قصصاً فنية مشوقة تحمل سمات النص الحقيقي.

حكايا الأبطال

ونوّه الروائي سهيل الذيب رئيس جمعية القصة والرواية بمبادرة الاتحاد في تكريم الكتّاب المشاركين في إنجاز الكتاب والفائزين بجائزة حنا مينة، مؤكداً أنها خطوة مهمة جداً للأخذ بيد الكاتب وتقديم الدعم الذي يليق به، لأن الثقافة هي الرافعة الأساسية والأهم لبناء الحضارة البشرية، فالأمم العظيمة برأيه لا تخلد بأثريائها وإنما بأدبائها وشعرائها ومفكريها الذين ما زالت أقوالهم ترنّ في آذاننا بعد آلاف السنين من فناء أجسادهم، لأن القيمة الفكرية والثقافية التي بنوا عليها أمجادهم هي قيمة معرفية تأخذ بها الأمم، من هنا رأى الذيب أن تقدير المبدعين أمرٌ ضروري لأنهم الأساس في تطور الوطن، مباركاً للفائزين بجائزة حنا مينة، وشاكراً نصر محسن الذي تعب كثيراً في لملمة حكايا الأبطال الذين ضحوا من أجل الوطن وتدوينها في مدونة صادقة للتاريخ.

بطولات الجيش

وبيّن الكاتب سمير المطرود وهو أحد الكتّاب المشاركين أن الكتاب يوثق لبطولات الجيش العربي السوري من خلال الحرب الظالمة التي شُنّت على الوطن، وهو وثيقة وطن حقيقية، وكان له شرف المشاركة فيه، وقد قدّم بعض الوثائق التي تتعلق بما حدث في مدينة عدرا العمالية كونه كان أحد المحاصرين فيها لمدة تسعة عشر يوماً، مشيراً إلى أن هذه التجربة سيوثقها أيضاً في روايته القادمة التي يعمل عليها الآن لتكون الجزء الثاني من رواية “الهروب من الزمهرير” وستكون تحت عنوان “تسعة عشر يوماً في الأربعاء الأسود.. حكاية عدرا العمالية”.

موعد مع الشمس

وعبّر الروائي محمد أحمد الطاهر الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة حنا مينة عن روايته “موعد مع الشمس” عن سعادته باقتران تكريم الفائزين بالجائزة مع إطلاق كتاب “حكايات أثيرة”، مؤكداً أنه رصد في روايته حياة مغترب سوري عاش سنوات الغربة ونال جوائز علمية عالية، وخلال مرحلة اندلاع الحرب على سورية جاء لزيارتها فشاهد آثار التدمير والتخريب، وكان له دور كبير في أن يغيّر من حياة الناس العبثية، موضحاً أنه يشارك في هذه الجائزة لأول مرة رغم أنه يكتب القصة والرواية منذ عام 1996 ولديه نحو 16 عملاً “قصة، رواية وترجمات”.

يُذكر أن الفائزين الثلاثة بجائزة حنا مينة هم أعضاء في اتحاد الكتّاب العرب، حيث نالت الجائزة الثانية نداء حسين عن روايتها “أولغا”، والجائزة الثالثة كانت من نصيب نجاح إبراهيم عن روايتها “الهوتة”.

أمينة عباس