قمة “الأمن الجماعي”: تعزيز آليات الاستجابة السريعة لتفادي أزمات مماثلة لكازاخستان
أكد قادة منظمة معاهدة الأمن الجماعي خلال القمة الافتراضية التي عقدوها اليوم حول الوضع في كازاخستان، أهمية تعزيز آليات الاستجابة لتفادي وقوع أزمات في دول المنظمة مماثلة لما حدث في كازاخستان ومواجهة التحديات في المستقبل.
وفي كلمته خلال القمة اليوم أوضح الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، أن الأحداث في بلاده تم تنسيقها من مركز واحد وكانت مخططة ومنظمة من قوى مخرّبة، كما شارك أجانب في أعمال العنف.
وقال توكاييف: إن المنظمة أثبتت نجاعتها وقدرتها على ضمان الأمن في بلدانها، لافتاً إلى أن بلاده لم ولن تستخدم القوة ضد المتظاهرين السلميين.
بدوره أكد رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو في كلمته، أن تحليل الأحداث في كازاخستان يظهر وجود عامل خارجي إلا أن هذا العامل لن يكون الوحيد وهناك عوامل داخلية أيضاً كما حصل في بيلاروس.
وحذر لوكاشينكو من تكرار أحداث كازاخستان في أوزبكستان وغيرها، وقال: إذا لم يتم تعلّم الدروس من الأحداث في كازاخستان فقد يحدث هذا مرة أخرى في أماكن ثانية.
وشدّد لوكاشينكو على ضرورة العمل على تفادي النزاعات في الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي وضرورة تعزيز وبناء إمكانيات قوات حفظ السلام من أجل مواجهة التحديات في المستقبل.
بدوره أكد رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن في كلمته في القمة، أن الأحداث في كازاخستان تؤكد الحاجة إلى تعزيز الحرب المشتركة ضد الإرهاب.
وأشار علي رحمن إلى أنه نبّه مراراً وحذر من وجود خلايا نائمة في بلدان المنظمة، داعياً دول المنظمة إلى وضع قائمة واحدة بالمنظمات الإرهابية المحظورة.
ولفت علي رحمن إلى خطورة الوضع على الحدود الطاجيكية الأفغانية وضرورة إنشاء حزام أمني حول أفغانستان لمنع تسلل الإرهابيين.
وأوضح الرئيس الطاجيكي أن هناك أكثر من 40 معسكر تدريب للإرهابيين قرب حدود منظمة معاهدة الأمن الجماعي تضم أكثر من 6 آلاف مسلح.
بدوره لفت رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال القمة، إلى المستوى العالي من التفاهم المتبادل بين دول المنظمة في حل الوضع في كازاخستان.
وأشار باشينيان في كلمته إلى أن المهمة الرئيسية للمنظمة تتمثل في تعزيز آليات الاستجابة للأزمات، وقال: نأمل أن تساعد الجهود المبذولة في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي الهادفة إلى مساعدة كازاخستان على استعادة الحياة الطبيعية للبلاد في أسرع وقت ممكن.
من جهته حذر رئيس وزراء قيرغيزستان أكيلبيك زاباروف في كلمته من خطر تنقل الإرهابيين عقب أحداث كازاخستان عبر الحدود داخل بلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وشدّد على أن الوضع الحالي يلزم دول المنظمة ببذل جهود مشتركة لاستعادة الاستقرار ومنع الهجمات على المنشآت العسكرية الإدارية والاجتماعية في كازاخستان.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن الهجوم على كازاخستان هو عمل عدواني وكان من الضروري الردّ عليه دون تأخير، مشيراً إلى أن بعض القوى الخارجية والداخلية استغلت الوضع الاقتصادي في هذا البلد لتحقيق أغراضها.
ووفقاً لموقع روسيا اليوم ذكر بوتين خلال الجلسة أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي تمكّنت من اتخاذ إجراءات مهمّة لمنع تدهور الأوضاع في كازاخستان وأنها اتخذت القرار الضروري وفي الوقت المحدد، لافتاً إلى أن قوات المنظمة ستبقى في هذا البلد لفترة تحدّدها رئاسته.
واعتبر بوتين أن أحداث كازاخستان ليست المحاولة الأولى ولن تكون الأخيرة للتدخل الخارجي، مشدّداً على أن دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي أظهرت أنها لن تسمح بـ”ثورات ملونة”.
وأشار إلى أن هذه الأحداث تؤكد أن بعض القوى لا تتردّد في استخدام الفضاء الإلكتروني والشبكات الاجتماعية لتجنيد المتطرفين والإرهابيين وتشكيل خلايا نائمة من المسلحين.
وكانت دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي أعلنت إرسال قوات حفظ سلام إلى كازاخستان بعد طلب من رئيسها لمساعدة بلاده في التغلب على ما وصفه “بالتهديد الإرهابي”.
وفي آخر التعليقات الصادرة عن المسؤولين الكازاخيين حول الأحداث، اعتبر وزير الدولة إيرلان كارين أن بلاده واجهت هجوماً إرهابياً هجيناً قد يكون هدفه زعزعة الاستقرار في البلاد ثم تنفيذ انقلاب فيما بعد، مشيراً إلى أن “الجواب النهائي على من يقف وراء الهجمات ستكشف عنه لاحقاً الاستخبارات الكازاخستانية”.
وقال كارين في مقابلة مع قناة خبر 24 اليوم: “هناك خبراء يقيّمون كل هذه الأحداث وفقاً للقوالب القديمة حيث قارنوا ما حدث هنا بالثورات الملونة وبالثورات المخملية ولكن في كازاخستان هذا غير ممكن لأن الظروف فيها مختلفة”.
وأضاف: “ما حدث يشير إلى أن هناك مؤامرة من قوى داخلية وبعض القوى الخارجية وأن مواطنين كازاخستانيين وأجانب على حد سواء شاركوا في الهجمات”.
وأكد كارين أن مشاركة قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي كانت ضماناً لحماية سلامة كازاخستان، مشيراً إلى أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس توكاييف بما في ذلك ما يتعلق بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي كانت حاسمة وأحبطت خططاً لزعزعة استقرار الوضع في البلاد.
إلى ذلك، تمكّنت قوات الأمن الكازاخية من تحييد خليتين متطرفتين في ألماتا شارك أعضاؤهما في أعمال الشغب التي جرت في البلاد.
وقالت لجنة الأمن القومي في بيان اليوم نقلته وكالة سبوتنيك: “جرى تحييد الخليتين المتطرفتين عقب عملية بحث نفذتها اللجنة عن المشاركين في أعمال الشغب الجماعية والأعمال الإرهابية التي وقعت في البلاد لاعتقالهم فضلاً عن تحديد دوافع أعمالهم الإجرامية”.
وأشارت إلى أن “أعضاء الخليتين شاركوا بنشاط في أعمال الشغب في المدن الكبرى خلال الفترة من 4 إلى 8 الشهر الجاري”.
وكان رئيس كازاخستان أكد أن قوات الأمن تواجه مجرمين وقتلة بينهم أجانب مسلّحون ومدرّبون، مشدّداً على رفضه التفاوض معهم وموضحاً أن ألماتا تعرّضت لهجوم من قبل 20 ألف مجرم لديهم خطة واضحة وإجراءات بتنسيق جيد ودرجة عالية من الاستعداد القتالي.