اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن حول السودان غداً
تقرير اخباري
نتيجة للتطورات السياسية المتسارعة في السودان، تم الإعلان منذ بضعة أيام عن عقد اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن الدولي لبحث آخر مستجدات الوضع السوداني الداخلي وانعكاسه على الصعيد الإقليمي والدولي . وعلى الرغم من عدم توقع صدور بيان مشترك عن الاجتماع المزمع عقده غداً 12 كانون الثاني الحالي، فقد أطلقت الأمم المتحدة في أعقاب الاتصال الهاتفي الذي أجراه أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، مبادرة هامة وضرورية لإطلاق مشاورات وتوافقات سياسية أولية، على أن يقوم السيد فولكر بيرثس ممثل الأمم هيئة الأمم المتحدة في السودان، بدعوة كل أصحاب المصلحة العامة في السودان من المدنيين والعسكريين على حد سواء ، بما في ذلك التنظيمات، والأحزاب السياسية، و قيادات المجتمع المدني ، والمجموعات والنقابات النسائية ولجان المقاومة على اختلاف أنواعها ومشاربها، بهدف التوصل إلى اتفاق أوّلي للخروج من الأزمة السياسية الحالية التي نجمت عن الإجراءات والقرارات والقوانين التي اتخذتها القيادة العسكرية السودانية في 25 تشرين الأول الماضي، بإقالة حكومة عبدالله حمدوك، وما أدت إليه من حالة فوضى واضطرابات وتظاهرات شعبية ساخنة وسقوط ضحايا مدنيين أبرياء .
مبادرة هيئة الأمم المتحدة الجديدة لاقت ترحيباً واسعاً من الرباعية الدولية للسودان، كونها ستشكل فرصة ذهبية لاستقرار البلاد بما يتماشى مع الوثيقة الدستورية الصادرة عام 2019.
في حقيقة الأمر، يواجه السودان مأزقاً سياسياً حقيقياً خانقاً ، بخاصة بعد إهدار فرصة عودة رئيس الحكومة عبد الله حمدوك عن استقالته، ثم قراره بالتخلي عن منصبه، الأسبوع الماضي، بعدما أكّد أنه حاول إيجاد توافقات بين الأطراف المتنازعة لكنه فشل في ذلك واعترف بفشله، وحذر من أن السودان يواجه منعطفاً خطيراً جداً قد يهدد بقائه، وأنه كان يسعى دائماً إلى تجنب انزلاق السودان نحو السقوط .
إن تشعّب الأمور وازدياد تعقيدات المشهد السياسي والعسكري والأمني في السودان يؤكد أن هناك انعدام ثقة مطلقة بين المكونين الأساسيين في السودان، المكون العسكري والسياسي، اللذين قادا الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر حسن البشير، جراء ممارسات وسلوكيات اعتبرت إخلالاً بمضمون الوثيقة الدستورية وبما تضمنته القوانين والتشريعات الناظمة في السودان، وما أدت إليه بعد ذلك من خروج مظاهرات حاشدة ومواجهات ساخنة ودامية، وبالتالي انسداد أفق الحل السياسي، ما وضع القيادة السودانية في حيرة مطلقة، ووضع السودان أمام المجهول.
ريا خوري