بعد نهاية مسرحية تيتا التراجيدية.. الدوري الكروي الممتاز يعود إلى واجهة الأحداث
ناصر النجار
انتهت الفصول التي شغلت الشارع الرياضي في موضوع عقد مدرب منتخبنا الوطني بكرة القدم الذي جاء لمصلحة تيتا بكل تفاصيله، لكنه كان أقل ضرراً بكرتنا، وبعد أن تلاشت كل آماله المالية الرفيعة صرح بأنه سيبذل جهده ولكن لا يعد أحداً بشيء.
لا نريد الاهتمام بهذا الفصل الأسود من كرتنا لأنه تتمة فصول قاتمة بدأت من موسمين، ولن تنتهي بالقريب العاجل لأنه على ما يبدو أن المستقبل ضمن هذه الأجواء سيكون امتداداً للماضي والحاضر.
يمكننا التوقف فقط أمام موضوع اللاعبين المغتربين الذين انكشفت أوضاعهم تماماً بعد أن وصف تيتا مستواهم بالسيئ، خاصة مارك جرجس الذي تحدث عنه مسوّقوه وكأنه النجم القادم المنقذ لكرتنا.
المعسكر الداخلي بحلب انتهى، وعاد اللاعبون إلى أنديتهم للالتحاق بصفوف الأندية الذي ستخوض مباريات الدوري الكروي الممتاز، بدءاً من الخميس المقبل في المرحلة العاشرة من ذهاب الدوري.
استئناف الدوري سيكون مؤقتاً وليس نهائياً لأنه سيتوقف مرة أخرى يوم الثلاثاء القادم من أجل المنتخب المغادر إلى الإمارات لمواجهة منتخبي الإمارات وكوريا الجنوبية ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال القادم، وهو استئناف يعود بذاكرتنا إلى ما انتهى إليه في الأسبوع التاسع قبل شهر، والتطورات الحاصلة بعده، فعلى صعيد المدربين، استمر التغيير في الأندية قائماً، خاصة للأندية التي فشلت بتحقيق ما تريده جماهيرها من نتائج، فكان التغيير الأول في الكرامة، حيث غادر عبد القادر الرفاعي فريقه ليحل بديلاً عنه المدرب أيمن الحكيم، والنواعير قبل استقالة مدربه خالد حوايني، وتعاقد مع محمد خلف ليكون المدرب الثاني بالفريق هذا الموسم، وعفرين بعد استقالة مدربه أنس صاري كان خيار الإدارة بمدرب الكرامة السابق عبد القادر الرفاعي، مع تغييرات أخرى بالطواقم المساعدة ومدربي حراس المرمى.
هذا الأسبوع سيكون الظهور الأول لمدرب الوحدة الجديد ضرار رداوي الذي جاء خلفاً للمدرب المساعد محمد غريبة الذي كان مدرب طوارئ زمن اللجنة المؤقتة بالنادي.
أما المنافسة في الدوري فقسمان: قسم على الصدارة، وقسم آخر على الهروب من المؤخرة، وبينهما عدة فرق ستجتهد لتحافظ على مواقعها في مناطق الأمان.
أكثر الأندية تضرراً في مرحلة التوقف كان نادي تشرين المنافس على الصدارة بعد أن خسر أبرز لاعبيه، منهم عبد الرزاق محمد، وكامل حميشة المنتقلان إلى نادي الكرخ العراقي، كما أن الوثبة، المنافس الرئيسي لتشرين على اللقب هذا الموسم، خسر مدافعه سعد أحمد الذي تعاقد مع أربيل العراقي الذي يدربه نزار محروس، والوحدة الذي يستعد لنفض غبار التعب عن كاهله، والدخول ضمن قائمة الكبار، خسر مدافعه حسين شعيب الذي انتقل إلى الكرخ العراقي، والكرامة خسر أبرز لاعبيه: عمرو جنيات المنتقل إلى المنامة البحريني.
اللاعبون الذين احترفوا في فترة التنقلات الشتوية، لا شك أنهم يشكّلون قوة ضاربة في أنديتهم، وهم خسارة للدوري ولهذه الفرق، والمعوّل عليه أن يكون البدلاء خير خلف، مع قناعتنا أن مثل هذا الرحيل من المفترض ألا يؤثر على جبهة المنافسة التي نجدها قوية بين تشرين والوثبة، مع مطاردة قوية من الوحدة والجيش، وقد يعود إليها الكرامة إن استقام عوده مع التغييرات الفنية على جهازه الفني.
اللافت للنظر أن اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم استجابت لنادي الوحدة فبدلت قرارها بإقامة مباراة الوحدة مع النواعير بلا جمهور بعقوبة مالية قيمتها خمسة ملايين ليرة، ومن خلال ذلك نأمل ألا تعرف بعض الجماهير المشاغبة فدية شغبها فتمارس عبثها بالدوري والملاعب، ونعتب على اللجنة المؤقتة لأن مثل هذه القرارات لن تردع الشغب بل ستزيده، ومن الخطأ أن نعمر صندوق الاتحاد على حساب أمن الملاعب، ومع ذلك لم يوافق الوحدة على قيمة الغرامة واعتبرها كبيرة، وقرر تنفيذ العقوبة الأولى، لنسأل هنا: هل العقوبات التي تصدرها اللجنة المؤقتة اختيارية وحسب رغبة الأندية؟.