دوري أبطال أوروبا… قرعة تاريخية خاطئة ومواجهات نارية السمة الأبرز لهذه النسخة
البعث الأسبوعية-سامر الخيّر
تعدّ بطولة دوري أبطال أوروبا أعرق وأمجد بطولات الأندية حول العالم، كما أنها أكثر البطولات متابعةً سنوياً منذ انطلاقها للمرة الأولى عام 1955 تحت مسمى كأس الأندية الأوروبية للأبطال، وكلّ تفصيل يحدث فيها سواء أثناء المباريات أو في أروقة الأندية وفي المؤتمرات الصحفية، يشدّ المتابعين ويزيد من إثارة المسابقة، وهذا العام حدث أمر فاجأ الجميع وشكل فاصلة تاريخية في اللعبة عندما تعطل النظام الالكتروني المتبع في قرعة دور الستة عشر، ما اضطر القائمين على عملية القرعة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الـ”يويفا” إلى إعادتها في سابقة شكلت انقساماً بين مؤيد نظراً للأخطاء التي حصلت وبين معارضٍ بعد أن أوقعته القرعة في مواجهةٍ صعبة.
مباريات منتظرة
جمعت القرعة الثانية لدور الـ16 فرقاً لم تكن ترغب بملاقاة بعضها على الأقل في هذا الدور، لكن هذه الصدفة صبّت في مصلحة عشاق الساحرة المستديرة، حيث أوقعت القرعة نادي باريس سان جرمان الفرنسي بمواجهة ريال مدريد الإسباني، ووضعت نادي ليفربول الإنكليزي بمواجهة إنتر ميلانو الإيطالي، كما أسفرت عن مواجهة مانشستر يونايتد الإنكليزي مع أتلتيكو مدريد الإسباني، وبايرن ميونيخ الألماني أمام رد بول سالزبورغ النمساوي، ومانشستر سيتي الإنكليزي أمام سبورتنغ لشبونة البرتغالي، ونادي أياكس أمستردام الهولندي أمام بنفيكا البرتغالي، وليل الفرنسي أمام تشلسي الإنكليزي، وأخيراً نادي يوفنتوس الإيطالي وفياريال الإسباني.
وبهذا يكون بايرن ميونيخ، بطل المسابقة 6 مرات، المستفيد الأكبر من إعادة القرعة لأنه أفلت من مواجهة أتلتيكو مدريد بطل إسبانيا، ليلتقي جاره رد بول سالزبورغ النمساوي الذي يصل إلى هذا الدور للمرة الأولى، وفي الوقت نفسه حرمت الجماهير من مواجهة نارية بين رونالدو وميسي في القرعة الأولى.
وترجح أغلب التوقعات تجاوز بايرن ميونيخ لمنافسه، فالفريق المهيمن على الدوري الألماني منذ عدة سنوات، خرج من دور المجموعات من البطولة القارية الأكبر، بالعلامة الكاملة حيث انتصر في مبارياته الست التقى في اثنين منها برشلونة الإسباني، مسجلاً 22 هدفاً فيما تلقت شباكه ثلاثة أهداف فقط، ويبدو السيتيزنز الأكثر تتويجاً بالألقاب في المواسم العشرة الأخيرة في الدوري الإنكليزي، المرشح للوصول إلى ربع نهائي البطولة، وخصوصاً انه تجوز عقبتين قويتين في الدور الأول هما باريس سان جيرمان ولايبزيغ، لذا لن يشكل سبورتينغ البرتغالي أي مشكلة وهو المتأهل بصعوبة بعد خسارته نصف مبارياته الست في المجموعة.
ومن المتوقع أن يتفوق أياكس على بنفيكا، بعد الأداء الرائع الذي قدمه في دور المجموعات وفوزه في المباريات الست، وهو الذي يقدم موسماً قوياً في الدوري الهولندي، لكن هذا لا يعني انعدام فرص بنفيكا الذي حقق واحدة من مفاجآت البطولة وهي إقصاء برشلونة، أما بطل النسخة السابقة تشيلسي فرغم أنه ليس بمستواه الذي مكّنه من الفوز العام الماضي بالبطولة لكن المنطق يقول أنه سوف يتغلب على نادي ليل الذي يعاني في الدوري الفرنسي ويحتل المركز الحادي عشر.
لكن المهمة الصعبة ستكون توقع نتيجة مباراتي الذهاب والإياب بين المان يونايتد وأتلتيكو، مع أفضلية قليلة لرفاق رونالدو، نظراً لخبرة عناصر فريقه والذي يمكن تنظيمهم واللعب بذكاء بما يكفي لتحقيق الهدف، وسيتمكن يوفنتوس من الوصول إلى الدور القادم على حساب فياريال الإسباني، بعد تصدره مجموعته، ويشترك الفريقان في معانتهما في دورياتهما المحلية، وينتظر الجميع لقاء إنتر وليفربول الذي يعتبر بمثابة لقاء كلاسيكي في البطولة، حيث تعود أول مواجهة بينهما إلى 4 أيار عام 1965، وانتصر وقتها الريدز ذهاباً بثلاثة أهداف لهدف بينما فاز الإيطالي في الإياب بثلاثية دون مقابل، والختام مع أقوى وأصعب مباريات البطولة بين الريال والباريسي، مع تفضيل المحللين للنادي الذي انتقل إليه أكثر لاعب في العالم حصل على الكرة الذهبية، ميسي.
وحدد اليويفا مواعيد مباريات جولة الذهاب، أيام 15، 16، 22 و23 شباط من الشهر المقبل، فيما ستقام مواجهات الإياب أيام 8، 9، 15 و16 من آذار القادم، أما موعد قرعة ربع النهائي، فستجري يوم الجمعة في 18 آذار.
التشكيلة المثالية
وككل موسم يصدر اليويفا قائمة بأفضل اللاعبين الذين تألقوا في مختلف المراكز، معلنين عن التشكيلة المثالية لدور المجموعات والتي جاءت على الشكل التالي:
في الهجوم ليفاندوفسكي من البايرن وكريستيانو من مانشستر يونايتد وسيباستيان هالر من أياكس أمستردام، وفي حراسة المرمى تيبو كورتوا حارس ريال مدريد، وفي خط الدفاع كل من ألكساندر أرنولد من ليفربول وجواو كانسيلو من مانشستر سيتي والبرازيلي ماركينيوس من باريس سان جيرمان وأنطونيو روديغر لاعب تشيلسي، وفي خط الوسط ليروي سانيه من البايرن أيضاً ورودريغو من مانشستر سيتي ودوشان تاديش من أياكس.
إحصائيات وأرقام
– لا تعد الأندية الإسبانية مثل ريال مدريد، وأتلتيكو مدريد مرشحة لتحقيق اللقب، على غير العادة، حيث يعتبر بايرن ميونخ هو الأقوى في أوروبا حاليًا، إلى جانب ليفربول الإنجليزي ومانشستر سيتي وتشيلسي.
– برشلونة لن يشارك في قرعة دور 16 من دوري الأبطال لأول مرة منذ عام 2004 حينما كان يشارك في الدوري الأوروبي.
– الأندية الإسبانية رغم أنها لا تمر بأفضل أحوالها، لكنها استطاعت العبور بثلاثة فرق إلى دور الستة عشر فيما غادر فريقان إلى الدوري الأوروبي، حيث تأهل ريال مدريد كمتصدر لمجموعته، بينما تأهل أتلتيكو مدريد، وفياريال، من المركز الثاني.
– تأهلت جميع الفرق الإنكليزية إلى دور الستة عشر من دوري الأبطال 2022 وهي: ليفربول، ومانشستر سيتي، ومانشستر يونايتد، وتشيلسي، علماً أن الأخير هو الوحيد الذي يحتل المركز الثاني في مفاجأة حدثت في الجولة الأخيرة.
– عاد إنتر ميلان الإيطالي إلى الدور ثمن النهائي بعد غياب 10 سنوات وتحديداً منذ موسم 2012.
– لن يكون لقاعدة “أفضلية الهدف خارج الديار” التي تم تطبيقها لـ56 عاماً، أي وجود بعد الآن، وفي حال تعادل أي فريقين في مجموع المباراتين، سيتم الذهاب مباشرة إلى الأشواط الإضافية، بغض النظر عن عدد الأهداف المسجلة في الجولتين، وحال انتهاء الشوطين بالتعادل يلجأ الفريقان لركلات الترجيح.