مجلة البعث الأسبوعية

منتزه الجولان للسياحة الشعبية مثال الاستثمار الحكومي الناجح

“البعث الأسبوعية” – محمد غالب حسين

فازت الشركة السورية للنقل والسياحة بقصب السبق ؛ واستحقت وسام الريادة ؛ لنجاحها بتنفيذ منتزه الجولان للسياحة الشعبية كأول مشروع استثماري حكومي في محافظة القنيطرة بعدما فشلت جميع محاولات القطاع الخاص الرامية لكسب مزايا كبيرة مقابل مشاريع خلبية ؛ لن ترى النور أبداً ؛ لأن رأس المال الخاص لا يجازف من أجل خدمة المواطنين .

 

اختيار موفّق

من أهم عوامل نجاح المشروع هو حسن الاختيار للموقع والهدف الذي يؤديه المشروع للوطن والمواطن .

فمحافظة القنيطرة تمتاز بصفات عديدة تجعلها ملاذاً للباحثين عن النقاء والصفاء والهدوء والسكينة والهواء النقي النظيف والخضرة والمياه العذب المصفّى والغابات الفاتنة وحلة مزركشة من النباتات الغذائية والطبية والعطرية . لذلك كان اختيار مشروع السياحة الشعبية موفّقاً جداً على ضفة سد المنطرة بين مدينتي القنيطرة والبعث .

 

عضو المكتب التنفيذي لمحافظة القنيطرة مسؤول قطاع الإنشاءات والتعمير والسياحة والآثار قاسم المحمد تحدّث عن المشروع قائلاً : يقع منتزه الجولان للساحة الشعبية على مساحة ثمانية دونمات ؛ مصافحاً مياه سد المنطرة أكبر سدود محافظة القنيطرة ؛ تزينه الآزاهير والزنابق الجولانية والأشجار الحراجية التي تمنح المنتزه خضرة وجمالاً وظلالاً وإقبالاً ناهيك عن الطبيعة البيئية الجولانية كالأشجار الحراجية الجولانية وأحجار البازلت وغيرها الحاضرة بالمكان .

 

وتابع المحمد قائلاً : ويمكن تقسيم المنتزه لقسمين . الخارجي الفسيح المفتوح الظليل للسياحة الشعبية العفوية أي ما نطلق عليه الرحلات بأنواعها والزيارات ؛ ويضم عشرات المقاعد والطاولات الحجرية مما يتيح للأسرة أن تأخذ حيزاً مكانياً ؛ وتقوم بإعداد الطعام بنفسها ؛ وتجهيز المائدة من المواد الغذائية التي أحضرتها معها حيث تمّ لحظ مواقد للشواء ومشارب للماء والتنظيف والغسيل ؛ كي تتناول طعامها بالمنتزه ؛ وتقضي وقتاً جميلاً مقابل رسم دخول رمزي جداُ . أما أطفالهم ففرحون بمدينة الألعاب الطفلية أمامهم .

وأضاف عضو المكتب التنفيذي أما القسم الداخلي فيضمّ مطعماً يقدّم الوجبات التي يطلبها رواده مع توفير الخدمات الأساسية المطلوبة كافة ؛ موضحاً أن الكلفة الإجمالية للمشروع بلغت / ٥٠٠ / مليون ليرة سورية .

 

المشروع قيد الاستثمار

محافظة القنيطرة أعلنت عن مناقصة لتأثيث المنتزه ؛ واستثمار المشروع ؛ ليحقق الغايات المرجوة منه ؛ ليكون متنفساً سياحياً وجمالياً وبيئياً وشعبياً لزواره من أبناء القنيطرة وتجمعات أبناء المحافظة بدمشق ودرعا وريف دمشق وجميع أبناء المحافظات .

ويتمنى أبناء المحافظة أن يتمّ استثمار المشروع ؛ ويحقق الغاية المرجوة منه ، وأن يكون متنزهاً شعبياً حقاً وصدقاً ؛ وألا تقوم الجهة المستثمرة باستغلال المواطنين سواء برسم الدخول أو الخدمات الأخرى التي تُقدّم للرواد .

 

الحقيقة الاستثمارية

ثبت بالدليل القاطع ؛ أن الاستثمار الحكومي هو الحل الوحيد ؛ والضامن الوحيد للجذب الاقتصادي والتنموي والسياحي بمحافظة القنيطرة .

وجربنا محاولات عدة للقطاع الخاص ، باءت بالفشل الذريع ؛ لأن الهدف من المشروع الذي أعلنوا عنه ؛ هو الحصول على قروض ميسرة ؛ وبعد استلامها أصبح المشروع خبراً لكان !!!!! . وهناك أمثلة كثيرة : معمل أحذية ومعمل كونسروة وغير ذلك .

ومن خلال متابعتنا للواقع الاستثماري بالمحافظة ، لاحظنا جهود المعنيين بالمحافظة لجذب الاستثمارات لأرضها من خلال تقديم الكثير من المزايا المادية والتسهيلات الإنشائية ، لكن شروط الذين يتقدمون ؛ لا تدلّ البتة على النية الصادقة بالاستثمار الجاد ؛ فهذا يطالب بمنحه مئات الدونمات مجاناً ؛ ليقيم حدائق للأطفال على حدّ زعمه ؛ وكآن أطفال القنيطرة بحاجة إلى حدائق ؛ وهم يعيشون بمنتجع ريفي كبير ؛ يضم الخضرة والغابات الحراجية والأشجار المثمرة وبساط مزركش من النباتات العطرية والطبية والغذائية والزهرية ، وهناك من يشترط أيضاً منحه عشرات الهكتارات أيضاً لاستثمار طاقة الرياح بتوليد الكهرباء ، ولدى الشركة العامة لكهرباء محافظة القنيطرة عنفة ريحية لتوليد الكهرباء منجزة منذ أكثر من عشرين عاماً ؛ لا أحد يتحدّث عنها !