ريابكوف: لا أستبعد إمكانية نشر بنية تحتية عسكرية روسية في كوبا وفنزويلا
رفض سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، تأكيد أو استبعاد إمكانية نشر بنية تحتية عسكرية روسية في كوبا وفنزويلا.
وقال ريابكوف في حديث لقناة “RTVI” الروسية اليوم الخميس: “لا أريد تأكيد أي شيء، ولن أستبعد أي شيء أيضاً”، وذلك في معرض ردّه على سؤال عمّا إذا كانت إمكانية نشر البنية التحتية العسكرية الروسية في دول خارج أوروبا، مثل كوبا أو فنزويلا، قيد النظر.
وأشار ريابكوف بعد تأكيده تعثر المحادثات بين روسيا من جهة والولايات المتحدة وحلف الناتو من جهة أخرى حول الضمانات الأمنية، إلى أن “(كل شيء) يتوقف على تصرّفات زملائنا الأمريكيين”، وأضاف: “تحدّث رئيس روسيا مراراً.. عن التدابير التي يمكن اتخاذها، بما في ذلك، على سبيل المثال، من البحرية الروسية، إذا تطوّرت الأمور في اتجاه استفزاز روسيا وزيادة الضغط العسكري علينا”.وتابع ريابكوف: “لا نريد ذلك، ويجب أن يتوصّل الدبلوماسيون إلى اتفاق”.
تجدر الإشارة إلى أنه هذا العام تصادف الذكرى الـ60 لنصب الصواريخ الباليستية السوفييتية في كوبا ردّاً على نشر صواريخ أمريكية، في تركيا وإيطاليا، وكذلك لمواجهة خطر التدخل العسكري الأمريكي في كوبا.
وأدّى ذلك إلى اندلاع ما يسمّى “أزمة الكاريبي” وهي ربما أخطر أزمة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، وضعت العالم وقتها على حافة حرب نووية.
في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن المحادثات التي جرت مؤخراً مع الولايات المتحدة وحلف الناتو حول الضمانات الأمنية لم تكن ناجحة. وقال بيسكوف في تصريح اليوم: “تم خلال المحادثات بين روسيا من جهة والولايات المتحدة وحلف الناتو من جهة أخرى تسجيل وجود خلافات وهذا أمر سيّئ”، لافتاً إلى أن موسكو تنتظر الحصول خلال الأيام المقبلة على إجابات خطية من الغرب حول نتيجة تلك المحادثات.
وأضاف بيسكوف: “لم تفتقر روسيا أبداً إلى الإرادة السياسية فيما يتعلق بمواصلة المحادثات مع الولايات المتحدة، لكن لا يمكن لحلف الناتو أن يملي على روسيا كيف وأين تحرّك قواتها العسكرية على أراضيها”، مؤكداً في الوقت ذاته رغبة بلاده في الاستمرار بالمحادثات شريطة أن تعود بنتيجة ملموسة.
من جهته، أعلن الممثل الدائم لروسيا لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ألكسندر لوكاشيفيتش أن مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية هي محاولة للاتفاق على الخطوط التي لا ينبغي تجاوزها.وقال لوكاشيفيتش في الاجتماع الأول للمجلس الدائم للمنظمة الذي عرضت فيه بولندا أولويات رئاستها له لعام 2022 في فيينا: إن “المبادرات الروسية محاولة جادة أخرى للاتفاق على الخطوط التي لا ينبغي تجاوزها وعلى المسارات التي قمنا بصياغتها وتوحيدها بشكل مشترك في العديد من الوثائق”.وأضاف لوكاشيفيتش: إن “الحديث يدور عن الدعوة لإجراء مناقشات مهنية وموضوعية حول قضايا الحرب والسلام”.وتابع مندوب روسيا: “نشعر بخيبة أمل كبيرة لأننا توقعنا مشاورات مفصلة وشاملة”.
وأشار إلى أن موسكو خلال الجلسة أطلعت الشركاء الغربيين بالتفصيل من جديد على اقتراحاتها بشأن مبادرة الضمانات الأمنية، غير أنها لم تتلقّ أيّ ردّ واضح ومناسب منهم.وأوضح أن الغرب يركز في المشاورات على مباعث القلق الخاصة به و”السلوك العدواني الروسي” المزعوم، ولاسيما فيما يخص تطوّرات النزاع الأوكراني، وأن الشركاء الغربيين قدّموا تفسيراً خاصاً بهم لمبدأ الأمن المتكافئ غير القابل للتجزئة بموجب وثائق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وقال: “يشير موقف الغرب إلى أنه لن يكون هناك على الأرجح للأسف أي ردّ بنّاء على الاقتراحات الروسية”.وأكد أن روسيا لم ترَ أصلاً في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا منصة لمناقشة اقتراحاتها الأمنية، مشيراً إلى “تراكم الكثير من المشكلات النظامية” في هذه المنظمة.
وشدّد لوكاشيفيتش على أن أمن أوروبا يتوقف بشكل مباشر على العلاقات بين القوى الكبرى، بالدرجة الأولى روسيا والولايات المتحدة، ولذلك يعدّ الحوار بين موسكو وواشنطن أمراً ذا أهمية قصوى لتسوية المسائل الرئيسية المتعلقة بالأمن في أوروبا.وصرح بأن تكثيف “ناتو” وجوده العسكري في أوروبا يشكّل خطراً رئيسياً على أمن القارة، وينبغي وضع “حاجز يحمل طابعاً قانونياً” أمام تمدّد الأطلسي.
وكانت روسيا قدّمت اقتراحات إلى الولايات المتحدة بخصوص إنشاء نظام ضمانات أمنية لخفض التوترات العسكرية في أوروبا، وذلك على خلفية استمرار حلف ناتو بالتوسع باتجاه الحدود الروسية ونصب صواريخ بعيدة المدى قربها.
في سياق آخر، أكد رئيس مؤسسة روسكوسموس الفضائية الروسية ديمتري روغوزين، أن المحطة الفضائية الروسية التي يجري تطويرها ستنفذ مهامها لمصلحة الدفاع والأمن الوطنيين.وأشار روغوزين في اجتماع اليوم لعرض نتائج عمل المؤسسة الحكومية في عام 2021، إلى أن المحطة الجديدة ستزود السفن التي تسير عبر طرق الشمال البحرية بجميع الخدمات الفضائية الممكنة، لافتاً إلى أن ذلك سيخلق فرصاً اقتصادية فريدة لروسيا لتطوير طريق بحر الشمال.
وكان روغوزين أعلن في الرابع من أيلول الماضي أن مهام المحطة المدارية الروسية الجديدة ستكون مختلفة عن محطة الفضاء الدولية، مبيّناً أنه في المحطة الجديدة ستكون روسيا قادرة على وضع التلسكوبات والرادار وأجهزة الأشعة تحت الحمراء.