مهرجان مسرح الطفل.. تقليد سنوي خلال العطلة الانتصافية
تقيم مديرية المسارح والموسيقا مهرجان مسرح الطفل اعتباراً من اليوم السبت، 15 كانون الثاني، وحتى 22 منه في محافظات دمشق، حمص، حماة، حلب، طرطوس، اللاذقية، درعا، السويداء، الحسكة ودير الزور. ويضم المهرجان عروضا مسرحية معظمها جديد، وأُنجِز خصيصاً لتقديمه في المهرجان، إضافةً إلى عروض سبق تقديمها وتتم إعادتها لإتاحة الفرصة لجمهور الأطفال لمشاهدتها.
وبيَّن عبد السلام بدوي، مدير مسرح الطفل، أن مديرية المسارح تحرص منذ سنوات على إقامة هذا المهرجان ضمن العطلة الانتصافية، وقد أصبح تقليداً سنوياً بحيث يتم فيه تقديم عدة عروض مسرحية على خشبات مسارحنا لإتاحة الفرصة لأطفالنا للاستمتاع بعطلتهم بعد دراسة استمرت لمدة أربعة أشهر وامتحان بذلوا فيها جهوداً كبيرةً لتقديم أفضل ما لديهم لتكون عروض المهرجان أجمل مكافأة لهم، مشيراً إلى أن المهرجان يضم مجموعة من العروض المميزة التي قامت مديرية المسارح بإنتاجها حديثاً إضافةً إلى مجموعة أخرى من العروض التي سبق وأن قُدّمت على خشبات مسارحنا حيث تتم إعادة تقديمها لتميزها أولاً ولإتاحة الفرصة لجمهور الأطفال الذين لم تتح لهم الظروف مشاهدتها سابقاً.
ونوه بدوي إلى أن جميع عروض مديرية المسارح تُقَدَّم على خشبات المسارح الرسمية، كالحمراء والقباني والعرائس في دمشق، أما عروض القطاع الخاص فتُقدَّم على مسارح المراكز الثقافية والمديرية تبذل جهداً لتقديم عروض جديدة في المهرجان حيث سيُقدم ضمن هذا المهرجان الذي سيبدأ اليوم عرضان جديدان هما “رحلة الحظ” على خشبة مسرح القباني تأليف نور الدين الهاشمي إخراج عبد السلام بدوي، ومسرحية “مملكة النمل” تأليف إيمان بازرباشي إخراج خوشناف ظاظا على مسرح العرائس.
وبين بدوي – مخرج مسرحية “رحلة الحظ” – أنه تمّ إنجاز العرض بالتعاون مع الفنانين المشاركين من خلال ورشة عمل استمع فيها لكل الآراء بحيث لم يتم التوصّل لصيغة نهائية لهذه المسرحية إلا بعد نقاش وحوار دار بين الجميع، مؤكداً أن هذه الطريقة هي الطريقة المثلى لتقديم أي عمل مسرحي بسوية عالية سواء على صعيد التمثيل أو على صعيد العناصر الفنية الأخرى، مشيراً إلى أن المسرحية تؤكد على فكرة أن العمل هو الأساس في حياتنا وعدم الاتكال على الحظ وهي فكرة قام بطرحها الهاشمي بشكل بسيط وعميق بذات الوقت لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة، مع إشارته إلى أن النص خضع للتكثيف والاختصار: “أخذت فكرة العمل واشتغلت على بعض جزئياته وأضفت أخرى فاشتغلت على الفعل أكثر واستخدمت دلالة بعض الشخصيات فيه”.
ونوه بدوي إلى أن “رحلة الحظ” هي ثاني تجربة له مع الهاشمي الذي تتميز نصوصه بالبساطة والعفوية لأنه يكتب للطفل بروحه وليس عنه ويكتب كطفل فلا يؤستذ عليه لأنه ما زال يعيش مرحلة الطفولة، وهذا أهم شيء يجب أن يتمتع به الكاتب للطفل برأي بدوي الذي أكد أن مسرح الطفل يحتاج أيضاً من المخرج إلى تبسيط الفكرة في عرضه، مؤكداً أنه يقدم أفكاره في “رحلة الحظ” بشكل مباشر مع أن كثيرين يرفضون المباشرة في العروض المسرحية إلا أنه مؤمن أن مخاطبة الطفل تحتاج إلى المباشرة بعيداً عن فكرة تعجيزه بمحاولة فهم العرض لقناعته أن مسرح الطفل يقوم على المتعة ثم الفائدة، فالطفل يجب أن يأتي إلى العرض المسرحي ليشعر بالمتعة أولاً لأنه دونها لن يتقبل ولا فكرة من أفكاره.
وبيّن بدوي كذلك أنه حرص أيضاً على مشاركة الأطفال في هذا العمل من خلال التواصل والتفاعل بين الخشبة والجمهور.
وختم بدوي كلامه بتوجيه الشكر للممثلين المشاركين: ناصر الشبلي، زهير بقاعي، أنس الحاج، محمد سالم، رولا طهماز، عبير بيطار، خوشناف ظاظا، فهؤلاء برأيه كانوا جنوداً حقيقيين ويغبط كل مخرج يعملون معه لأنهم يضيفون له أشياء جميلة جداً ويحرضونه على العمل كما وجَّه الشكر لمصممة البوستر راما بدوي التي قدمت تصميماً متميزاً بألوانه وطريقة طرحه لفكرة المسرحية وهو يذكّره بالبوسترات الكلاسيكية الأوربية، وكذلك للفنان أنس الحاج الذي كتب أغاني المسرحية وقام بتلحينها أيمن زرقان.
أسرة العمل
التأليف الموسيقي: أيمن زرقان، تصميم الديكور: كنان جود، تصميم الأزياء: ريم الماغوط، تصميم الإضاءة: بسام حميدي، تصميم الإعلان: راما بدوي، تصميم المكياج: إنجي سلامة، مساعد المخرج: عمر فياض، فوتوغراف: يوسف بدوي، رسم لوحات: راما فليون، مدير المنصة: هيثم مهاوش، تنفيذ الصوت: فؤاد عضيمي، تنفيذ الإضاءة: إياد عبد المجيد العساودة، تنفيذ فني للديكور: محمد الزهيري – أمجد يزبك وعباس نعنوع، اكسسوار الديكور: أليسار يونس. مسؤول الملابس والاكسسوار: علي النوري.
أمينة عباس