“المقاومة.. هويتنا وكرامتنا” في الذكرى الثانية لاستشهاد سليماني ورفاقه
اللاذقية- مروان حويجة
بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد القائد الحاج قاسم سليماني ورفاقه أقام المركز الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق بالتعاون مع مديرية الثقافة ورابطة المحاربين القدماء ونادي أوغاريت الثقافي، الندوة الفكرية “المقاومة.. هويتنا وكرامتنا”، وذلك في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية.
وألقى السفير الإيراني بدمشق الدكتور مهدي سبحاني كلمة أشار فيها إلى أن إقامة هذه المراسم تؤكد أن الشهيد سليماني لا يخصّ الإيرانيين فقط، وإنما تدلّ على احترام سورية شعباً وقيادة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: أحيي من هنا أرواح الشهداء الخالدة والذين ضحّوا بأنفسهم من أجل مكافحة الإرهاب والدفاع عن وطنهم ومنهم أبناء اللاذقية، حيث قدّمت المدينة الشهداء للحفاظ على أمن واستقلال سورية ولحماية البلد، وأدّوا دوراً بارزاً في دحر الإرهاب وهزيمة المؤامرات التي حاكها محور الشرّ في العالم، وأكد أن الرجال في سورية صنعوا تاريخاً ولم يسمحوا للعدو بتغيير مصير بلدهم، وكما قال السيد خامنئي: الرئيس بشار الأسد بطل العالم العربي.
وأوضح سبحاني أن الشهيد سليماني هو أحد العظماء البارزين الذين كتبوا وصنعوا التاريخ، وتحلّى بالقيم والصفات السامية بأخلاقه وشجاعته ووطنيته وترفّع عن الوجود المادي إلى العالم الروحي، وامتلك صفات مميزة جداً كالرحمة والإنسانية والروحانية والأخلاق والحب والعلاقات الصادقة والكثير من الصفات الشخصية والخصال المتميزة، وعلى المستوى الوطني هو بطل إيراني وطني تفتخر به إيران لأنه كرّس حياته وأعماله في سبيل وطنه وكان شعبياً وعاش مع الشعب وكان رمزاً للقيم الوطنية والدينية والإنسانية وهو يجسّد بأخلاقه وقيمه رموز الثورة الإسلامية الإيرانية، وعلى الصعيد العالمي فإن الشهيد سليماني رمز للمقاومة فكان اسمه مرتبطاً ومقترناً بمحور المقاومة، وأدى دوراً مهمّاً في المنطقة بمواجهة قوى الشر والهيمنة وأحبط خطط الامبريالية والصهيونية من أجل قيام نظام جديد في المنطقة وغيّر هندسة القوى في المنطقة، ولفت سبحاني إلى أن الشهيد سليماني وقف مع الشعب السوري في مواجهة قوى الإرهاب وداعميها منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب العدوانية على سورية، ولفت إلى أن الولايات المتحدة لم تستطع مواجهة الشهيد سليماني في أرض المعركة فلجأت إلى هذا العمل الإرهابي الجبان باغتياله وسجلت اسمها بين الدول الإرهابية في العالم وستدفع الولايات المتحدة ثمن هذا العمل الجبان باهظاً، وأكد أن الشهيد سليماني ليس بيننا الآن ولكن أفكاره وقيمه هي سبيلنا للوصول إلى أهدافنا السامية، وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد: ذكرى الشهيد سليماني ستبقى خالدة في ضمائرنا وفي ضمائر الشعب السوري.
وألقى محافظ اللاذقية المهندس عامر إسماعيل هلال كلمة قال فيها: إن الشهادة تبرز بوصفها الحارسَ والضامنَ لفكرة المقاومة كهوية وكرامة، ولاسيما أننا في سورية تربينا على قُدسيةِ الشهيدِ التي أصبحت مرتبةً عليا في ثقافتنا اليومية. وأضاف: إن الحربَ على الإرهابِ المنظّمِ المدعومِ دولياً الذي يستهدفُ سوريةَ منذ أكثرِ من عشرِ سنواتٍ هي حربٌ للدفاعِ عن دولِ العالم جميعاً، وأنّ النصر الذي تحقق فيها، هو ثمرة التضحياتِ التي بذلها الجيشُ العربي السوري بمؤازرةِ ودعمِ الأصدقاء، وأنتم في إيران.. في مقدمتهم، وأن هذا النصر أسهَم في إبعادِ خطر الإرهاب وانتشارهِ في العالم بأسره.
ولفت هلال إلى أن اللقاء اليوم، في الذكرى السنويةِ الثانية لارتقاء الشهيدِ الحاج قاسم سليماني ورفاقه، هو احتفاء بأحد أبطال هذه الحرب ورموزِها وصانعي نصرها.. وهو الشهيد الذي حضر بيننا وعلى كل الجبهات، جندياً وقائداً، وهو احتفاء بانتصارِ الحق وغلبة المبادئ، وبذكرى كل شهيدٍ حيّ باقٍ وخالد في القلوب.. وهو رسالةٌ للجميع أننا مستمرون على دربهم لتحقيق الانتصار الكامل.
و بدأت الندوة أعمالها بمشاركة: الدكتور محمد إسماعيل بصل رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية واللواء المتقاعد رضا شريقي رئيس رابطة المحاربين القدماء في اللاذقية والدكتورة بانا شباني أستاذة في قسم اللغة العربية بجامعة تشرين والشيخ نزيه خاشو من الكنيسة الإنجيلية المشيخية حيث تناولوا أثر المقاومة ودورها في الحفاظ على الهوية الثقافية وتحدثوا عن تجّليات ترسيخ الهوية وتعزيز الكرامة في المقاومة واستعرضوا محطات من التحديات التي تتعرض لها المنطقة جراء استهدافها من أمريكا والصهيونية ووقوف المقاومة في وجه هذا الاستهداف العدواني دفاعاً عن الهوية والكرامة.
وألقى الأديب الشاعر د.مالك الرفاعي قصيدة بهذه المناسبة.