لافروف: ننتظر ردّ واشنطن و”الناتو” بخصوص الضمانات الأمنية
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تنتظر ردّ واشنطن وحلف شمال الأطلسي “ناتو” بخصوص الضمانات الأمنية، مشيراً إلى أن ذلك قد يتم خلال الأيام المقبلة.وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي بموسكو اليوم مع نظيره الكرواتي: نتوقع استلام الردود المحدّدة التي وُعدنا بها على مسوّدات الوثائق التي سلّمتها روسيا إلى الولايات المتحدة وأعضاء ناتو، وهناك سبب للاعتقاد بأن بعض الاتصالات حول هذا الموضوع ستتم هذه الأيام.
وكان لافروف أكد يوم الجمعة الماضي أن روسيا تنتظر من دول الغرب ردّاً خطياً مفصّلاً على اقتراحاتها بخصوص الضمانات الأمنية لأن الشركاء الغربيين سبق أن خالفوا وعودهم الشفهية حول ضمان الأمن وعدم توسيع “ناتو”.
وفي تعليق ساخر على تصريح نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، بأن الولايات المتحدة لديها 18 سيناريو عمل مختلفة في حال حدوث تصعيد في أوكرانيا، صرّح لافروف بأن الأجهزة الحكومية الأمريكية ربما تنظم مسابقة لوضع سيناريوهات في حالة حدوث تصعيد للوضع في أوكرانيا.
وعلق لافروف على تصريح نولاند بقوله: “لا يسعني إضافة إلى ذلك إلا أن أفترض: على ما يبدو أن الولايات المتحدة، كما ورد، لديها 17 جهاز استخبارات خاصة وجهاز استخبارات. وقد يكون لديها 17 بالإضافة إلى وزارة الخارجية، 18 سيناريو. وربما يعلنون عن مسابقة فيما بينهم”.
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن العقوبات الأمريكية الجديدة المقترحة ضد القيادة الروسية قد تقطع كل العلاقات بين البلدين.
وقال بيسكوف لشبكة (سي إن إن) الأمريكية وفق ما نقلت وكالة تاس الروسية اليوم: “من المحتمل أن تؤدّي العقوبات الأمريكية على القيادة الروسية إلى وقف أي علاقات بين بلدينا وهو ما لن يفيد موسكو أو واشنطن وسيكون خطأ كبيراً”، مؤكداً أن بلاده “لا تخشى العقوبات”.
وأضاف: “إننا نحاول إلى حدّ ما الاستفادة منها في تطوير اقتصادنا وإنتاجنا المحليين، فنحن كبار نوعاً ما ومكتفون ذاتياً تماماً، لذا فإننا لن نتأثر من هذه العقوبات”.
يشار إلى أن مجموعة من المشرّعين الديمقراطيين بقيادة السيناتور بوب مينينديز تقدّموا الأربعاء الماضي بمشروع قانون إلى مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا في حال حدوث تصعيد للوضع حول أوكرانيا.
وفي تأكيد أوروبي جديد لصحة المخاوف الروسية من تزايد الوجود الأمريكي العسكري على حدود روسيا، أكد نائب رئيس البرلمان السلوفاكي يوراي برنار أن الاتفاقية العسكرية التي تريد الحكومة السلوفاكية التوقيع عليها مع الولايات المتحدة خطيرة وتستهدف روسيا لكونها تفتح المجال لاقتراب القوات الأمريكية من الحدود الروسية.
وفي حديث لقناة ماركيزا السلوفاكية رفض برنار تحويل روسيا إلى عدوّ لبلاده، مشيراً إلى أن نشر قوات أمريكية في مطارين عسكريين في سلوفاكيا وفقاً للاتفاقية سيعرّضها لصراع جيوسياسي.
من جهة أخرى، تظاهر مئات السلوفاك أمام السفارة الأمريكية في براتسلافا أمس رفضاً لهذه الاتفاقية ورفعوا شعارات تقول “لن نسلّم سلوفاكيا”.
وكانت الحكومة السلوفاكية وافقت الأسبوع الماضي على أن يتم التوقيع على هذه الاتفاقية مع الجانب الأمريكي، غير أن دخولها حيز التنفيذ سيتطلب بعد التوقيع عليها تصديق البرلمان السلوفاكي ومن ثم تصديق الرئيسة زوزانا تشابوتو.
وبموجب الاتفاقية التي مدّتها 10 أعوام يحقّ للقوات الأمريكية استخدام مطارين عسكريين في سلوفاكيا للتدريب وإجراء المناورات والسكن ونشر قوات فيهما ونقل ونشر وتخزين أجهزة وتقنيات دفاعية في الأماكن المتفق عليها، في حين تتخلى سلوفاكيا عن حقها بالملاحقة الجزائية لأفراد القوات الأمريكية في حال ارتكابهم أفعالاً جزائية على الأراضي السلوفاكية.
وليس بعيداً عن العلاقات الروسية الأمريكية، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن حكومة بلادها ترغب في استقرار العلاقات مع روسيا.
ووفقاً لموقع روسيا اليوم أشارت بيربوك قبيل توجّهها إلى كييف وموسكو، إلى وجود قائمة طويلة من الموضوعات والقضايا التي تجب مناقشتها بين ألمانيا وروسيا.
وكان المتحدث باسم الخارجية الألمانية كريستوفر برجر أعلن في وقت سابق أن الوزيرة بيربوك ستزور كييف وموسكو لمناقشة الوضع في أوكرانيا.
من جهتها، قالت الخارجية الروسية، عشية اللقاء بين وزيري خارجية روسيا وألمانيا: إن برلين تحاول التأثير في العمليات السياسية الداخلية في روسيا الاتحادية.
ووفقاً للخارجية الروسية، يفرض الاتحاد الأوروبي بشكل دوري وبموافقة برلين، عقوبات ضد روسيا، وتعارض ألمانيا باستمرار مواقف روسيا في مجموعة واسعة من القضايا على جدول الأعمال الدولي الحالي.
وأضافت الخارجية الروسية في بيانها: “يبذل الجانب الألماني، محاولات للتأثير في العمليات السياسية الداخلية في روسيا، ويتم تنفيذ دعاية مناهضة لروسيا بشكل صريح في وسائل الإعلام الألمانية، وتتعرّض وسائل الإعلام الروسية الناطقة بالروسية في ألمانيا للضغط هناك”.
من جهة ثانية، أعلنت الشركة الصناعية العسكرية الروسية اليوم جاهزية عربتها المدرّعة الجديدة المسمّاة (في بي كا أورال) لدخول الخدمة العسكرية في صفوف الحرس الوطني في البلاد.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن الشركة قولها: “تم بنجاح اختبار العربة التي تتمتع بقدرات عالية حيث تستطيع السير بسرعة 100 كيلومتر في الساعة ومواجهة انفجار عبوة ناسفة تزن 6 كيلوغرامات دون أن يصاب ركابها بالأذى”.
ولفتت الشركة إلى إمكانية تعزيز تحصين المدرّعة بوضع دروع إضافية على جسمها، مؤكدة أنها تتسع لـ12 راكباً ويمكن تزويدها بوقود يكفي لـ1000 كيلومتر.
وفي السياق ذاته، قال المكتب الصحفي للدائرة العسكرية الشرقية: إن قاذفات هجومية من طراز “سو-25” قامت في إطار تدريبات جوية في إقليم بريموريه بالشرق الأقصى الروسي، بتدمير الأهداف المحددة لها.
وذكر المكتب، في بيان له، أن هذه الطائرات الحربية التي تكمن مهمّتها الرئيسية في قصف الأهداف الأرضية، هاجمت خلال التدريبات، بالقنابل منشآت العدو المفترض وقصفت آلياته ومعداته.
وأشار البيان إلى أن هذه التمارين جرت في ميدان التدريب الجوي “نوفوسيلسكي” الذي يبعد 15 كيلومتراً عن مدينة “سباسك دالني” في إقليم بريموريه.
وأضاف البيان: “وأثناء التدريب القتالي، قامت هذه الطائرات القاذفة الهجومية بقصف أهداف تحاكي مواقع القيادة والمراقبة، كما استخدمت المدافع الرشاشة لقصف أرتال مركبات مدرّعة للعدو المفترض”.
وتدرّب الطيارون كذلك، خلال التمرينات، على تنفيذ مهام التحليق فوق المناطق المحدّدة لهم والقيام بطلعات جوية قتالية مشتركة.