سيدة من طرطوس تبدع في “لف الورق” وتحوله لأعمال فنية تطرق باب الاحتراف!!
البعث الأسبوعية- محمد محمود
بعيداً عن الضوء.. بأدوات بسيطة، ومواد منزلية أعيد تدويرها، أنجزت رجاء سقور عشرات القطع والأعمال الفنية اليدوية الرائعة، عسى أن يشكل مجموعها معرضاً فنياً مقبلاً تعمل بجد لإنجازه، وتأمل بأن يولد لها يوماً.
تحول تلك السيدة ورق الجرائد، والمجلات القديمة لمواد أولية تشبه القصب عبر لف الورق، وتصنع من المجلات سلالاً، وعلب هدايا، وتذكارات مختلفة، وتستفيد كذلك من أكياس الخيش القديمة، فتحولها للوحات فنية، وتصنع أيضاً أواني من الاسمنت لزراعة الورود فيها بعد تشكيلها وتلوينها بطريقة فنية فريدة.
مواد تالفة
فكرة الاستفادة من المواد القديمة وظفتها رجاء بذكاء، بيدين مبدعتين بارعتين تدربتا مراراً وتكراراً على صناعة الجمال وتحضيره، بعد أن انطلقت الفكرة من رغبة تحرك أي شخص بالاستفادة من المواد التالفة في المنزل، وصناعة شيء جميل منها.
وتوضح رجاء سقور التي تعمل بوظيفة حكومية بمحافظة طرطوس في حديثها للبعث: وجدت في فترة الحجر الصحي التي رافقت انتشار فايروس كورونا فرصة لزيادة العمل وتطوير موهبتي، فتابعت وشاهدت عشرات الفيديوهات التعليمية، لأتعلم طرق لف الورق وكذلك صناعة اللوحات الفنية، والمجسمات من أكياس الخيش والاسمنت، وطعمتها بالخيال والإبداع الذي أمتلكه، وتدريجياً ازدادت لدي الرغبة بصناعة وإبداع المزيد حين وجدت القبول والاستحسان والتشجيع من محيطي وأصدقائي في العمل.
بعيد عن التسلية
وتقول رجاء: الهواية بدأت بشكل بسيط للتسلية وصنع شيء مفيد، ولم تكن للكسب المادي، لكن وبعد أن أنجزت أكثر من ثمانين عملاً مختلفاً، أصبح لدي الطموح والرغبة ليكون لدي معرض خاص، ولاستفيد من هذه الهواية حتى في الجانب المادي إن أمكن خاصة في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وغلاء بعض المواد الأولية كالغراء والطلاء اللماع “ليكر”.
وتشرح رجاء للبعث آلية عمل بعض اللوحات والأعمال الفنية بالقول: لدي طاولة عمل خاصة في منزلي تشبه ورشة صغيرة أقوم فيها بالاستفادة من أي شيء يصادفني كعلب البلاستيك، والكرتون، وعلب المعقمات فأنجز أعمال مختلفة حيث أن بعض الأعمال تتطلب يوما كاملا من العمل، وبعضها أكثر من ذلك.
معرض خاص
لم تشارك رجاء في أي معرض فني حتى الآن، وكذلك لم تنتسب لأي جمعية أو اتحاد للحرفيين، وتنتظر أن تتحسن الظروف الاقتصادية قليلاً لبدء معرضها الخاص أو المشاركة في مهرجان مشترك مع مجموعة حرفيين.
وتضيف: لدي أعمال كاسدة معظمها قمت بتوزيعه كهدايا وتذكارات للأهل والأصدقاء، كما تؤكد أهمية العمل بالنسبة لأي سيدة في المنزل، فالعمل اليدوي سهل وممتع ويتطلب تدريب بسيط وبعض الخيال والإبداع، فيمكن بالتالي أن تستثمر أي سيدة وقتها الضائع في مثل هذه الأعمال المفيدة والمسلية.
دعم ورعاية
يشجع عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الحرفيين منذر رمضان أي موهبة يدوية وعمل حرفي يستفيد من المواد التالفة ويعيد تدويرها، ويقول: ندعم كاتحاد من يقدم بعضاً من الحرف بطريقة عصرية تتناسب مع الوقت الحالي مع الحفاظ على جوهرها وطابعها التراثي، كذلك الأمر أي حرفة جديدة هي محط ترحيب، لتكون في وقت لاحق جزءاً من هذا التراث فالمطلوب اليوم دعم الحرفيين والتشجيع على العمل والإبداع وتقديم الرعاية لهم والتشاركية، وجميل أن نرى ونسمع بمن يقومون بتطوير أفكارهم وهواياتهم في العمل اليدوي وخاصة النساء منهم، والأبواب مفتوحة دائماً لأي حرفي أو مشارك جديد في الاتحاد وكذلك بالنسبة للمعارض التي يقيمها الاتحاد بين فترة وأخرى، لتكون نافذة تعريفية بأعمال الحرفيين ومواهبهم، وتشجيعاً لهم على العمل والعطاء.