منتخبنا الوطني إلى الإمارات والآمال ضعيفة بتحقيق “المأمول”
ناصر النجار
غادر المنتخب الوطني إلى دبي استعداداً لخوض اللقاءين المهمين الفاصلين: أمام الإمارات يوم الخميس القادم، وأمام منتخب كوريا الجنوبية في الأول من شباط المقبل ضمن مباريات التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في قطر 2022، الإمارات تحتل المركز الثالث في المجموعة برصيد ست نقاط، بينما يحتل منتخبنا الوطني المركز الأخير برصيد نقطتين، وسبق أن تعادلنا مع الإمارات في مرحلة الذهاب 1/1، وخسرنا أمام كوريا الجنوبية بهدف مقابل هدفين، وللمرة الأولى تكون مغادرة منتخبنا محفوفة بالخوف والحذر، فلم نجد التفاؤل يغطي الشارع الكروي، وغاب التحدي والوعود عن تصريحات المسؤولين الرياضيين وكأنهم راضون بالأمر الواقع، وللأسف فإن آمالنا بتجاوز المركز الأخير في المجموعة إلى المركز الثالث المؤهل للملحق الآسيوي تبدو ضرباً من الخيال لأنه بحاجة إلى معادلة صعبة ومعقدة تبدأ من منتخبنا ولا تنتهي عند بقية منتخبات المجموعة التي تشاركنا المصير نفسه والآمال ذاتها.
أهداف منتخبنا تتحقق عبر الفوز بالمباريات الأربع القادمة، وإذا تنازلنا عن مباراة كوريا الجنوبية فالفوز على الإمارات هو مفتاح الأمل في هذا الأمر، فعند الفوز على الإمارات نكون قلّصنا الفارق إلى نقطة، أما عند خسارتنا فإن الإمارات تكون وسعت الفارق إلى سبع نقاط، والرصيد المتبقي هو تسع نقاط، وهنا يترتب علينا الفوز بالمباريات الثلاث المتبقية، على أن تخسر الإمارات هذه المباريات.
منتخبا العراق ولبنان بوضع أفضل منا نسبياً، فلبنان له خمس نقاط، وللعراق أربع، وهذه الفرق التي سنواجهها ستضع عينها على لقائها معنا لتكسب النقاط في إطار منافستها على مقعد الملحق أيضاً، لذلك نقول، ووفق الدراسات، آمالنا بالتأهل إلى المقعد الآسيوي موجودة على الورق، لكنها بنسبة أقل من منتخبات الإمارات ولبنان والعراق، وعملياً لا أمل لنا!.
ولأن القائمين على كرتنا ورياضتنا كانوا مقتنعين بهذا الأمر فإن التعامل مع المنتخب الوطني كان يسير وفق المصالح الخاصة والمنافع الشخصية، وهدر المزيد من المال، وإضاعة الوقت، وصدارة البرامج الرياضية، أما قصة المدرب الروماني تيتا فتبدو قصة فساد واضح ومكشوف.
فالمدرب العائد من خسارة قاسية أمام موريتانيا رسم العديد من صور الجد والاهتمام عبر أساليب مكشوفة، فوعد جماهير الكرة خيراً، ثم اشترى مسوّقوه المواقع الالكترونية التي طبلت وزمرت له وكأنه مورينو، ولتكتمل المعادلة دعا حوالي أربعين لاعباً لمعسكر تجريبي، إضافة لمعسكر خارجي في قطر، والمشكلة في دعوة اللاعبين أنها كانت شكلية وضمن الخطة المرسومة، لأنه كما قال راقب أغلب لاعبينا وعاصر الكثير منهم في كأس العرب، فعن أي لاعبين جدد يبحث؟ لكنه كان يريد أن يثبت للجميع أنه مدرب جدي، وتبيّن فعلاً أنه جدي في البحث عن مصالحه، لأننا لم نعد نسمع له أي وجود أو تصريح بعد توقيع العقد معه، وبالفعل لم يعد يهمه أي شيء ما دام العقد صار مضموناً في جيبه.
الغريب والمزعج أن جميع اللاعبين الذين دعاهم تيتا إلى معسكر حلب من اللاعبين الجدد لم يختر منهم أحداً، فكانت هذه الدعوة أحد بنود هدر المال، لأن كل اللاعبين تمت تجربتهم بوقت سابق، حتى قضية اللاعبين المغتربين تبيّن أنها عملية “نصب” ذكية على لجنتنا المؤقتة، وأسرارها ومنافعها ستفضح لاحقاً، ومع كل هذه الاكتشافات فإن منتخبنا ما زال رهن المصالح الفردية، سواء باللاعبين الذين اختارهم تيتا ومن معه، أو بطقم المدعوين والرسميين الذين غادروا مع المنتخب أو سوف يلحقون به، وإذا كانت أمور المنتخب تجري على الشاكلة هذه من المصالح الخاصة وعدم الإحساس بالمسؤولية، فمن أين سيحقق منتخبنا ما يبيّض الوجه؟!.