عروض مهرجان مسرح الطفل تتواصل في مختلف المحافظات،
يواصل مهرجان مسرح الطفل عروضه في مختلف المحافظات، وتستمر مديرية المسارح في تقديم الأنشطة والفقرات الترفيهية المنوّعة الخاصة بالطفولة المبكرة خلال أيام المهرجان.
ففي حلب (غالية خوجة)، أصبح مسرح دار الكتب الوطنية تظاهرة مسرحية مفرحة لأسباب كثيرة، منها أن الأطفال بعد خروجهم من الحرب بحاجة شديدة لمثل هذه التظاهرات الفنية الثقافية، كما أخبرتنا المعلمة والأم لبنى محمود، بينما هناك أسباب أخرى خاصة بالأعمال المسرحية التي تقدم في هذه الدورة، واعتمادها على الرشاقة والكثافة وتوزيع العمل إلى أكثر من حكاية وموضوع، وهذا ما فعلته أيضاً مسرحية حكايات الغابة الكرتونية التي قدمت 3 حكايات بمواضيع إرشادية وتربوية وتوعوية حول النظافة كضرورة يومية وعدم الإكثار من تناول السكاكر حفاظاً على الصحة، وتقديس الأمانة.
شخصيات كرتونية
وهذه المسرحية موجهة للطفولة الأولى كما أكد مؤلفها ومخرجها مصطفى الآغا، مضيفاً: اعتمدنا على الشخصيات الكرتونية المألوفة للطفل مثل الصوص تويتي، وبابا سنفور، والأرنوب، وأضفنا الذئب كشخصية شريرة وسلبية، وهي من تمثيل سعيد عبد الحق، أنور حلواني، يامن السعيد، ومساعد المخرج راميسة زراع.
وعن ازدواجية حضوره كمؤلف ومخرج، أجاب: المؤلف أفضل مخرج للعمل الذي يكتبه.
أمّا لماذا لا يتم التركيز على اللغة العربية الفصحى بشكل كامل رغم أنها تشكل بعداً إضافياً للطفل؟ فقد قال: العمل متراوح بين الفصحى واللهجة العامية، كي لا يشعر الطفل أنه في محاضرة!
وعن استعانته بأغان عربية موجهة للكبار بدل استعانته بأغان وأناشيد مناسبة لهم مثل أناشيد سليمان العيسى القابلة للتلحين؟ أجاب: ربما ستكون اختياراتنا اللاحقة بهذا الاتجاه.
نذكر أن العرض اتسم بالتفاعل التشاركي مع الأطفال الحاضرين مما شجعهم على مزيد من الانتباه والإصغاء والحماس، كما أن الأطفال المنتظرين للعرض الثاني من المسرحية كانوا محتشدين بين الأروقة، ولذلك تمت إضافة عرض ثان لكل عمل مشارك.
مسرح العرائس
وجاءت مسرحية “الدجاجة المثقفة” لمؤلفها محمد أبو معتوق معنونة بشخصية بطلتها الدجاجة لتشير للأطفال إلى ضرورة التشبث بالقيم من خلال حكايتها وأبطالها الذين يعيدون دمى العرائس إلى المنصة وهم ياسين عدس، قمر برو، ضياء العلي، هبة عساف، حلا عساف، عمار جراح، كما تعيد هذه الدمى إلى الأطفال المتفاعلين الدعوة للتكاتف والتضامن معاً، فلا يستطيع صاحب المدجنة الجشع أن يظل مسيطراً على الآخرين، ولا يظل الثعلب المكار بكلامه المعسول يضحك على الآخرين كونه الشخصية السلبية، لأن الثقافة والمعرفة والمعلومة والتمسك بالقيم مثل الصدق والحق عوامل تساعد على حياة أجمل، أمّا من طرائف الحكاية الحدث المشهدي لمسابقة أجمل دجاجة، بينما تظهر شخصية الديك إيجابية مع الدجاجات، كما تبرز المسرحية براعة شخصية الأرنوب في الحركة والكلام.
وعن هذه المسرحية، حدثنا مخرجها جمال خلو: اعتمدت في توزيع العرائس على 4 أقسام: يمين، يسار، عمق، متحرك، ولأنني لم أجعل الشخصيات تتحرك في مربع مشهدي واحد، ساهمت في المزيد من جذب الانتباه، وهذا النوع من الفن المسرحي يحتاج إلى براعة، وأقترح إقامة ورشات خاصة به، وورشات خاصة لتصنيع الدمى، وورشات لخيال الظل، كما أقترح أن يتم التركيز على مسرح الطفل وتعميمه على رياض الأطفال والمدارس.
مسرحية “الصندوق العجيب”
وفي حماة (معالي الخالد)، عرضت مسرحية “الصندوق العجيب” (إعداد الممثل والمخرج أمين راجحة وعبد الرزاق مخللاتي)، والتي تسلط الضوء على مجموعة من الدمى تتحرك على خشبة المسرح وتظهر التعاون والتسامح.
وقال الممثل أمين راجحة: المسرحية عبارة عن عروض ودمى ذات هدف سامٍ وترفيهي نشير من خلالها إلى أهمية أفكار الأطفال والتمسك بها، وقال الممثل عبد الرزاق مخللاتي إن العروض التي نقدمها للأطفال تستهدف فئة معينة من العمر من خلال رسالة ترفيهية وتوعوية وتربوية يأخذ الطفل من الفعالية أهمية التعاون والصداقة وكيفية المحافظة على الصداقة والأخوة.
الممثلة كاميليا بطرس من نقابة الفنانين بحماة قالت إن فعاليات مهرجان مسرح الطفل تهدف إلى تقديم نشاطات ترفيهية وتثقيفية للأطفال، وأنها فرصة للترفيه والتسلية واكتساب مهارات تربوية وتعليمية تساهم في بناء شخصية الطفل، ومسرح الطفل هو امتداد للمسرح العام وظاهرة متميزة وحضارية تسجل إيجابياً لوزارة الثقافة بالإضافة لمديرية المسارح على هذه الفعاليات الجميلة حتى يكون الأطفال في فترة العطلة الانتصافية معتادين على خشبة المسرح وحضور عروض مسرحية لما لها من فائدة وعبر ودروس وتسلية للأهل وللأطفال.