تنظيم النشاطات الرياضية بين الحكمة والخبرة وسوء الإدارة
ناصر النجار
دخلت بطولة الأمم الإفريقية دورها الثاني بعد أن تابعنا الدور الأول بكل فصوله التي تنوعت بين الجيد والسيئ، وحسب مراقبين فإن هذه البطولة كانت الأسوأ من حيث التحضير والتنظيم وجودة الملاعب، حتى إن بعض الفرق فاجأت الجميع بعروضها غير المرضية وغير المتوقعة كعروض المنتخبات العربية وخصوصاً الجزائر التي خرجت من الدور الأول.
ولم يكن حضور لاعبي الكرة العالمية في البطولة لافتاً للنظر فخيبوا آمال المتابعين بعروض لم تعكس مستواهم الحقيقي الذي نتابعه في الدوريات العالمية وفي ذلك أسباب عديدة لسنا بصدد ذكرها في هذه العجالة.
لكن الذي نود ذكره أن البطولة القارية هذه لم تعطل النشاطات المحلية في الدول المعنية التي تشارك بها ولم تعطل الدوريات العالمية لغياب كبار اللاعبين عن فرقهم في هذه البطولة، فليفربول (مثلاً) لم يعتذر عن متابعة الدوري والكأس في إنكلترا لغياب أفضل لاعبيه مع مصر محمد صلاح، ومثل ذلك بقية الفرق في إنكلترا وفرنسا وألمانيا واسبانيا، حيث يشكل اللاعبون الأفارقة في هذه الدوريات نسب حضور عالية.
الثابت والمتعارف عليه في كل دول العالم أنه لا يصح تأجيل المسابقات الرسمية من أجل لاعب أو لاعبين إلا في حالات الضرورة القصوى، وكما نعلم فإنه في مثل جائحة كورونا لم يتم تأجيل الكثير من المباريات إلا إذا كانت الإصابات جماعية، وإصابة لاعب أو اثنين لا يعني بالضرورة تأجيل المباراة أو الدوري وهذا حدث بالفعل بأندية كبيرة لم يتم تأجيل مبارياتها كليفربول مثلاً.
اللجنة المؤقتة في اتحاد كرة القدم وقبلها اتحاد الكرة المستقيل كانا خارج هذه القوانين وخرجا عن المألوف في طريقة إدارة النشاطات الكروية بكل تفاصيلها حتى صارت هذه المسابقات لا قيمة لها ولا أحد يتعامل معها باحترام، بل إن البعض بات يتطاول على القرارات وينفذ ما يريد دون أي حرج، والأكثر من ذلك فقد شعرنا أن اللجنة المؤقتة عبارة عن موظفين يعملون تحت إمرة الأندية لدرجة أنها فقدت كل قيمة وقدسية واحترام والشواهد على ذلك كثيرة.
فنادي الفتوة يختار ملعب المحافظة، ثم يغير رأيه فيعود إلى ملعب تشرين، وفي كل الحالات اتحاد الكرة ليس رأي، وهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلاً لأن اختيار الملعب يتم قبل بداية الموسم وليس أثناءه، وهذا الأمر حدث مع الوحدة أيضاً.
اتحاد الكرة بناء على طلب نادي الوحدة استبدل عقوبة إقامة مباراة الوحدة مع النواعير بلا جمهور بعقوبة مالية، لكن الوحدة رفض العقوبة المالية فعادت اللجنة المؤقتة إلى قرارها الأول دون أي اعتبار لهيبة القرارات الصادرة.
وأخطأت اللجنة المؤقتة بإقرارها لدوري الناشئين دون أي استعداد وتحضير فاعترضت الأندية، وأخطأت أكثر عندما تراجعت عن رأيها وقرارها ورضخت للأندية.
والطامة الكبرى توقيف الدوري من أجل عدد من اللاعبين، وكما نعلم فإن فريق كرة القدم عبارة عن عشرين لاعباً أو أكثر فهل نؤجل الدوري من أجل لاعب واحد غادر فريقه؟ وها هي أندية تشرين والوحدة والوثبة والكرامة غادرها عدد من اللاعبين أثناء الدوري محترفين إلى الخارج وتابعت الفرق سيرها كما لو أن شيئاً لم يكن، وإذا أضفنا إلى ذلك إصابات اللاعبين ومرضهم وتعرضهم للبطاقات فإن الغياب وارد في عالم كرة القدم، فكيف تضحي الأندية بغياب لاعبيها لسوء السلوك ولا تضحي كرمى غيابهم مع المنتخب الوطني؟.
القضية في الموضوع أن كرتنا فقدت الهيبة ومن يديرها لا يتمتع بالخبرة والكفاءة، وهذا كله جعل مسابقاتنا ضعيفة ومهمشة وعديمة الفاعلية وغير مقدسة ومن الطبيعي أن يتلاعب بها أصحاب المصالح ما دامت تفتقد الشخصية القوية والحنكة في العمل.