خطرها في تزايد.. استمرار الأبحاث والدراسات لمكافحة زهرة النيل
دمشق – بشار محي الدين المحمد
اعتبرت الباحثة في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتورة رهام زحلان في تصريح خاص لـ “البعث” أن انتشار النباتات الغازية كزهرة النيل، وقصب الزل أو النهر من المخاطر المهددة للموارد المائية في سورية سواء من حيث الكمية والتوفر نظراً لأنها مستنزفة للماء بشكل كبير جداً، أو من حيث النوعية إذ أثبتت الأبحاث أن لتلك النباتات القدرة على تغير الصفات النوعية لمياه المصادر المائية التي تغزوها، وهذا بدوره سيخل بالتنوع الحيوي، إضافة لتأثيرها على القطاع الزراعي في مناطق انتشارها.
وبينت زحلان أنه وحتى تاريخه ما زال الحل المتبع للحد من انتشار تلك النباتات يقتصر على التعزيل الميكانيكي عبر الجرافات ذات أذرع طويلة والآلات للمجاري المائية، والمصارف التي تعاني من انتشار هذه النباتات بكثافات عالية، وتكون عملية التعزيل أسهل في حالة زهرة النيل مقارنة مع نبات قصب النهر الذي قد تتعمق جذوره إلى ما يقارب ٣ أمتار تحت سطح التربة، ويصعب تطبيق هذه العملية كلما ازداد عرض المجرى المائي ومع ارتفاع الكثافة النباتية، وتقوم وزارة الموارد المائية بتكرار هذه العملية نظراً للتكاثر السريع، والعودة المتكررة لهذه النباتات، وهذا ما يدفعنا_والكلام للدكتورة_ للبحث عن حل رديف للحل المتبع يضمن ارتفاع كفاءة عملية المكافحة، كما تعمل وزارة الزراعة على تنفيذ المكافحة الحيوية لزهرة النيل باستخدام العدو الحيوي خاصة في بحيرة سد محردة، وإطلاق عدد آخر من العدو الحيوي في مناطق أخرى تعاني من انتشار زهرة النيل.
وحول آخر ما توصلت إليه الجهود المبذولة لدراسة هذه الظاهرة والقضاء عليها، بين زحلان أنه عقدت مؤخراً ورشة عمل دعت إليها منظمة الأغذية والزراعة الفاو، بحضور خبراء من جميع الجهات المعنية من وزارة الموارد المائية، والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، ووزارة الإدارة المحلية والبيئة، وجامعة البعث، حيث بحث المجتمعون السبل التي يمكن اتباعها وتطبيقها مستقبلاً للقضاء على هذه النباتات بما يضمن التخلص منها بشكل نهائي، كما تمت مناقشة عدة طرق ممكنة للتحكم بنمو هذه النباتات، وخاصة بعد أن شكل الانتشار الكثيف لهذه النباتات عائقاً أمام قيام المزارعين بتنفيذ عمليات الري، والاستفادة من مخلفات النباتية الحية لنواتج التعزيل بطريقة فعالة وآمنة بيئياً كتحويلها إلى سماد الكومبوست، أو فيرمي كومبوست، أو إلى شكل من أشكال الوقود الحيوي، وذلك بناء على خصائص المناطق الموبوءة، وأولويات المكافحة بحسب الضرر الحاصل وكثافة الانتشار، كما تم عرض نتائج الدراسة التي أجريت في عدة مناطق من حوض نهر العاصي في محافظتي حمص وحماه لرصد انتشار قصب الزل وزهرة النيل، واستعراض منهجية الدراسة العلمية الجارية حالياً، والتي بدأت منذ شهر آذار من العام الماضي، ونتائج التحاليل التي أجريت للنبات والتربة والمياه ونتائج الدراسات الحقلية، حيث تأتي هذه الدراسة في إطار إجراء عدة دراسات بحثية حول أثر الأزمة على البيئة ضمن برنامج التعاون بين وزارة الإدارة المحلية والبيئة ومنظمة الفاو بهدف تحسين الواقع البيئي بعد سنوات الأزمة، وذلك تطبيقاً لتوصيات المؤتمر البيئي الخامس.