مجلة البعث الأسبوعية

مجاورات الأدب، مفهوم جديد لمادة قرأناها جيداً

البعث الأسبوعية-جمان بركات

مصطلح جديد يطالعنا به كتاب صادر مؤخراً عن الهيئة العامة للكتاب في سورية يحمل عنواناً لافتاً هو “مدخل إلى مجاورات الأدب”. ما هي مجاورات الأدب؟ وما هي مادتها؟ ما درجة صلتها بالأدب؟ هل هي أدب الدرجة الثانية، أم ماذا؟ فما نعرفه عن الأدب لا يتحدث عن مجاورات له، ولم يسبق أن قرأنا عن مثل هذا المصطلح الغريب باللغة العربية.

لكن قراءة الكتاب الذي كتبه بالفرنسية دانيال كوينياس، الأستاذ بجامعة نانت الفرنسية، ونقله إلى العربية وائل بركات، الأستاذ بجامعة دمشق، يجيب على هذه الأسئلة ويوضح هذا المصطلح المتداول والمعروف باللغات الأوروبية، لكنه مجهول الدلالة لدينا، فهو لم يترجم إلى العربية رغم أن مادته معروفة جداً لدى القارئ العربي سواء عن طريق الترجمة –وهي الأغلب- أو بالتأليف.

ولشرح مفهومه وتبيان دلالاته، يورد المترجم في الأسطر الأولى من مقدمته الآتي: “ربما لم يكن يخطر في بال القارئ العربي أن روايات أرسين لوبين وألكسندر دوماس وأجاثا كريستي وغيرهم، وأن حكايات المغامرات والألغاز والروايات البوليسية والعاطفية والقصص المصورة والمسلسلة وما شابهها التي طالعها وانهمك بإنجاز قراءتها بالسرعة القصوى أيام المدرسة -وربما بعدها أيضاً- لا تدخل في نطاق الأدب الرسمي المعترف به. ولم يكن يفكر أصلاً حينئذٍ في تصنيفها تحت عنوان محدد. وربما لم يخطر في بال الكثيرين إلى الآن سؤال: هل تدخل هذه الأعمال ونظيراتها في نطاق الأدب أم إنها تبقى خارج حدوده؟ هل تصنف هذه الرواية تحت الرواية الفنية ذات الشروط الأدبية أم إنها لا ترقى إلى مستواها؟”

لكن الأمر لا يقتصر على تلك الروايات البوليسية ومغامرات الأبطال والعشاق والفرسان، وإنما يتجاوزه إلى حدود ربما لم نفكر من قبل في تصنيفها. فعلى سبيل المثال أين نصنف روايات الخيال العلمي، أو أعمال الرعب والفنتازيا وغامرات الويستيرن (رعاة البقر في الغرب الأمريكي)؟ وبتوسيع الدائرة يمكننا أن نتساءل أيضاً: أين نصنف الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال؟ هل تعدّ ضمن الأدب أم خارجه؟ وكذلك الأمر في السيناريوهات التي تكتب للمسلسلات والأفلام، وهل الأعمال الغنائية الخاصة بالأوبريت داخلة في حيز الأدب أم أنها خارجه؟ وقبل الإجابة لابد من التوقف عند فكرة مهمة هي: هل يجوز إدخال تلك الأعمال كلها في دائرة الأدب الرسمي أم يجب إخراجها نهائياً منها؟ وإذا كانت خارجه أين تصنّف؟ ثم لو حشرت في دائرته هل يمكن أن تقارن الأعمال الأدبية ولاسيما الخالدة منها مثل أعمال شكسبير وسرفانتس وبلزاك وغوته وديستيوفسكي وتولستوي وغيرها الكثير بالروايات البوليسية أو العاطفية أو الغنائيات البسيطة أو القصص المصورة المسلسلة أو السيناريوهات؟ الجواب عن كل هذه التساؤلات قدمه النقد الغربي حين صنف تلك الأعمال المتداخلة بصورة أو بأخرى مع الأعمال الأدبية الحاصلة على وثيقة انتماء إلى الأدب الرسمي، لكنها لا تخرج من دائرة الأعمال الفنية الممتعة والمسلية تحت عنوان خاص بها يميزها ويدل عليها وأراد التعبير من خلاله عن هذا التداخل الأكيد بينهما، وخصص لها مصطلحاً سماه:paralittérature وترجمته الحرفية تعني “ما هو قريب من الأدب أو مجاور له، ما هو تحت الأدب أو يدنو منه، ما هو في محيطه أو شبيه به، فكيف نجد مصطلحاً يعبر عنه؟”. جرب المترجم -كما يقول- إيجاد مرادف مناسب باللغة العربية، يعبّر عن المضمون بوضوح قدر المستطاع، ويعنون تلك الأعمال المسلية والممتعة التي نعرفها في العربية لكننا ربما من دون وعي نخلطها مع الأعمال الأدبية، يقول: “الحقيقة حاولت كثيراً إيجاد مرادف معبِّر، وتجوَّلت المحاولة بين مفردات كثيرة من مثل: موازيات الأدب، ومواكبات الأدب، وشبيهات الأدب، ونظيرات الأدب، وأدب القوالب الجاهزة، وأدب التسلية والترفيه، والأدب الجماهيري، والأدب الشعبي، والأدب السطحي، والأدب السهل، والأدب الاستهلاكي، والأدب الهامشي، وغيرها كثير. وقد آثرت –ولا أجزم أن خياري هو الأصح- مصطلح مجاورات الأدب لظني أنه الأقرب للتعبير عما قرأت في هذا الكتاب وحول هذا الموضوع، فقد وجدت لكل من المصطلحات المقترحة عيباً يمنعني من اعتماده: فالموازي قد يعني على قدم المساواة، وهذا غير مقصود، وبين الشبيه والنظير وبين المجاور يعبّر الأخير بدقة أوضح وفق ما بيّنت لاحقاً، وفي القوالب والترفيه والسطحي والسهل قصور في مناح عدة يحول دون استخدامها، فقد ينطبق على الرواية ولا ينطبق على غيرها من صنوف المجاورات، ويختلط الجماهيري والشعبي بمفهوم سابق مختلف الدلالة له علاقة بأدب طبقة البروليتاريا، ويشي الهامشي بتصنيف قيمة ليس مستهدفاً.” وبذلك يمكن لهذا المصطلح أن يكون وافداً جديداً على الثقافة العربية وعلى الأدب العربي على وجه التحديد.

من الأمور التي تميز مجاورات الأدب من الأدب الرسمي ما يمكن أن نطلق عليه اعتماده فكرة واحدة أو موضوعاً متماثلاً نجده في كثير من الروايات. فالقالب موجود مسبقاً، والتنوع في الأحداث مع المحافظة على المخطط العام هو المهمة الرئيسية لعمل المؤلف. قد نجد أحياناً أن عملاً واحداً يمتد على سلسلة من الأجزاء تدور كلها حول موضوع واحد يحمل شخصية رئيسية هي شخصية البطل ترافقها شخصيات مساعدة، وتتعدد اللوحات والمشاهد التي تشكل بمجموعها الموضوع المكرور نفسه بأحداث مختلفة وإن تشابهت في محتوياتها. فأرسين لوبين مثلاً تتعدد حكاياته وتختلف أحداثها لكن فكرتها تبقى متشابهة، وكذلك أعمال آجاثا كريستي وغيرهما من المؤلفين الذين لا ترقى أعمالهم إلى مستوى يؤهلها للانضمام إلى الأدب الرسمي تماماً. ويستخلص المترجم في مقدمته بعضاً من التباينات بين الأدب الرسمي ومجاورات الأدب فيراها: “في عدة أمور منها أحادية الفكرة أو الموضوع المهيمن على العمل، وقد يمتد إلى السلسلة أو المجموعة، والشكل شبه الموحد ضمن النوع الواحد، والتزامها الطابع التجاري التسويقي، وهذه نقطة بالغة الأهمية في تعريفها، إلخ.. وستتضح هذه الأمور في صفحات هذا الكتاب الذي يحاول التعريف بالسمات الشكلية والمضمونية لمجاورات الأدب التي توضح افتراقها عن الأدب، لكنه افتراق لا يرقى إلى مرتبة الفصل التام لوجود تداخلات بين الطرفين: الأدب ومجاور الأدب. وإذا كان الأول يفخر بقيمته التي أنجزها منذ القدم، ويعتزّ باعتراف رسمي ناله من الطبقة المثقفة، فإن رديفه دأب ردحاً طويلاً من الزمن يبحث عن اعتراف به معززاً سعيه بجمهور عريض من القراء في الطبقات الاجتماعية الشعبية”.

تاريخ هذه الأعمال ليس العصر الحاضر، بل هو ممتد إلى الأزمان القديمة حين بدأ الإنسان يروي حكايات متخيلة لأبطال مصطنعين، ويتناقلها شفاهاً من جيل إلى آخر، أو يرسم في مخيلته صورة بطولية لشخصية تاريخية فيؤسطرها ويضفي عليها مع كل جيل جديد من خيالاته الكثير، كما تختلف الرواية ذاتها بين موقع جغرافي وآخر، فتخرج تلك الحكايات المروية وكأنها مغامرات فعلية لأبطال واجهوا الشر وأصحابَه وانتصروا عليهما. في الأعمال الغربية يمتد هذا التاريخ إلى التراث الغوتي حيث توجد أعمال الإثارة والرعب والمواجهة والمغامرات التي قد تعرض البطل لمواقف صعبة، ويتحمل جراءها الكثير من الآلام والمتاعب التي لا تثنيه عن متابعة مهمته التي نذر نفسه من أجلها، ثم انتقلت ظاهرة الأبطال الشعبيين هذه إلى التدوين تحت عنوان الروايات البوليسية، وكانت انطلاقتها الأولى عام 1836حين نُشِرت إحداها مسلسلة على صفحات إحدى الجرائد، لتتوالى الحلقات يومياً أو أسبوعياً حسب مواعيد صدور الجريدة أو الدورية، وكان القراء ينتظرونها بشغف لمتابعة الأحداث التي توقفت في نهاية الحلقة السابقة، مثلما هو الحال اليوم مع متابعة المسلسلات التلفزيونية. حظيت هذه الظاهرة الجديدة بإعجاب واسع من متابعي الجرائد والمجلات، وبرواج تسويقي أسهم في انتشار الدورية وزيادة أرباحها المادية، مما شجع كتاباً كثيرين على الخوض في هذه المغامرة المشوّقة، فظهرت أسماء جديدة، وبرع كتاب في إطلاق العنان لخيالاتهم التي جذبت القراء إليهم من خلال الإثارة البطولية أو الحماسية أو العاطفية (على مستوى المضمون)، ومن خلال الاهتمام أيضاً بحبكات مغرية بالمتابعة لمعرفة الأحداث الجديدة (على مستوى الشكل).

في محاولة لحصر أكبر عدد ممكن من الأعمال أو الأشكال التي يضمها عنوان المجاور الأدبي، يورد الكتاب تصنيفاً لأنواع الرواية، بوصفها الجنس الأغلب في هذه الأعمال، التي تندرج تحته: “وعلى العموم يمكننا –إذا خصصنا الحديث للرواية لأنها الصنف الغالب- حصر مجموعة من التصنيفات كالآتي:

  • المجازفة (رواية بوليسية، ورواية الخيال العلمي واليوتوبيا).
  • المغامرة (رواية تجسس ومغامرات، ورواية الغرب الأمريكي).
  • الميول النفسية (رواية عاطفية، رواية وردية، رواية مثيرة، رواية إباحية).
  • الأيقونية (رواية مصورة، قصص الرسوم المتحركة، الرواية المرسومة).
  • الوثائقية (رواية تاريخية، ورواية أحداث، ورواية ريفية رعوية، ورواية جريمة حقيقية).”

قد يكون من أهم ما يجمع بين هذه الأشكال من الأعمال هو الغاية الترفيهية، ولذلك فهي تعتمد الخيال الجامح المعفى من أية قيود، المرصع بالغرائب والأعاجيب والأساطير والمبالغات التي تنقل المتلقي إلى عالم بعيد عن الواقع ومعطياته الحقيقية، وهي في هذا الوجه تذكر بالحكاية الشعبية التي تروى في السهرات والأماسي لتسلية المستمعين بأحداث غير منطقية وخارقة في كثير من الأحيان، بينما تهتم الرواية الفنية بالمنحى الواقعي المعقول، رغم وجود بعض المبالغات التخييلية، وتعتمد رؤية للعالم عامة على مستوى المجتمع وأيضاً على مستوى الفرد، كما أنها تتجاوز الخطط السردية الثابتة وتبحث في كل مرة عن خطة سردية مختلفة وعن حبكة جديدة، فهي لا يمكن أن تقع في نمطية القوالب الجاهزة التي تدل على الجمود وغياب الإبداع، لكن رواية مجاورات الأدب تفعل ذلك أو جوانب منه، فهي “تلجأ إلى أنماط من القول ذائعة الصيت وإلى قوالب في التخطيط والبناء شبه ثابتة. إنها على العموم محصورة ببرنامج أحادي الصيغة ضيقها، وبغياب للأشكال الحديثة التي تلون بنيتها”.

يمكننا أن نورد بإيجاز بعض السمات التي تلازم عملاً من المجاور الأدبي من مثل أن مؤلفه يجمع بين التاريخ والسرد محاولاً أن يوحي بالإيهام المرجعي (أي الإحالة على الواقع) وهو في الحقيقة بعيد عن الواقع، ولا يحاكي منه إلا بعض الجزئيات، وكذلك سمة هيمنة فكرة ما لتصبح المحور والغاية الثابتة في أي عمل وأي سلسلة (اللصوصية، التحقيق، الجريمة الغامضة، السر الدفين، العلاقة الغرامية، الجاسوسية.. إلخ)، بل تصبح المعيار الأساسي الذي يحكمها ويتكرر في كل جديد، و”يدخل في صميم عقد القراءة المبرم بين المؤلف والناشر من جهة وبين القارئ من جهة ثانية، إذ من الطبيعي أن يكون أفق انتظار قارئ لأعمال أرسين لوبين موجهاً صوب الأفعال التي تقوم بها هذه الشخصية في كل جديد لها”. ومن السمات الأخرى لعمل المجاور الأدبي تلك التكرارات المملة في كثير من الأحيان، والإطالات والزيادات التي تهدف إلى مزيد من إثارة القارئ لكنها قد توقعه في شيء من الملل إذا لم يحسن المؤلف إدارتها، فهناك قصص قصيرة الأحداث تمتد لتصبح سرداً طويلاً باعتماد التكرار والتفتيق والإضافة، أو بزيادة عدد الشخصيات الثانوية وشحنها بأحداث ليست وثيقة الصلة بالقصة الأم رغم أنها تشغل مساحة نصية واسعة تطيل الرواية دون مبرر فني، ودون أن يكون لها التأثير الفعلي في دفع سيرورة الأحداث، “وربما من نافل القول هنا لفت الانتباه إلى أن هذه الاستزادة تكون عادة على حساب الوصف الذي لا يجد لنفسه موقعاً يذكر في هذه المساحة، كما يغيب الراوي بصورة شبه كلية، ويتقلص الحوار إلى أدنى درجاته”، وبذلك تبتعد عن الأسس الفنية للرواية الأدبية.

وإذا تركنا هذه السمات الخاصة بمجاورات الأدب التي يمكن للقارئ أن يتفحصها حين قراءة الكتاب، فإننا سنشير إلى صعوبات الترجمة التي أوردها المترجم في مقدمته، والتي عمل بجهد واضح على تذليلها لتصل المعلومة إلى المتلقي العربي بأوضح ما يمكن، وهذه الصعوبات متعددة الأوجه، مثلما يذكر: “في عملية الترجمة هناك مشكلة جوهرية تواجه المترجمين هي إيجاد مصطلحات بالعربية في علوم ومخترعات ومجالات شتى لمنتج الآخر الثقافي والفكري والعلمي والتقني والحضاري، وإذا خصصنا الكتاب الذي بين أيدينا بالحديث فسنجد أننا أمام مصطلحات كثيرة صعبة النقل إلا بالشرح، وأننا نستشهد بأعمال قد لا تكون مترجمة إلى العربية، وأننا مع عمل صعب بالأساس يحتاج إلى شروحات لفهم بعض عباراته، لذلك تممت بعضها في المتن، وشرحت غيرها في الهامش لتكون واضحة لدى القارئ العربي”، وهذا جهد مهم أخرج الكتاب من تعقيدات نراها في الأعمال المترجمة تصل أحياناً حد الإبهام، ولابد من القول هنا بأن قراءة الكتاب قلما تعطي الانطباع بأنه مترجم، بل يأتي الإحساس بأنه مؤلَّف بلغة واضحة وأفكاره تصلك دون عناء.

أحب أن أشير هنا أيضاً إلى أن مقدمة المترجم كانت مساعدة جداً في فهم مضمون الكتاب، واشتملت على خلاصة شارحة لأهم الأفكار الجديدة التي يحفل بها، فزادت من قدرة القارىء العربي على فهم هذه المصطلح الجديد واستيعابه، ولاسيما أن الكتاب -إضافة لما يقدمه من تعريف بمجاورات الأدب- فإنه يعتمد الدرس النقدي في تفحصها، لذلك نراه يتكئ على بارت وجينيت وهامون وغيرهم من أساطين النقد المعاصر ليدرس نصوصه المختارة في الكتاب. وربما نظرة على فهرس الكتاب توحي بهذه الرؤية النقدية التي يتمتع بها، فهو مكون من ستة فصول وخاتمة: يتحدث الأول عن الهوية النصية محاولاً فيه تحديد المفهوم وتوصيفه من خلال المجموعات والعنوانات والأغلفة والمرافقات النصية وغيرها، لينتقل في الثاني إلى أشكال استقبال هذه النوع، ثم يفرد مساحة جيدة لمناقشة الإيهام المرجعي الذي يدعيه المجاور الأدبي ويفند المؤلف ذلك برصده لمصداقية المرجعية من عدمها والشفافية وطريقة القول والأشكال والتنميط ودور الحوارات والعلاقة الفعلية مع الواقع، وفي الرابع يتحدث عن الدلالة، فكل إشارة تدل والدلالة لا تغيب، وعن النظام الدلالي الخاص بمجاورات الأدب، أما الخامس فيناقش السردية الطاغية وتضخيم رواية المجاور الأدبي بزيادة العمليات السردية وتكرارها وإطالتها، وتقلبات الحكاية وغيرها؛ ويصل بالسادس إلى الحديث عن الشخصيات في هذه الأعمال وتصنيفها وتمثلها الحقيقي.

كتاب مهم، يُسجَّل له أنه –بحدود ما نعرف- أول من تحدث عن هذا النوع من الأعمال المتأرجحة بين الأدب وبين مجاوره.