صحيفة البعثمحليات

غرقنا بشبر ماء!

غسان فطوم
مع نهاية هذا اليوم يصبح عمر قرار “الدعم” الحكومي 72 ساعة، كانت حافلة بكل “تكاتها” باستياء الكثيرين ممن استُبعدوا من الدعم الموعود، سواء من لم تنطبق عليه الشروط، أو على خلفية أخطاء ساذجة في بيانات ومعلومات أشخاص يستحقون الدعم لكن تمّ “لفظهم”. والمفارقة أن تلك الأخطاء حدثت في وقت يتحدث فيه المعنيون بحماس عن الحكومة الإلكترونية، والسؤال: كيف يستوي ذلك ونحن “غرقنا بشبر ماء” على قول المثل؟ حيث لم نحسن التصرف في أمور معلوماتية بديهية من المفروض أن تكون في متناول فريق الحكومة الاقتصادي الذي ظهر قليل الحيلة في التعامل مع تكنولوجيا المعلومات، فكيف عندما يتصدّى لقضايا كبرى؟!

الظاهر أنه غاب عن ذهن هذا الفريق “المدعوم” أن صنع القرار الإستراتيجي يحتاج إلى معلومات دقيقة وصحيحة ومؤكدة، قائمة على مسح لكافة الظروف الداخلية والخارجية، لا “خبط عشواء”، والسؤال هنا: ماذا كان يفعل ذلك الفريق خلال الفترة الماضية التي سبقت صدور قرار الدعم؟ يبدو أننا بحاجة لمزيد من الدروس والدورات التدريبية لننجح في صنع القرارات التي تؤدي إلى نسج علاقة شفافة مع المواطن قوامها الدقة والسرعة والجودة في الأداء، وإذا سلمنا أن الخطأ وارد حدوثه في أي عمل، ولكن من غير المقبول أن تكون الهفوات كارثية، ما يدلّ على أن قرار الدعم اتُخذ على عجل دون دراسة دقيقة اتضح أنه ينقصها الكثير من المعلومات والمعطيات عن كل فرد!. فكيف لشخص أن يُستبعد من الدعم بداعي أنه خارج القطر وهو لم يغادره، وكيف لآخر أن يُحرم من الدعم بحجة أنه صاحب سجل تجاري وهو لا يملك بيتاً؟ وغير ذلك من “النهفات” الناتجة عن الخطأ في البيانات!!.

وعليه، “كان بالإمكان أفضل مما كان”، عبارة كانت هي القاسم المشترك لردود أفعال البيت السوري على قرار الدعم، سواء لجهة الشروط والمعايير التي ظلمت شريحة كبيرة، أو لجهة الأخطاء التي حصلت.
بالمختصر.. بتنا بأمسّ الحاجة “لهيئة مستقلة لدعم القرار”، قوامها التخطيط السليم والتقييم من خلال خبراء وقيادات إدارية كفوءة لديها دراية كاملة بآلية صنع القرار ومعطيات دقيقة بهدف ضمان نجاحه وفق الإمكانات المتوفرة لا المتوقعة، كما يفعل المنجمون الذين يدغدغون أحلامنا لساعات!!.
gassanazf@gmail.com