عبد اللهيان: على الغرب اتخاذ قرار جاد بإلغاء الحظر على إيران
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أنه يجب على الغرب اتخاذ قرار جاد ومؤثر في مجال إلغاء الحظر المفروض على إيران، وإثبات ابتعاده الحقيقي عن السياسات الفاشلة للحكومة الأمريكية السابقة، مبيناً أن هذا الأمر سيكون ممكناً مع إلغاء كل إجراءات الحظر المناقضة للاتفاق النووي واتخاذ خطوة جادة في مجال تقديم الضمانات.
وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني وانغ يي، ووجّه عبد اللهيان الشكر والتقدير للحكومة الصينية لمواقفها الداعمة لإيران في مفاوضات فيينا، وشرح سياسات إيران، مؤكداً ضرورة أن تتحلى الأطراف الغربية برؤية واقعية.
من جهته، أشار وزير خارجية الصين إلى أن خروج أميركا من الاتفاق النووي أدى إلى إلحاق أضرار وتجاوز على حقوق إيران المشروعة، مؤكداً إلى أن التعاون والتشاور خلال مفاوضات فيينا وتقديم مطالب منطقية ومقترحات تعديلية من الجانب الإيراني يحظى بدعم الصين.
كما بحث عبد اللهيان مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي، مفاوضات إعادة الاتفاق حول برنامج إيران النووي وإحياء الصفقة بأسرع وقت، وفق بيان الخارجية الروسية الذي أكد أن لافروف وعبد اللهيان ناقشا تطورات الأوضاع حول خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي، في سياق المفاوضات المستمرة في فيينا بشأن إعادة عملية التطبيق الكامل للصفقة النووية، وأشارت الوزارة إلى أن الجانبين دعوا إلى إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في أسرع وقت ممكن، وبشكلها الأصلي المتوازن الذي تمت المصادقة عليه من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
من جانبه، نقل عضو مجلس الشورى الإيراني علي رضا بيغي اليوم، عن عبد اللهيان قوله، نجري المفاوضات النووية ضمن الأطر المحددة التي تراعي التزامنا بالخطوط الحمراء ونسعى للوصول إلى اتفاق ناجح ومشرّف، وأضاف عبد اللهيان، أنّه بغض النظر عما إذا كان الاتفاق النووي جيد أم لا، فإننا نجري مفاوضاتنا في إطاره والآن بعد أن أوفينا بالتزاماتنا في الاتفاق النووي نسعى لتحقيق مصالحنا منه عبر السعي لرفع العقوبات، كما أشار عبد اللهيان بحسب بيغي، إلى أنّ الأطراف الأخرى في المحادثات تحاول إخضاع إيران، والأوروبيين يقولون لإيران إنّ مشكلة رفع العقوبات هي مشكلتكم مع أمريكا اذهبوا وحلوا هذه المشكلة معها.
وفي السياق ذاته کتب الادميرال علي شمخاني رئيس مجلس الأمن القومي في تغریدة على تويتر اليوم: سعت الإدارة الأمريكية الحالية حتى الآن من خلال مواصلتها سياسة الضغوط القصوى الترامبية الى تحقيق الأهداف التي فشلت في تحقيقها تلك الادارة عبر التنمر، وذلك عن طريق تقديم وعود خاوية وغير مدعومة، وأضاف طريق المفاوضات لن يكون سالكا بدون أن تحرر واشنطن نفسها من أوهامها الراهنة.
في سياق اخر، أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي، أن بلاده تشهد تطوراً مضطرداً رغماً عن إرادة الاعداء وهي مستمرة في تقدمها وأقوى من السابق، وقال الخامنئي خلال استقباله اليوم حشداً من قادة وكوادر القوة الجوية والدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني، إن أميركا اليوم تتلقى الضربة من حيث لم تحتسب ذلك أبداً، لافتاً إلى أن الرئيسين الأميركيين السابق والحالي عملاً وما زالا يعملان معاً للإطاحة بالبقية الباقية من سمعة أميركا، ورأى الخامنئي أن الأعداء لا يمتلكون الحنكة في القرارات السياسية ويرتكبون أخطاء فادحة مبيناً أن إيران تكثف جهودها للتصدي لتحركاتهم.
وفي الشأن الانساني، اعتبر سفير ومندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم لدى منظمة الامم المتحدة مجيد تخت روانجي، الحظر الاحادي على الشعب الايراني خاصة حظر الدواء والسلع الانسانية عملاً اجرامياً يعادل ارتكاب جريمة ضد الانسانية، وأكد تخت روانجي في كلمته الاثنين، خلال اجتماع للمنظمة الدولية، ان الدول الفارضة لهذا الحظر لا ينبغي ان تبقى بلا عقاب لارتكابها مثل هذه الجرائم الشنيعة، مضيفاً ان الاعمال القسرية الاحادية سواء كانت في اطار اجراءات حظر احادية او مقيدة تستهدف اناساً مدنيين كجزء من سياسة واسعة او ممنهجة وتؤدي الى خلق المزيد من الالام والمعاناة لهم، تعد خرقاً صارخاً للقوانين الدولية ومن ضمنها حقوق الانسان والقوانين الانسانية الدولية.
واكد تخت روانجي ان فرض إجراءات الحظر من قبل مجلس الأمن، المساوي لـ العقاب الجماعي والمؤدي الى نشر الموت والمعاناة الواسعة في صفوف الناس الابرياء، يعد خرقاً للميثاق ويتجاوز صلاحيات المجلس، وتابع السفير الايراني: ما يدعو للأسف ان صلاحيات مجلس الأمن يساء استغلالها مراراً من قبل بعض الدول الساعية وراء اغراض ومصالح سياسية غير مشروعة، خاصة ضد الدول النامية، حيث تجعل الحظر اداتها المفضلة لفرض الضغوط القصوى على هذه الدول.