هل يطفئ تعيين المعتوق مدرباً للمنتخب نار خلافات اللجنة المؤقتة؟
ناصر النجار
أخيراً خرج الدخان الأبيض من قبة الفيحاء ليعلن عن تعيين غسان معتوق كمدرب لمنتخبنا الوطني بكرة القدم حتى نهاية الشهر المقبل، ويقوده في مباراتي لبنان والعراق، وهما المباراتان الأخيرتان في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال.
القرار لم ينظر لمصلحة المنتخب بالدرجة الأولى بقدر ما كان المقصود رأب الصراع بين أعضاء اللجنة المؤقتة، ومن خلفهم من المتنفذين الذين اجتهدوا لتمرير بعض المدربين من أصحابهم، لتستمر مصالحهم الشخصية قائمة في المنتخب حتى الرمق الأخير، حيث استمر اجتماع اللجنة المؤقتة ليومين متتاليين حتى تم الاتفاق على المدرب، وتم ترشيح عدة أسماء أبرزهم: فجر إبراهيم، وأيمن الحكيم، وحسام السيد، وطارق الجبان، وأحمد الشعار، وكل مدرب كان هناك من يدعم ترشيحه من الخارج، ليحتدم الصراع وينتهي بانتصار رئيس اللجنة المؤقتة الذي دعم المدرب المساعد لتيتا ليكون المدرب الرئيسي.
اختيار المعتوق جاء لكونه الأكثر قرباً من المنتخب، وقد عاصر أغلب اللاعبين الذين انضموا للمنتخب في المعسكرات والمباريات، ولديه فكرة واضحة عن منتخبي لبنان والعراق، ومن جهة أخرى فإنه بهذا الاختيار سد كل الطرق على المدربين المرشّحين الآخرين الذين قد يبدؤون الطريق مع المنتخب من الصفر، فضلاً عن إيقاف أية نافذة تدخل من الخارج.
الاتفاق مع المدرب الجديد يأتي لمباراتين فقط، وفي ذلك حرص من اللجنة على تسليم اتحاد كرة القدم الجديد المنتخب الوطني “خالي العلام”، ليبدأ رحلة البحث عن مدرب جديد للاستحقاقات القادمة وفق منظوره وتصوراته، لكن العالمين ببواطن الأمور اعتبروا أن مثل هذا القرار يعني أن اللجنة المؤقتة رفعت الراية البيضاء ولم يعد يهمها أمر المنتخب لا من قريب ولا من بعيد، معتبرة بذلك أن مباراتي المنتخب مع لبنان والعراق تحصيل حاصل، وهذا خطأ جسيم، رغم أن منتخبنا صار خارج كل الحسابات، ولم يعد له حتى بصيص أمل بالمنافسة، إلا أن الظهور الجيد قد يحفظ ماء الوجه، والفوز على لبنان والعراق سينقلنا من المركز الأخير الذي كنا لا نعرفه في كل البطولات والتصفيات السابقة إلى مركز أقل سوءاً، عموماً، عملية إنهاء عقد تيتا كان قراراً جيداً، لكن اختيار المعتوق لم يكن بالقرار المدروس، وهو ما تحفّظ عليه الكثير من المراقبين وخبراء اللعبة لوجود الكثير من المدربين القادرين على إثبات وجودهم في هذه المرحلة الصعبة، ومن الممكن إن أحسنوا التعامل مع المنتخب أن يتم التعاقد معهم من قبل الاتحاد الجديد ولو كانوا مساعدين لمدربين أجانب لهم سمعتهم واسمهم وتاريخهم.
الجدير بالذكر أن المعتوق خامس مدرب يتولى تدريب المنتخب الوطني في عامين ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في قطر 2022 بعد فجر إبراهيم، والتونسي نبيل معلول، والوطني نزار محروس، والروماني فاليرو تيتا.