حتى لا تضيع “الصغير” ونضيع..!؟
قسيم دحدل
ثمة أمر مستغرب لا يمكن فهمه يتعلق بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ومفاده نفضل صياغته بسؤال مباشر وهو: كيف لهذه المشرعات أن تنجح ويكتب لها الحياة والاستمرارية ويكون لها الدور المؤثر والفاعل اقتصادياً واجتماعياً وبالتالي تنموياً، سواء على المستوى الفردي أو على المستوى العام، أي على الاقتصاد الوطني، في ظل الأوضاع الصعبة التي نمر بها..؟!.
لا نخفي الرأي بأن مجرد التفكير في الإجابة أمر شائك ومعقد، وما يزيد في حيرتنا أنه وبالرغم من المتطلبات البسيطة لإنشاء تلك المشاريع، إلاَّ أن والواقع المالي للدولة عامة وللجهات المعنية خاصة، هو على نقيض أقله من ناحية الشكل لا المضمون، وهنا نقصد الجانب التمويلي والأهم في مثل هذا النوع من المشاريع، حيث يشكل العقدة شبه الرئيسة في انطلاقتها..
نعم أصبح لدينا مصارف خاصة ومختصة بتمويل من يريد أن يكون له مشروعه الصغير، ودخلت على الخط مصارف حكومية، إلا أن قروضها كبيرة وقليلة في الآن ماَ..!
كبيرة بمعنى أكبر من تحمل صاحب المشروع لناحية المخاطر التي من المؤكد أنها وفي هكذا أوضاع عالية النسبة، نظراً لأن المُقترض لا يملك ـ مالياً ـ في أغلب الحالات سوى القرض، أي ليس لديه أي ائتمان ( رأسمال احتياطي..) يمكن التعويض والتدخل به في حال تعرض المشروع لانتكاسة ما.
وقليلة بمعنى أن مثل تلك القروض، ومع واقع حال معدلات التضخم القياسية التي وصل إليها الاقتصاد، تكاد لا تذكر لناحية ما يحتاجه هذا النوع من تكاليف تأسيس وإمداد وتسويق يجب أن تكون عصرية، قائمة على دراسات الجدوى وبحوث السوق وتوجهات ورغبات الزبائن، حتى تستطيع النجاح والاستدامة…
كل هذا ولم نتطرق إلى متطلبات تلك المشاريع من الطاقة وخاصة الكهربائية، والخوض في تفاصيل إقامتها وأماكنها، وموضوع الملكية والاستئجار، وفواتير الخدمات والضرائب المالية والبلدية، واشتراطات الترخيص ومعاملاته المراثونية، وليس أخيراً، نوع التصنيف تجارياً أم صناعياً أم خدمياً، لنصل لموضوع السجل وهذا بحده إشكالية في مقاربته موضوع الدعم ..
بالمختصر المفيد، إن تسليطنا الضوء على واقع متطلبات هكذا مشاريع واحتياجاتها، ما لها وما عليها، مستند إلى ما بدا يتوضح، حيث العديد من تلك المشروعات التي كانت قائمة وتنتج وتشكل قنوات دخل وفرص عمل، هي في طريق الإغلاق والتلاشي، لأننا حملناها أكثر ما بوسعها ومتى..؟!، في أقسى ظروف، كان الأولى دعمها بكل ما نستطيع، حتى تستطيع، لا أن تضيع..!!؟.
Qassim1965@gmail.com