رياضةصحيفة البعث

الاستقالات والاعتذارات تتوالى في كرة الكرامة.. وعودة أبناء النادي مطلب الجمهور

حمص – نزار جمول 

يبدو أن التخطيط السيئ الذي سبق هذا الموسم في نادي الكرامة العريق أوصل كرته، بدءاً من الفئات العمرية وصولاً لفريق الرجال، إلى مفترق طرق، فالمعروف أن الأندية الكبيرة كنادي الكرامة لا تحتاج للمال فقط بقدر ما تحتاج إلى إدارة جيدة تستطيع أن تخطّط جيداً للسير بالنادي إلى برّ الأمان، واليوم يشهد هذا النادي حالة من عدم الاستقرار الفني والإداري والمالي وحتى المعنوي.

فإدارة النادي الحالية التي لم تستطع أن تثني بعض أعضائها عن الاستقالة تتأخر، في الوقت نفسه، في صرف رواتب الكوادر الفنية والإدارية لفرق الفئات العمرية منذ حوالي ستة أشهر، ولتأتي بعد هذا التأخير اعتذارات بالجملة لهذه الكوادر عن متابعة العمل، ليس بسبب عدم دفع المستحقات فحسب، بل لأن الإدارة تعمّدت إهمال هذه الفرق من خلال عدم تأمين التجهيزات.

ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فقد بدأت نغمة استقالات الكوادر عبر المعدّ البدني لفريق الرجال الكروي ياسين الأحمد الذي اعتذر عن متابعة العمل في الفريق والمعروف بالتزامه التام مع الفريق منذ سنوات عديدة، وتواصلت الاستقالات من خلال مدرّب حراس الفئات العمرية خلدون النحيل بعد اعتذاره أيضاً عن إكمال مهمته وتبعه إداري فريق الناشئين محمد سعد الدين.

وفي الحقيقة، نغمة الاستقالات بدأت عندما أعلن عضو الإدارة، الدكتور عماد النقري، عن استقالته لأسباب خاصة، وفيما يخصّ اختيار بعض الكوادر الكرماوية الابتعاد عن النادي بعد أن شعروا أن ناديهم اخترقه الغرباء عنه وهو صاحب الألقاب والإنجازات، فإن هذه الإدارة وبعض من سبقها عمدوا إلى إبعاد الكوادر التي بدأت تشعر أن وجودها خطر على بقائها، فمن يستطيع نسيان كيف تمّ إبعاد الكوادر من أبناء النادي الذين عملوا في فريق رجال الكرة أو في فرق أخرى، وهم الذين بذلوا جهوداً مضاعفة في وقت حرج مرّ فيه النادي وأكملوا عملهم حتى لو كان إسعافياً للحفاظ على سمعة هذا الكيان، أمثال بلال المصري وفهد عودة وسالم بيطار وحسان عباس ومصعب بلحوس وغيرهم الذين ما زالوا حتى الآن خارج النادي الذي بات يحتاج لهم أكثر من أي وقت مضى، وخاصة بعد أن ترامى إلى مسامعنا أن مدرّب الفريق الأول الكابتن أيمن الحكيم سيغادر من حيث أتى بعد سلسلة النتائج السلبية للفريق، وآخرها خسارته مع فريق الفتوة في دور الستة عشر لمسابقة كأس الجمهورية يوم أمس السبت.

وبعد كل تلك المعاناة لهذا الكيان الكبير، ألم يحن الوقت مع كل هذه التغييرات الإدارية والفنية، وعدم الاستقرار وغياب الكوادر الخبيرة بالعمل الإداري والفني التي أثر غيابها على نتائج كلّ الألعاب، أن تعاد كل الكوادر بخبرتها الكبيرة لقيادة النادي مجدداً لبرّ الأمان، خاصة وأن جماهيره الكبيرة ما زالت تطمح لعودة ناديها للألقاب وتحقيق البطولات التي غابت عنه لسنوات طويلة، وهي تعرف أن ذلك لن يتحقّق إلا مع عودة الكوادر من أبناء النادي؟!