وليد إخلاصي وداعاً
معن الغادري
باتت الحياة مثقلةً بالموت وكأنها لم تعد ترغب بوجودنا، وها هي كلّ يوم تخطف عشرات الأحبة والأصدقاء والأقارب إلى عالم ربما – بل من المؤكد – أنه أكثر صفاء ونقاءً، لا غيرة فيه، ولا حسد، ولا حيرة، عالم تصطف فيه الأوجه والأحرف والكلمات لتصوغ أجمل اللوحات والقصائد – زاداً وإرثاً – لجيل حالم بمستقبل وحياة أفضل وهانئة.
اليوم يغادرنا الكاتب والروائي والأديب والصحافي وليد إخلاصي، لا نعرف إن كان مبتسماً أم عابساً، إلا أن المؤكد أنه توقف عن البحث وعن اللهاث وراء صوغ جمال الحياة وجمع كل الأسئلة والأجوبة التي تؤدي إلى الحقيقة بشفافيته وجرأته المعهودة. الحقيقة أن الروائي وليد إخلاصي الذي دوّن كل تفاصيل مدينته حباً وعشقاً وولهاً، رحل عن عائلته وأصدقائه ومحبيه، إلا أنه باقٍ في ذاكرة الوطن تاركاً إرثاً لا يضاهى في الأدب والفكر وعالم القصة، هذا الإرث سيبقى شاهداً على إبداع كتاباته وقصصه ورواياته التي جسّد وعكس من خلالها المعنى الحقيقي لجمال وروعة مدينته، ليذهب بعيداً في نسج قصص الحب والعشق التي لا تنتهي، أبطالها أناس عاشوا في حارات حلب العتيقة وبنوا خاناتها وأسواقها وأسوارها، وعبروا بها إلى زماننا في صورة هي الأجمل.
وليد إخلاصي الأديب والروائي يوارى الثرى ويودّع مدينته التي أحبها وعشقها مورثاً كلّ من عرفه، أو لم يعرفه، الكلمة الصادقة التي لم تعرف الهوادة في البحث عن كلّ ما يرتبط بعشق الوطن وخفقانه ونبضاته لتدوم وتستمر الحياة.