كرة الوحدة في موقع غير لائق.. وضخ دماء جديدة قد يكون الحل!
ناصر النجار
استطاع فريق الوحدة بلوغ ربع نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم بتغلبه أمس على الطليعة بضربات الترجيح بعد تعادلهما سلبياً في اللقاء الذي استضافه ملعب البعث في جبلة.
وبعيداً عن مجريات المباراة وتفاصيلها، فإن الوحدة ظهر هذا الموسم على غير المواسم التي سبقته، وأنه في تراجع مستمر، والدليل على ذلك الموقع الذي ناله الفريق مع نهاية الذهاب ورصيده عشرون نقطة من أصل 39 نقطة، أي أنه حقق نصف النقاط فقط، ولولا الفوز التحكيمي على الفتوة في المباراة المشهودة التي تكسر الملعب بسببها وعوقب الحكم لأخطائه، لكان الفريق اليوم من المهدّدين بالهبوط رفقة الكرامة وجبلة وغيرهما.
ورغم أن الكثير من النقاد يرجعون سبب هذا التراجع إلى مجمل الأحداث الإدارية، وما رافقها من تغييرات وتبديلات واضطراب، ومع موافقتنا على هذا الطرح، إلا أننا نضيف سبباً مهماً يتمثل بسوء التعاقدات التي كلفت النادي المال الوفير ووضعته على شفير الإفلاس، وهذه التعاقدات بالأصل لم تكن مجدية لأنها اتجهت إلى لاعبين من كبار السن، وبعضهم سبق أن تعرّض لإصابة مزمنة والمباريات كانت شاهدة على أدائهم وغيابهم المتواصل عن المباريات بذريعة الإصابة.
النتيجة أن النادي دفع المال بغير مكانه الصحيح، ونحن هنا نعاني من سوء توظيف المال في الأندية، فليس الوحدة النادي الوحيد الذي بدّد المال بحجة الاحتراف، إنما أغلب أنديتنا انساقت نحو هذه الآفة التي أرهقتها.
قد تكون النوايا سليمة إن استثنينا العلاقات الشخصية والمجاملات والفوائد، لكن النيّة لا تعفي من المحاسبة الجادة، وخاصة إذا جرّت الويلات للنادي.
وإذا كان حديثنا عن نادي الوحدة، فهذا لا يعني أن باقي الأندية خارج قفص الاتهام، لكن التركيز في هذه العجالة على نادي الوحدة يأتي من أسباب معللة في أهمها: أن نادي الوحدة من أكبر أندية القطر مساحة وجمهوراً واستثماراً ومواهب وإمكانيات، فالموقع بنهاية رحلة الذهاب الذي انتهى إليه لا يليق به، والأداء والمستوى الذي قدّمه لا يتناسب مع مستوى لاعبيه وحجم العقود المالية المقدّمة لهؤلاء اللاعبين، لذلك لم نجد الأعذار المبرّرة بالمستوى والمركز الذي وصل إليه النادي.
كما أن إدارة النادي الجديدة حسب تصريحاتها وتصريحات مدير فريقها الكروي تعتزم البداية الصحيحة، وهذه البداية لن تكون صحيحة إلا بالاهتمام بالمواهب الشابة ودعمها منذ الآن لتكون عماد الفريق في السنوات القادمة.
الفرصة في إياب الدوري جيدة والفريق معلق بالهواء، ليس من جماعة المنافسين ولا هو من المهدّدين، وسواء أنهى الدوري بالمركز الثالث أو التاسع فالأمر سيان، لذلك نأمل من إدارة النادي أن تفسح المجال لمواهبها الشابة لتأخذ طريقها بفريق الرجال في مرحلة الإياب، وأن تستمر بفسخ العقود لأن هناك بعض اللاعبين لا يستحقون أن يكونوا ضمن الكوكبة البرتقالية، خاصة وأن الفريق عزّز صفوفه بالعائدين عبد الرحمن بركات وأسامة أومري.
خطوة ضخ دماء جديدة بالفرق والدوري هي أول خطوة على الطريق الصحيح، وهي مفيدة بكل الأحوال وعلى الكثير من أنديتنا اتباعها في مرحلة الإياب، خاصة وأن الحاجة باتت ملحة لضخ دماء جديدة في الدوري.