المطلوب طرد المحتل وأدواته!!
بات واضحا وجليا المخطط الصهيوأمريكي لتدمير المؤسسات التعليمية في الحسكة، حيث تعددت مشاهده وفصوله، وما لم يحصل عليه المحتل بالمواجهة المباشرة، لجأ إلى ميليشيا “قسد” العميلة لتنفيذه من خلال ما يسمى “قانون قيصر”، ومحاربة الشعب العربي السوري بلقمة عيشه.
بداية المخطط الإجرامي كانت بمحاربة العلم وإتباع سياسة التجهيل المنهجي التي تم من خلالها الاستيلاء على نحو 2285 مدرسة للتعليم الأساسي والثانوي بكافة فروعه في المنطقة الشرقية، وتحويلها إلى مقرات وثكنات عسكرية، وتالياً منع تدريس المناهج التعلمية السورية والاستعاضة عنها بمناهج غريبة عن واقعنا وتاريخنا، لتكون مسرحية هروب المئات من عناصر “داعش” الإرهابي الحلقة الأخيرة من حلقات التجهيل وطمس العملية التربوية والتعليمية التي ترعاها الحكومة في المحافظة وقراها، وذلك من خلال تدمير منشآت فرع جامعة الفرات وتحويلها إلى مقرات عسكرية ومنع الطلبة من تقديم امتحاناتهم حتى في تلك الأبنية التي لم يطلها التخريب والقصف. وبالتوازي، عمد الاحتلال ومرتزقته إلى تدمير الزراعة، العصب الرئيس للحياة في المنطقة، من خلال فرض الأتاوات على المزارعين وإمدادهم بالبذار الفاسد للقضاء على المحاصيل الاسترتيجية، ودفع المواطنين للقبول بإملاءاتها والالتحاق بميليشياتها الانفصالية.
لقد باتت اللعبة الأمريكية واضحة للقاصي والداني، فالهدف هو تجهيل السكان والأهالي، والعملية التعليمية في الحسكة تواجه اليوم حربا من نوع أخر، وإحدى الذرائع ملاحقة إرهابي “داعش”.
واليوم، وبمثل هذه الأساليب الإجرامية، يتم حرمان قرابة الـ 25 ألف طالب جامعي في الحسكة من التقدم لامتحاناتهم، إضافة إلى تجهيل نحو مئتي الف طالب في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي من خلال السيطرة والاستيلاء على مدارسهم.
وعليه، فالمطلوب اليوم موقف واضح لوجهاء القبائل والعشائر العربية في الجزيرة العربية السورية والفرات والمجتمع الأهلي والمحلي والكوادر الطلابية والإدارية، ورفع الصوت عاليا، والعمل على طرد المحتل، المتسبب الأول في كل ما تعانيه المنطقة من تخلف وجوع ومرض، وإعادة تلك المنابر العلمية التي كانت، وما زالت، وستبقى كابوسا مرعباً يهدد المحتل وأدواته العميلة.
إسماعيل مطر
ismael72 mattar@gmail.com