ثقافةصحيفة البعث

علي حبيب.. عيب الوسط الفني قديم حديث

 

انتهى الفنان الشاب علي حبيب من تصوير مشاهده في مسلسلَي “أثر الفراشة” تأليف محمود عبد الكريم إخراج زهير قنوع و”ناس من ورق” تأليف أسامة كوكش إخراج وائل رمضان، والعملان من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني ضمن مشروع خبز الحياة، وما زال حبيب مستمراً في تصوير مشاهده في مسلسل “الجوكر” تأليف ماجد عيسى إخراج نزار السعدي، ويبين الممثل حبيب أن مشروع خبز الحياة مهم وفَّر فرص عمل للكثيرين من الفنانين والفنيين، وكان الوسط الفني بحاجة ماسّة له، خاصة في هذا الوقت الذي تنفض فيه سورية غبار الحرب عنها وقد خرج الجميع منها متضرراً ومنهم الفنانون، حيث أن غالبيتهم لم تتِح لهم الظروف بالعمل.

تجارب جميلة

ويعتبر حبيب مشاركته في مسلسل “أثر الفراشة” بدور صغير حيث يجسد شخصية ضابط تحقيق، فرصةَ تعارف مع المخرج زهير قنوع، في حين يجسد في مسلسل “ناس من ورق” شخصية الشرطي بهجت المقرب نوعاً ما من سكان “ناس من ورق” بحكم تواجده الدائم بينهم لحل المشاكل، ولا يخفي حبيب أنه في البداية كان خائفاً من الشخصيتين كونهما متشابهتان، إلا أنه حاول قدر الإمكان رسمَ ملامح خاصة لكل واحدة منهما، منوهاً إلى أن مخرجَي العمل تركا بصمة حب وتقدير كبيرة وقد كان لكل مخرج خصوصيته، فالمخرج زهير قنوع الذي يقف حبيب أمام كاميرته لأول مرة كان دائم الاستماع لأي رأي يقدمه الممثل، وهذا ما خلق بيئة إيجابية لأن يقف حبيب أمام عدسته دون أي إرباك، أما بالنسبة لوائل رمضان فما يميزه برأيه أنه ممثل خلوق ومتواضع، وهذه الصفة كانت مستمرة حتى في الإخراج على صعيد تعامله الراقي مع الممثل، فهو يقدِّر الممثل ويمنحه مساحة كبيرة وبمرحه الدائم كانت الطاقة الإيجابية مستمرة طيلة العمل، مشيراً إلى أنه في مسلسل “الجوكر” يجسد شخصية طالب جامعي يعيش قصة حب مع زميلة له وهو شهم وغيور وعصبي، موضحاً أن العمل من إنتاج شركة قبنض وإخراج نزار السعدي، وقد كانت برأي حبيب تجربة جميلة تعتمد على كادر عمل شبابي بامتياز، لذلك كان التعاطي فيه سلساً جداً.

حكايا العم حمدان

ويرى حبيب أن عمل الأطفال “حكايا العم حمدان” الذي شارك فيه مؤخراً عمل ممتع، وخصوصاً أنه موجه للأطفال، مؤكداً على أن تنفيذ أي عمل للأطفال هو أمر صعب ويحتاج إلى تعاون كبير بدءاً من الكاتب وانتهاء بالمخرج، وفيه الغلط ممنوع لأن أعمال الأطفال تربوية ولا تقدم التسلية فقط، مبيناً أن “حكايا العم حمدان” عمل يقوم على فكرة جميلة تم تنفيذها بكل حب من قبل جميع الفنانين المشاركين الكبار والصغار الذين كانوا رائعين ومبدعين تحت إدارة المخرج المتميز خالد الخالد الذي كان حبيب سعيداً بالتعامل معه.

مشروع مهم

وعن مشروع دعم سينما الشباب الذي شارك فيه حبيب كممثل يوضح أنه مشروع مهم، شاكراً المؤسسة العامة للسينما التي تمنح من خلاله فرصاً لشباب قد يحترفون الإخراج من خلاله، وكانت لديه تجارب رائعة في المشروع مع شباب طموحين مبدعين، أكثرها خصوصية فيلم “30 كم من دمشق” إخراج محمد عبيد وذو الهمة بدران وقد جسد فيه شخصية جاد وهو مهندس عمره 30 سنة شريك لصديق له بمكتب هندسي يفقد ذاكرته بشكل جزئي في حادث سيارة، ليبدأ يتذكر تدريجياً ويكتشف في النهاية أنه ارتكب جريمة قتل، منوهاً حبيب إلى أن محمد عبيد كتب نصاً بطريقة جميلة وهو ما شده للمشاركة في الفيلم، ولذلك كان متوقعاً أن ينال جائزة في حال نُفذ بطريقة صحيحة، وهذا ما حصل على الرغم من الإمكانيات المحدودة وقد جاءت النتيجة مُرضية لجميع العاملين في الفيلم الذين كانوا مصرين على النجاح بفضل تعاون المخرج، مشيراً حبيب إلى أن وجود مشروع دعم سينما الشباب قد يشجعه على خوض تجربة إخراجية لفيلم قصير حين تكون عناصره مكتملة لديه من النص إلى الإنتاج إلى آلية التنفيذ.

الطموح كبير

ويؤسف علي حبيب أن عيب الوسط الفني اليوم هو عيب قديم حديث ومتجدد وهو الشللية والمحسوبيات، بالإضافة إلى قلة النصوص الجيدة ورأس المال وهو شرط الإبداع والتسويق.. وأشار إلى أنه وبمجرد أننا قادرون على العمل في هذه المرحلة هو تحدٍّ كبير، والجميل أن ننجح في هذا التحدي، معوّلاً دائماً على الحب للبقاء والنجاح، ولذلك يبقى الطموح كبيراً بالنسبة له وليس له سقف لتحقيق النجاح والشهرة.

أمينة عباس