مجلة البعث الأسبوعية

الغرب دعم النظام النازي في أوكرانيا بهدف تفجير روسيا

البعث الاسبوعية-هيفاء علي

المشكلة التي لا تدركها الغالبية العظمى من الدول الغربية المنصاعة لإمرة من يسمي نفسه المجتمع الدولي، هي أن الدليل على أكاذيب الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ متعددة النكوص متوفر في الوثيقة التي أشار إليها الجانب الروسي حول التعهدات التي تم التوقيع عليها بعدم تمديد الناتو إلى أوروبا الوسطى، والتي قدمها جوشوا شيفرينسون، أستاذ العلوم السياسية الأمريكية والأستاذ المساعد للعلاقات الدولية في جامعة بوسطن.

ووفقاً لهذه الوثيقة من أرشيف بريطانيا العظمى، فقد وعدت الدول الغربية القادة السابقين للاتحاد السوفيتي في عام 1991 بعدم توسيع الناتو شرقاً. وفي هذا السياق أشارت “دير شبيغل” الألمانية في 19 شباط 2022، إلى أن هذه الوثيقة، المصنفة في الأصل “سرية”، تشير إلى اجتماع لممثلي وزارات خارجية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، والتي عقدت في بون في 6 آذار 1991. وهذا هو الدليل على أن روسيا هي التي كانت على حق، وأن ينس ستولتنبرغ كاذب بالتأكيد وحلف شمال الأطلسي هو المعتدي الإجرامي التعسفي الوحيد لروسيا الذي يدافع عن نفسه فقط.

اليوم تروج الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم هذه الكذبة الخطيرة والبغيضة من خلال جوقة وسائل الإعلام الدعائية الأوربية والأمريكية على حد سواء، بأن “روسيا هي المعتدية”، في حين أن العكس هو الصحيح، كما يتضح من الوثيقة التاريخية المكتشفة في الأرشيف البريطاني التي وقعها البريطانيون والأمريكيون والألمان والفرنسيون أنه تم الاتفاق بين جميع الموقعين على أن “إنضمام مرشحين من الشرق إلى الناتو أمر غير مقبول، وبحسب الوثيقة نفسها، فإن المدير السياسي لوزارة الخارجية الألمانية “يورغن شروبوغ” قد أعلن في هذه الوثيقة التالي: “كنا بحاجة إلى أفكار جديدة حول كيفية الحفاظ على أمن بلدان وسط وشرق أوروبا. لقد أشرنا بوضوح خلال مفاوضات 2 + 4 إلى أننا لن نمد حلف الناتو إلى ما وراء نهر إلبه، لذلك لا يمكننا اقتراح عضوية الناتو على بولندا والآخرين”.

وكان المشاركون في هذا الاجتماع الذي عقد في 6 آذار 1991، قد قرروا تعزيز الاستقرار والأمن في وسط وشرق أوروبا من خلال اتفاقيات ثنائية مع دول المنطقة وفي إطار مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا. ومنذ ذلك الحين، انتهكت الولايات المتحدة وجيوشها المحتلة في أوروبا المسماة “الناتو” جميع المعاهدات الدولية دون توقف بفضل أكاذيبهم المعتادة. ولم يفعل بوتين ودبلوماسيته شيئاً سوى مطالبة هؤلاء المجرمين باحترام القانون الدولي.

في عام 2014، قام وكيل الناتو المعروف دميترو ياروش، وهو عضو في منظمة نازية جديدة، بتنظيم الانقلاب في ميدان في كييف، مسلحاً وممولاً ومدعوماً من الولايات المتحدة. كان هذا هو نفس الرجل الذي نظم في ماريوبول بأوكرانيا، اتحاد المنظمات الأوروبية النازية الجديدة مع الإرهابيين المعاد تدويرهم لمحاربة الروس في الشيشان. ومنذ أحداث ميدان في عام 2014، تم تثبيت كتيبة “آزوف” النازية في قلب الجيش الأوكراني للسيطرة عليه وإجباره على قصف مناطق دونباس الموالية لروسيا وإساءة معاملتها. استمرت هذه الحرب بجرائمها البغيضة لمدة 8 سنوات ولم يتأثر الإعلام الغربي الخاضع بالمصير الذي لحق بالنساء والأطفال وكبار السن في دونباس، ولم يتوقف الناتو يوماً عن استفزاز الروس من خلال وضع المزيد من العتاد الحربي على أعتاب روسيا كل يوم.

حذر بوتين، من أنه يجب احترام القانون الدولي والاتفاقيات التي وقعتها الولايات المتحدة نفسها، ولا سيما تلك الموقعة في 6 اذار 1991.  حتى كانون الأول 2021، كانت الدبلوماسية الروسية لا تزال ترسل اقتراحاً لمعاهدة تضمن السلام في دونباس، بينما كان الجيش الأوكراني يقصف السكان المدنيين في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بشكل مكثف.

لم توقف روسيا جهوده الدبلوماسية في الماضي وعلى مدى 8 سنوات، ولم تطلب كل جهود الدبلوماسية الروسية من المتواطئين الغربيين في الكذبة سوى احترام القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة، لكن عبثاً كانت الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي لفترة طويلة وكل يوم وتقرر بمفردها قوانين الهيمنة على بقية العالم من خلال تسمية هذا الانحراف بـ “قرارات المجتمع الدولي”! .

في مواجهة هذا الانحراف، وهذا الصمم للدولة الأمريكية المنحلة وإرادتها الحربية التي لا هوادة فيها، اضطرت روسيا إلى الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في 21 شباط 2022 وقبول استفتاء شعبي دونباس للاندماج في الاتحاد الروسي. ونظراً لأن جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك كانتا جزءاً من الاتحاد الروسي، كان من الطبيعي أن يساعد الجيش الروسي السكان الذين استشهدوا على يد النظام النازي في كييف على حساب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

واليوم، الجيش الروسي ليس موجوداً لغزو أوكرانيا، بل هو موجود لتحرير أوكرانيا وإعادة حرية الشعب الأوكراني في انتخاب رئيسه دون إجباره على اختيار مرشح واشنطن تحت تهديد المجرمين النازيين الموجودين في كييف، من قبل الولايات المتحدة.  هذه العملية العسكرية التي قامت بها موسكو في أوكرانيا ستثبت أن الناتو في الواقع “في حالة موت دماغي” وأن وسائله عفا عليها الزمن إلى حد كبير من حيث التكنولوجيا، وهذا ما اتضح عقب قيام الجيش الروسي، الخميس، 24 شباط 2022، بشن إحدى أكبر العمليات العسكرية على الأراضي الأوروبية منذ عام 1945، وجعل أوكرانيا كلها، الواقعة على حدود بولندا، تتعرض الآن لفيضان من النار والصلب.  قفز الآلاف من المظليين الروس على خاركوف ومدن استراتيجية أخرى في أوكرانيا، ولم تتمكن أي طائرة أمريكية بدون طيار أو طائرة حربية إلكترونية تابعة للناتو من التحليق فوق أوكرانيا، حيث تم تعطيل جميع الأنظمة الإلكترونية للناتو قبل العملية مباشرة. لقد حصل الغرب على ما كان يبحث عنه: مواجهة مباشرة مع روسيا وكانت النتيجة ضربة قاضية بارعة في لمح البصر، فهل يمتلك “المسؤولون الغربيون” أي عقول أو ضمير، أم أنهم غير معنيين بما سيدفعه الشعب وحده مرة أخرى ؟!

لقد دعم الغرب النظام النازي في أوكرانيا لمدة 8 سنوات بناءً على مزاعم غادرة وسعياً وراء هدف واحد محاولة تفجير روسيا. أراد الغرب أن يرى الصدمة والرعب الحقيقيين، سيتم هدم الهيكل النازي في أوكرانيا بالكامل، واستكمال المهمة التي لم يكملها ستالين والتي فاقمها خروتشوف إلى حد كبير من خلال السماح لبقايا مجرمي الحرب النازيين بالخروج من المكان الذي كان من المفترض أن يبقوا فيه إلى الأبد، أي السجون.

إن روسيا، لا تهتم “برد فعل” الغرب، وأوروبا وحدها، سيتم إخضاعها بالكامل وستقضي عليها الولايات المتحدة، التي تريد أيضاً أن تأكل وتعيش لفترة أطول، من الآن فصاعداً، سيعيش الناتو مع اتساع فجوة التكنولوجيا العسكرية عبر طيف قدراته، حتى تجد هذه المنظمة معنى جديداً (روسيا ليست سبباً حقيقياً لوجودها) أو تختفي ببساطة. أصبح المستقبل الشمولي الذي يزداد فقراً للغرب، وخاصة الاتحاد الأوروبي، مضموناً الآن. وأخيراً، أظهرت الولايات المتحدة ما أصبحت عليه منذ فترة طويلة قوة عاجزة عسكرياً في حالة انحدار ولهذا، تداعيات عالمية كارثية.