أخبارصحيفة البعث

زاخاروفا: توريد الأسلحة إلى كييف سيعمّق خسائر أوكرانيا.. وسيؤدّي إلى فوضى سلاح في أوروبا نفسها

لليوم الثامن على التوالي تتواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في الوقت الذي استؤنفت فيه المفاوضات الروسية الأوكرانية في مدينة غوميل البيلاروسية، بينما يواصل الغرب تأجيج الوضع عبر توريد الأسلحة الهجومية إلى كييف بطريقة غير مسبوقة، ظنّاً منه أن ذلك سيؤدّي بالمحصلة إلى هزيمة الجيش الروسي، وذلك دون أن يدري أن تكديس الأسلحة في هذا البلد يحمل مخاطر وقوعه في أيدي عناصر متطرّفة يمكن أن تستخدم هذا السلاح على الأراضي الأوروبية.

وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن توريد الأسلحة إلى كييف من أوروبا سيؤدّي إلى خسائر أكبر لأوكرانيا.

وكتبت زاخاروفا في منشور على قناتها في “Telegram”: “سيؤدّي هذا إلى خسائر أكبر لأوكرانيا. سيؤدّي ذلك إلى انتشار الأسلحة نفسها في الدول الأوروبية بما في ذلك تلك التي تزوّدها بها حالياً”.

وفي وقت سابق من اليوم، أعلن مصدر حكومي ألماني أن برلين قررت زيادة شحناتها من الأسلحة إلى أوكرانيا عبر تسليمها 2700 صاروخ إضافي مضاد للطيران.

وقال المصدر: إن الحكومة “وافقت على دعم إضافي لأوكرانيا”، مشيراً إلى صواريخ من نوع ستريلا مضادة للطائرات السوفييتية الصنع تأتي من مخزونات جيش ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة. وقد ألحقت بالجيش الوطني بعد إعادة توحيد ألمانيا في 1990.

إلى ذلك، قالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس: إن السلطات الإسبانية ستزوّد أوكرانيا بمجموعة من الأسلحة الهجومية، بما في ذلك أكثر من ألف قاذفة قنابل يدوية ومدافع رشاشة.

وقالت الوزيرة في مقابلة مع قناة “أنتينا 3” التلفزيونية: “في 4 آذار، ستقلع طائرتان بأسلحة هجومية في اتجاه أوكرانيا.. 1370 قاذفة قنابل يدوية، 700000 (خرطوشة) للأسلحة والمدافع الرشاشة، وكذلك رشاشات خفيفة”.

وأوضحت روبليس أنه سيتم تسليم دفعة الأسلحة والذخيرة إلى بولندا عند نقطة على الحدود مع أوكرانيا، حيث ستأخذها السلطات الأوكرانية.

وصرّح رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، أمس الأربعاء: إن إسبانيا ستزود أوكرانيا بأسلحة هجومية.

من جهته، أظهر تحالف “متحدون نستطيع” اليساري الإسباني عدم موافقته على القرار، واصفاً إياه بالخطأ.

جاء ذلك بينما أقلعت من النرويج طائرة نقل من طراز “هيركوليز سي 130” مزوّدة بنحو 2000 صاروخ مضاد للدبابات لمصلحة أوكرانيا.

وقالت وكالة الأنباء الوطنية النرويجية “إن تي بي”: إن الشحنة تم إرسالها من أوسلو اليوم الخميس إلى دولة ثالثة قبل نقلها إلى أوكرانيا.

وتواصل العديد من الدول الغربية مد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات العسكرية في ضوء التوتر الحاصل، وسط مطالب الرئاسة الأوكرانية بإرسال المزيد.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم تحرير مدينة بالاكليا من المتطرفين الأوكرانيين واتخاذ تدابير لضمان أمن المدنيين فيها، مشيرة إلى تدمير 1612 من مرافق البنية التحتية للجيش الأوكراني و62 طائرة و53 مسيرة دون طيار حتى الآن منذ بدء العملية العسكرية لحماية سكان منطقة دونباس.

وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف في إحاطة صحفية اليوم: “إن القوات المسلحة الروسية استهدفت 1612 منشأة عسكرية أوكرانية خلال العملية بما في ذلك 62 موقع تحكم ومركز اتصالات للقوات المسلحة الأوكرانية و39 من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز (إس 300) وبوك إم1 و52 محطة رادار”.

وأضاف كوناشينكوف: إن “العملية العسكرية أسفرت كذلك حتى الآن عن تدمير 49 طائرة على الأرض و13 طائرة في الجو و606 دبابات ومركبات قتالية مصفحة أخرى و67 صاروخاً و227 قطعة مدفعية ومدافع هاون و405 وحدات من المركبات العسكرية الخاصة و53 طائرة مسيرة”.

وبيّن كوناشينكوف أنه تم تحرير مدينة بالاكليا من المتطرفين الأوكرانيين وتم اتخاذ تدابير لضمان أمن المدنيين في أوكرانيا، موضحاً أنه تم فتح ممرات آمنة أمام السكان في بوروديانسك بمنطقة كييف حيث يتمركز المتطرفون الأوكرانيون مع معداتهم الحربية داخل المباني السكنية.

ولفت كوناشينكوف إلى أن القوات المسلحة الروسية تواصل إنزال الضربات بالبنية التحتية العسكرية الأوكرانية وتم باستخدام أسلحة دقيقة وذات مدى بعيد وتعطيل المركز الإذاعي والتلفزيوني الاحتياطي في منطقة ليساير غورا في كييف دون وقوع ضحايا أو إلحاق دمار بالمنازل، موضحاً أن القوات المسلحة الاوكرانية كانت تستخدم المركز لشن حملات تضليل إعلامية ضد روسيا.

وأشار كوناشينكوف إلى أن القوات المسلحة الروسية تواصل عملياتها الهجومية الناجحة وسيطرت على بلدات تيستوبوليه وجوفتنيفويه ونوفربولتافكو وتساوت بالخط الأمامي مع قوات جمهورية دونيتسك الشعبية التي قلصت حلقة تطويق مدينة ماريوبل، وسيطرت كذلك على بلدات فينوغرادنويه وسارتاكا وفوديانويه.

وذكر كوناشينكوف أن قوات جمهورية لوغانسك الشعبية تواصل عملياتها الهجومية بدعم من القوات الروسية ووصلت إلى خط كراسني ليمان بريفوليه إلى الشمال من منطقة سيفيرودونيتسك.

وفي الأثناء، حذر رئيس مركز الدفاع الوطني الروسي الجنرال ميخائيل ميزينتسيف اليوم من وضع إنساني كارثي يتفاقم حالياً في أراضي أوكرانيا كلها تقريباً وخاصة في كييف وماريوبول وخاركوف وسومي بسبب احتجاز القوميين الأوكرانيين المدنيين واستخدامهم دروعاً بشرية.

وقال ميزينتسيف خلال جلسة طارئة للمقر التنسيقي للاستجابة الإنسانية: “أسباب الاجتماع الطارئ هي الكارثة الإنسانية الوشيكة بالفعل في مدن ماريوبول وكييف وخاركوف وسومي وكذلك في عدد من التجمعات السكنية الأخرى التي يقطنها ملايين الأشخاص”، مضيفاً: “إن الحالة الكارثية للأمور تتطوّر في جميع أنحاء أراضي أوكرانيا تقريباً”.

ولفت ميزينتسيف إلى أن “النازيين” يحتجزون في كييف وخاركوف وسومي وأوديسا وماريوبول، وكذلك فيما لا يقل عن 20 مدينة كبيرة أخرى، عشرات الآلاف من المواطنين الأوكرانيين ولا يسمحون لهم بالخروج إلى أماكن آمنة.

وفي السياق ذاته، أعلنت قوات الدفاع في جمهورية دونيتسك الشعبية اليوم أن القوميين المتطرفين الأوكرانيين قاموا باختطاف ممثل الأمم المتحدة في مدينة خاركوف.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن القوات قولها في بيان نشر على قناتها في تليغرام: قام القوميون الأوكرانيون في مدينة خاركوف باختطاف مندوب الأمم المتحدة واقتياده إلى جهة غير معلومة.

وأشار البيان إلى أن القوات الأوكرانية قامت بالاستيلاء على بعض المركبات من قاعدة ممثلي الأمم المتحدة في مدينة كراماتورسك.

كذلك قصفت القوات الأوكرانية محطة حرارية في منطقة زويفسكي ما أدّى إلى وقوع أضرار مادية فيها.

وقال نائب قائد القوات الشعبية في جمهورية دونيتسك إدوارد باسورين: “إن مسلحين أوكرانيين استهدفوا بنيرانهم الليلة الماضية المحطة الحرارية في زويفسكي ما أدّى إلى تضرر مبنى المرجل”، مشيراً إلى أن خبراء المتفجرات قاموا بفحص موقع القصف.

وكانت وزارة الفحم والطاقة في دونيتسك أعلنت أن الجيش الأوكراني قصف المحطة أمس الأول.

من جهتها، أعلنت قوات جمهورية لوغانسك اليوم إحكام سيطرتها على 7 مناطق سكنية بما في ذلك مدينة ستاروبيلسك.

وقالت قوات لوغانسك في بيان على قناة تليغرام: “تواصل وحدات الشرطة الشعبية تحرير مناطق من سيطرة الجيش الأوكراني، وأصبحت مناطق أخرى تحت السيطرة الكاملة لجمهورية لوغانسك وهي نوفويدار وكراسنوريتشينسكايا وإبيفانوفكا وستيبني يار وجافريلوفكا وستاروبيلسك وأندريفكا”.

وأشارت القوات في بيانها إلى أن الجيش الأوكراني قصف خلال اليوم الماضي أربع مناطق سكنية واستخدم أسلحة من العيار الثقيل ما تسبّب بإصابة شابين بجروح.

وفي لوغانسك أيضاً، أعدم المتطرفون الأوكرانيون عمدة مدينة كريمينايا فلاديمير ستروك بعد اختطافه أمس من قبل أشخاص يرتدون زياًّ مموهاً.

وقال المتحدث باسم جمهورية لوغانسك روديون ميروسنيك في بيان اليوم: “قتل النازيون الأوكرانيون رئيس بلدية كريمينايا بدم بارد لمحاولته إبعاد المدينة غير المتأثرة بالدمار العسكري وإنقاذ سكانها من الموت والاضطرابات غير الضرورية”.

وتابع ميروسنيك: “إن عملية الاحتجاز والإعدام خارج نطاق القضاء من النازيين وبتواطؤ ودعم من كييف هي جريمة حرب”، مشيراً إلى أن ستروك كان شخصاً مثيراً للجدل وغامضاً، لكن قتله يعدّ خروجاً نازياً عن القانون لترهيب من يرفضون الخضوع للنازيين والقبول بأن يكونوا دروعاً بشرية.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تشكيل مركز عمليات مشترك مع وزارات أخرى لتقديم المساعدات للسكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها في كل من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.

وقال رئيس مركز إدارة شؤون الدفاع التابع لوزارة الدفاع، العقيد ميخائيل ميزينتسيف: إن روسيا أنشأت مركزاً مشتركاً مع الوزارات الأخرى لتقديم المساعدة للسكان في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.

وأوضح أن ممثلي الإدارات الفيدرالية والشركات الحكومية والأقاليم يعملون على مدار الساعة في المقر الرئيسي.

وأكد أن المهمة الأساسية الآن لهياكل هذا المركز هي ضمان الإخلاء الآمن للمدنيين والأجانب، مشيراً إلى أن “نظام الاستقبال اللائق على أراضي روسيا يعمل حالياً بنجاعة وسلاسة، ويتم العمل على وجه السرعة لإلحاق الأطفال بالمؤسسات التحضيرية والمدارس، والطلاب في المؤسسات التعليمية”.

وشدّد على أنه سيتم تزويد جميع سكان المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الروسية في أوكرانيا بكل ما هو ضروري.

وفي الميدان، تعرّضت دبابة روسية مشاركة في العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا للهجوم من منظومة “جافلين” الأمريكية المضادة للدبابات.

وقد أصيب أفراد طاقم الدبابة برضوض خفيفة، لكنهم لم يغادروا المعركة واستمروا في تنفيذ المهمة الموكلة إليهم. أعلن ذلك يوم أمس المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية العميد، إيغور كوناشينكوف.

وقال: “خلال المعركة تعرّضت دبابة روسية لهجوم صاروخ “جافلين” أمريكي الصنع، ما تسبّب في إصابة أفراد طاقمها برضوض خفيفة، لكنهم لم يخرجوا من المعركة”. وأوضح أن أفراد الطاقم استمروا بعد التأكد من سلامة دبابتهم وحالتها الجيدة في تنفيذ المهمة ودمّروا دبابتيْن أخريين للعدو بالنيران الدقيقة.

وقال كوناشينكوف: إن القيادة العسكرية الروسية ستواصل تقديم معلومات موثوق بها حول شجاعة الجنود الروس.

يذكر أن دفعة أولى من منظومات الصواريخ الأمريكية المضادة للدبابات Javelin وصلت إلى أوكرانيا في 30 نيسان 2018.

ومن غير المعلوم حتى الآن عدد تلك الصواريخ في وحدات الجيش الأوكراني، مع العلم أن عدداً كبيراً منها تم تدميره في أول أيام العملية العسكرية الخاصة في المستودعات بضربات دقيقة من الصواريخ الروسية الفائقة الدقة البعيدة المدى.

إلى ذلك، نشرت وزارة الدفاع الروسية على شبكة الإنترنت مقطع فيديو أظهر عمل نسخة مطوّرة نادرة من مروحية “مي – 28 إن إم” (صياد الليل الخارق) المقاتلة في أجواء أوكرانيا.

ويختلف تصميم “صياد الليل الخارق” عن “صياد الليل” الكلاسيكي بوجود رادار على شكل كرة يركّب فوق مروحته الرئيسية ويمكن التعرف على تلك المروحية بوجود هذا الرادار الكروي.

وقال مصدر في وزارة الدفاع الروسية: إن مروحيات “ني – 28” وغيرها تصاحب تقدم وحدات الجيش الروسي.

يذكر أن الرادار الكروي الذي يركّب فوق المروحة الرئيسة للمروحية ونظام قيادتها المزدوجة يسمح بقيادة المروحية من قبل الطيار والملاح على حد سواء.

وتم تزويد “صياد الليل الخارق” كذلك بصاروخ “إر – 74” الحديث المتعدّد المهام القادر على  توجيه ضربات إلى الأهداف الجوية والأرضية على حد سواء. ويمكن أن يتولى “صياد الليل الخارق” كذلك قيادة سرب من الدرونات.

يذكر أن مروحية “مي – 28 إن إم” قامت بأول تحليق لها عام 2016، ثم تم اختبارها في سورية بمشاركة 12 مروحية من هذا النوع.

في سياق متصل، كشفت وزارة الدفاع الروسية معنى حرفين من ثلاثة أحرف لاتينية كتبت على آليات القوات الروسية التي تنفذ العملية العسكرية في أوكرانيا.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن حرف “Z” يعني “من أجل النصر”، بينما يعني حرف “V” أن “المهمة ستنفذ، والقوة في الحق”، ولم يتم تحديد ما يرمز إليه الحرف “O”.

وكانت وسائل الإعلام الغربية قد تناقلت عدة روايات لما ترمز له حروف كتبت بخط عريض باللون الأبيض على الآليات الروسية التي تشارك في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا والتي انطلقت فجر 24 شباط بهدف حماية منطقة دونباس، ونزع سلاح أوكرانيا.