مع انطلاق إياب الدوري الممتاز.. انكشفت أمراض الأندية وسوء الإدارة الاحترافية
ناصر النجار
انطلقت نهاية الأسبوع الماضي مباريات الدوري الكروي الممتاز لحساب المرحلة الأولى من الإياب، وظهرت مع طلائع المباريات علل الفرق، وسوء العمل، وتواضع الفكر الكروي في قيادة كرة القدم بالأندية.
الفتوة خسر في الوقت بدل الضائع من لقائه مع الجيش بهدفين لواحد بعد أن كان التعادل سارياً حتى الدقيقة 94، هذه الخسارة لم ترض أحداً، فعمدت الإدارة إلى اجتماع عاجل حسمت بموجبه نصف مستحقات لاعبيها لتهاونهم في المباراة، وتراجع مستوى الأداء، كما قامت بإقالة المدرب أحمد عزام، واستعادت المدرب السابق أحمد الجلاد، أما السؤال الذي يطرح نفسه فهو: لو بقيت المباراة متعادلة، هل كان سيحدث ما حدث؟.. لكن السؤال الأهم: لماذا أبعدت إدارة النادي مدربها أحمد الجلاد ثم استعادته مرة أخرى، ما يدل على أن قرار إبعاد الجلاد لم يكن مستنداً إلى أمر فني، بل كان قراراً فوضوياً لخلاف الإدارة مع المدرب الذي طالب بمستحقاته المالية.
إدارة النادي كلّفت نفسها وبال تعيين العزام مالياً، خاصة أنه لم يحقق للفريق المطلوب على صعيد الأداء والنتائج.
التحولات بنادي الفتوة أضاعت الكثير من الجهد والمال، وشتتت الجهود، وشقت الصفوف، واليوم مع المرحلة الجديدة يأمل محبو الفتوة أن تسوى الأمور بالمزيد من الخبرة والمحبة والشفافية.
في نادي جبلة طفح الكيل، وكأن الكرة لم تعد تخدم فريقها الكروي بعد أن تعرّض للخسارة الرابعة بشكل متوال، ومن ضمنها خسارة مباراة الكأس، لكن إدارة النادي رأت أن الفريق بوضع فني وبدني غير جيد، وأن اللاعبين لم يقدموا المطلوب منهم في الفترة السابقة، لذلك بادرت إدارة النادي إلى توقيف مستحقات الفريق إلى إشعار آخر، المشكلة في جبلة أن الفريق اقترب من منازل الهبوط، وأمامه مشاركة آسيوية، وبمثل هذه الأوضاع فإن الخوف من القادمات وارد جداً إن لم تتمكن إدارة النادي من معالجة الأوضاع الكروية، والملاحظة الأهم أن فريق الشباب أيضاً تراجعت نتائجه عن السابق بعد أن وصل لمرتبة جيدة واحتل ثالث الترتيب، فهل وراء الأكمة ما وراءها؟.
أما إدارة نادي عفرين فقد انفردت بقرار يتيح لها الانسحاب التكتيكي منه عندما أعلنت عن تجميد مستحقات لاعبيها لما بعد المباراة القادمة يوم الثلاثاء مع الحرجلة، فإن فازوا فإن القرار سيسحب وكأنه لم يكن، وإن لم يحققوا المطلوب فربما هناك قرارات أكثر قسوة، مع العلم أن فريق عفرين لم يحقق أي فوز في الدوري حتى الآن.
بالمحصلة العامة فإننا نجد أن الذي عليه اللوم والعتب هو إدارات الأندية وليس على المدربين واللاعبين، والسبب أن كل هؤلاء هم خيارات الأندية، وعدم التوفيق يعني مسؤولية هذه الإدارات لأنها هي من عيّنت المدربين واختارت اللاعبين.. كرتنا تحتاج إلى إعادة نظر بكل ما يحدث فيها، فما أسهل الخراب، وما أصعب البناء.