البدء بالاستثمار الذاتي واستخراج الخام لـ 600 مليون طن احتياطي جيولوجي من “الزيوليت”
دمشق – علي بلال قاسم
باحتياطي جيولوجي يقدر بنحو 600 مليون طن راحت المؤسسة العامة للجيولوجيا بالتعاون مع جامعة دمشق والهيئة العامة للبحوث الزراعية تجري التجارب التطبيقية لاستخدام الزيوليت – الذي يتواجد في منطقة السيس بريف دمشق – في الزراعة والصناعة، ومع إثبات نجاعة الاستخدام طرح المشروع كفرصة استثمارية لدى هيئة الاستثمار لمتابعة إجراءات الترخيص في المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية، وتقدم عدد من الشركات المهتمة للترخيص لاستثماره، في طريق إعلان شارة الاستثمار الفعلي.
ومؤخراً بدأت مؤسسة الجيولوجيا أولى خطوات استثمار خامات الزيوليت من قبل الكوادر الوطنية وبدأت الأعمال التحضيرية لاستخراج الخام تمهيداً لمعالجته ووضعه بالاستخدام المباشر وذلك من خلال استثماره ذاتياً أو طرحه كفرص استثمارية أمام القطاع الخاص بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية – وفق معلومات المؤسسة لـ” البعث” – خلال المرحلة الأولى من المشروع نحو 50 ألف طن في السنة الأولى وترتفع إلى 100 ألف طن في المرحلة الثانية وتشمل مراحل الإنتاج أعمال فتح المقلع والاستخراج ومن ثم تكسير وطحن المنتج للوصول إلى المواصفة القياسية ثم تعبئته، ليكون جاهزاً للاستخدام المباشر للأغراض الزراعية والصناعية.
ولأن الزيوليت فلز طبيعي من الثروات الطبيعية المفيدة والمهمة، فإن استعماله مع كمية من السماد الكيميائي – كما تفيد بيانات المؤسسة – يؤدي إلى طول فعالية هذه الأسمدة لفترة تمتد إلى خمسين سنة، إضافة إلى أن السماد مع الزيوليت يبقى في الطبقة العليا من التربة، فيستفيد منها النبات مباشرة دون ضياع أيٍ منها، وتقول دراسات المؤسسة أنه ثبت من خلال التجارب العالمية أن مزج الزيوليت بنسب معينة مع الأسمدة يؤدي إلى زيادة إنتاج القمح من 13 إلى 15 بالمئة وكذلك زيادة إنتاج محاصيل الخضراوات.
ويستخدم الزيوليت في المداجن حيث أن استعماله في خلطة علف الطيور يحفظ العلف من التلف ولمدة طويلة ويؤدي إلى تحسين نوعية وإنتاجية البيض (قشرة سميكة صعبة الكسر وحجم أكبر وعدد أكبر) كما يؤدي إلى زيادة حجم وزن الطائر فعند إضافة 5 إلى 6 بالمئة زيوليت للعلف يؤدي إلى زيادة بالوزن من 9 إلى 16 بالمئة لنفس الفترة الزمنية، كما يستعمل الزيوليت الحبيبي لتنظيف المداجن بدون استعمال الماء إضافة إلى أنه يمتص الروائح الكريهة منها ويتحول الزيوليت الممزوج بفضلات الطيور والحيوانات إلى سماد عالي الفعالية وبفترة زمنية قصيرة جداً.
وتشير المؤسسة إلى أنه في مجال الزراعة أيضاً يستعمل الزيوليت في تغذية المواشي من خلال إضافته بنسبة 8.5 إلى 10 بالمئة لعلف الحيوانات لتغذية الأغنام والأبقار والماعز مما يؤدي إلى زيادة وزنها لنفس الفترة الزمنية من 25 إلى 40 بالمئة كما تحفظ الجنين وقد تؤدي إلى ولادة التوائم وزيادة وزن الجنين كما تؤدي التغذية بخلطة الزيوليت لإعطاء نوعية من اللحم الطري الفاتح اللون للعجول والخراف.
وفي مجال البيئة فيستعمل في تنقية مياه الشرب وتنظيف خزانات المياه من الشوارد المعدنية الضارة ويستعمل أيضاً في معالجة الفضلات لكون له ميزة مهمة هي امتصاص الشوارد الضائعة وغير المسيطر عليها وذلك بتمريرها خلال أنبوب يحوي الزيوليت كما يستعمل في معالجة الفضلات المعدنية وذلك في عمليات مصانع المعادن الحديدية والقلوية والمصهرات ومصافي النفط. كما أن للزيوليت فوائد أخرى في مجال البيئة تتمثل في السيطرة على الروائح وخاصة في صناعة الجلود وبيوت تربية الحيوانات والدواجن وفي مهن تربية السمك، وهو قادر على امتصاص النشادر أربع مرات أكثر من الشوادر الغضارية وكذلك يستخدم في تخزين الخضار والفواكه، فكل طن واحد من الخضار أو الفواكه يحتاج لكيلو غرام واحد من الزيوليت فقط في المخازن.
وفي مجال الصناعة تتجلى أهمية الزيوليت في أنه يدخل في صناعة المنظفات الكيميائية بدلاً من مادة غالية الثمن هي ثالث فوسفات الصوديوم ويدخل في صناعة الزجاج والإطارات المطاطية وأيضاً في صناعة الأجهزة الإلكترونية كماص للرطوبة ويدخل في صناعة الخزف والبورسلين، كما أن خاصية الزيوليت الحابسة والمحررة للماء يمكن أن تستعمل في التبريد وتنقية الغاز الطبيعي في آبار ومصافي النفط إضافة إلى استعماله في نزع مركبات معينة من الأبخرة الغازية.