باريس: لا يستطيع الأوروبيون فرض حظر تام على واردات المحروقات الروسية
أعلنت وزيرة التحوّل البيئي الفرنسية باربرا بومبيلي، التي تتولّى بلادها حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، خلال زيارة إلى نيويورك أنّ دول التكتّل الـ27 لا يمكنها أن تفرض حظراً تاماً على وارداتها من النفط والغاز الروسيين، على غرار ما فعلت الولايات المتحدة.
وفي حين قرّرت واشنطن ولندن وقف وارداتهما من الغاز والنفط الروسيين، الأولى فوراً والأخرى بحلول نهاية العام، فإنّ الاتّحاد الأوروبي الذي يعتمد أكثر منهما على مصادر الطاقة الروسية ليس جاهزاً لأن يحذو حذوهما، لكنّه مع ذلك قرّر التصرّف بطريقة يخفض فيها مشترياته من الغاز الروسي بمقدار الثلثين بدءاً من هذا العام.
وخلال زيارة إلى مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، قالت بومبيلي للصحافيين إنّ الدول الـ27 ستتّخذ “إجراءات شديدة للغاية. من الآن وحتى نهاية العام، ينبغي أن ننجح في الاستغناء عن ثلثي وارداتنا من الغاز الروسي”.
وشدّدت الوزيرة الفرنسية على ما يعنيه هذا الأمر بالنظر إلى تبعية الاتحاد الراهنة للغاز الروسي.
وقالت الوزيرة الفرنسية إنّ “الرئيس الأميركي جو بايدن لفت إلى أنّ الوضع في الولايات المتحدة وأوروبا لا يمكن مقارنته بدولة أخرى، ولم يكن ينوي أن يطلب منّا أن نتّخذ قراراً مشابهاً”.
ويمثّل النفط الروسي 8% فقط من واردات الولايات المتحدة من الذهب الأسود. أما الغاز الروسي، فلا تستورده الولايات المتحدة بتاتاً.
في المقابل، يستورد الاتّحاد الأوروبي من روسيا 45% من مشترياته من الغاز والفحم، و25% من مشترياته من النفط.
وفي إطار سعيها لتخفيف هذه التبعية الأوروبية لروسيا في مجال الطاقة، من دون أن تعرّض في الوقت نفسه اقتصادات دولها للخطر، اقترحت بروكسل على الدول الـ27 تنويع إمداداتها وزيادة احتياطياتها وترشيد استهلاكها للطاقة.