“ساعة.. ربما أقل”
صدر حديثاً عن دار دلمون كتاب بعنوان “ساعة.. ربما أقل – رسائلها إليه ومقالات أخرى”، للكاتبة هناء أبو أسعد التي بيّنت في تصريح لـ “البعث” أن الكتاب يضم رسائل وجدانيّة ومجموعة من المقالات الواقعيّة التي كتبتها أثناء الحرب، مشيرة إلى أن الكتاب ينتمي إلى أدب الرسائل الذي مارسه الأدباء في مراحل سابقة كجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، موضحة أن نصوص الكتاب مستمدة من الواقع والحياة اليومية وقد كتبتها كما تريد وبحريّة ودون أي تحفُّظ، لذلك فإن كل ما يحتويه الكتاب حقيقي ومن الواقع، مع تخلّل بعض القصص لشيء من الخيال، منوهة إلى أن القارئ قد يجد في الكتاب بعض الحزن والمعاناة لأن الحياة ليست كما يعتقد البعض بأنها سعادة وسرور وأنّ الألم هو شعور دخيل على الإنسان بل إن الحياة حزن وفرح وسرور ومشاعر متداخلة، ومع هذا لا يعني أن الألم هو الذي يجعل الكاتب أو الإنسان يكتب، مبينة أنه رغم الحزن الموجود في الكتاب ففيه الكثير من الحب، وهذا يجعلها تؤكد أنّه رغم الحرب والألم والحزن الذي عشناه كانتهناك مساحة للفرح والحب والسعادة.
أدب الرسائل
قدم للكتاب الكاتب العراقي طلال سالم الحديثي الذي أشار إلى أن أدب الرسائل فن كتابي مارسه الكتّاب العرب منذ أيامهم الأولى، وخفَتَ ضوءه حيناً من الدهر، وما لبث أن سطع مرة أخرى في مطالع القرن العشرين بعد أن التفتَ كتّاب عرب إلى ما يكتبه غيرهم من أدباء. وقد كتب فيه جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وأدباء مصر حين اجتمعوا حول مي زيادة في صالونها المشهور وندوتها، ورأى أن هناء أبو أسعد المترجمة والكاتبة في شؤون المسرح تنشط في هذا الكتاب بكتابة مجموعة من الرسائل الأدبية الشفافة برؤاها وتخيلاتها، مما يمكن عدّه خطوة في الالتفات إلى هذا الفن الذي غطت عليه الرواية والقصة والقصيدة فأزاحته عن الواجهة وهو الجدير بالاصطفاف معه لإثراء فسيفساء الفن الكتابي. ورأى أن أبو أسعد ضمن كتابها “ساعة.. ربّما أقل” بما تضمن من خواطر في مختلف شؤون ما يضطرب في حياتنا ويمر بنا من شجون أكثر قرباً من غيره إلى الذائقة والشأن الحياتي، وهو الشأن الشاغل للقارئ في هذه الأيام التي يبدو عسرها أبين من يسرها، وفرحها أخفت من أحزانها..
يذكر أن الكاتبة أبو أسعد سبق وأن أصدرت مجموعتين شعريتين تضمنتا نصوصاً نثرية حملتا عنوان “العابر في كانون”، و”بالأمس كنا” تطرقت فيهما لمواضيع غزلية واجتماعية ووطنية وإنسانية، كما صدر لها كتاب عن وزارة الثقافة بعنوان “نهاد قلعي”.
أمينة عباس