المؤتمر الكروي الاستثنائي.. عودة إلى الوراء أم خطوة إلى الأمام؟
ناصر النجار
يعقد صباح غد الأربعاء المؤتمر الكروي الاستثنائي الذي سيصادق فيه أعضاء المؤتمر على تعديل اللوائح الأساسية والنظام الداخلي، وهذه التعديلات ستشمل عدد أعضاء المؤتمر، وآلية الانتخاب، وغيرهما من الأمور التي تخص الشأن الكروي.
من المفترض أن تكون اللجنة المؤقتة المسؤولة عن هذا المؤتمر قد وزعت مسودة التعديلات أو النظام الداخلي المقرر تعديله على الأندية وأعضاء المؤتمر، وهم المعنيون بكل ما سيأتي به من جديد، أو ما سيلغي من قديم، وكذلك من المفترض أن توزع هذه النسخ على وسائل الإعلام باعتبارها شريكاً رئيساً في العملية الرياضية (كما يقال)، ولكن على ما يبدو أنهم سيضعون القرارات الجديدة للتصويت بشكل مباشر على مبدأ المباغتة دون أن تكون هناك أية فسحة للمراجعة والتدقيق والمناقشة، وهذا الأمر غريب من نوعه لأن كل الاتحادات تتفق مع المعنيين على أي تغيير، ولا يمكنها إلزامهم بشيء، لذلك من المتوقع أن يكون المؤتمر مثيراً للجدل والنقاش، وإذا اتفق الأعضاء على عدم قبول بعض المواد وحجبوا عنها أصواتهم فإننا سنعود إلى المربع الأول.
لا يمكننا الخوض في التفاصيل لأنها لم تصلنا من المصدر الصحيح، لكننا سنتحدث عن بعض المواد التي تم تسريبها، في النقطة الخاصة بأعضاء المؤتمر، فالاقتراح يقضي بتخفيض عدد أعضاء المؤتمر، وبالفعل هذا القرار جيد لأنه لا فائدة من العدد الفضفاض، وليس له أي دور في التطوير، بل إن العدد الزائد يشكّل عبئاً على الاتحاد لأنه ملزم بتكليفهم في المباريات كمراقبين، وتعيينهم في اللجان كأعضاء، والعدد قد لا يحمل الأهمية لأن المهم هو نوع الشخص الذي سيشغل عضوية المؤتمر العام، وكلما كان الأعضاء متميزين بخبرتهم وكفاءتهم كان القرار الناتج عن المؤتمرات أفضل وأكثر جدوى وفائدة، وكذلك سيكون الاتحاد المنتخب حصيلة فكر وليس حصيلة عشوائية المجاملات والهدايا والوعود والعطايا.
النقطة الأخرى، سيتم إلغاء شرط الشهادة في الانتخابات، واقتصار الرئيس ونائبه على الشهادة الثانوية، ويعتقد الخبراء أن مثل هذا القرار إن تم القبول به فهو قبول بالمزيد من الجهل، والمفترض أن يكون المرشّحون أكاديميين، ونتساءل هنا: هل تفتقر كرتنا إلى الخبراء الأكاديميين، فنحن لدينا الكثير من اللاعبين الدوليين السابقين والمدربين والحكام من أصحاب الشهادات العليا، وتسرب الجهل إلى الاتحاد سيؤدي إلى المزيد من العشوائية، والارتجال في العمل، فكرة القدم صارت تعتمد على العلم بشكل أساسي، وحتى لا يحزن بعض كوادرنا الذين لا يحملون الشهادات العليا يمكن زجهم كفنيين في اللجان، والاستفادة منهم في هذا المجال، لذلك كل من يريد أن يشغل منصب مدير أو إداري أو علاقات عامة ومثل هذه الاختصاصات عليه أن يملك الشهادة العلمية، وإجادة اللغة الانكليزية، وأعمال الكمبيوتر، لأن طبيعة هذا العمل تقتضي التواصل مع الاتحادات الأخرى، ومع منظّمي المباريات والبطولات، ومع المراقبين، ومن الضروري أن يملكوا هذه المواصفات ليتابعوا مهامهم بالدقة المطلوبة، وكم من حادثة خسرت من خلالها كرتنا الكثير لعدم متابعتنا المباشرة، والاعتماد على المترجمين وخبراء النت.
النقطة التي يثيرها البعض حول إلغاء هبوط أربعة فرق المقررة في المؤتمر الأسبق قبل موسمين، ومحاولة طرحها والتصويت عليها، أمر باطل وغير قانوني، فمن جهة فنية هذا الأمر بالدرجة الأولى لا يصب بمصلحة كرتنا، والمفترض أن يتم تخفيض العدد إلى عشرة أندية، ومن جهة قانونية فإن المؤتمر لا يملك صلاحية مثل هذا التعديل لأنه مخصص لبعض النقاط المحددة في بلاغ سابق.
على العموم، كل عشاق كرة القدم ينتظرون المؤتمر بفارغ الصبر لأنهم يتوقعون منه الكثير ليخرج كرتنا من واقعها المظلم نحو غد مشرق، ومستقبل محمّل بالآمال والأحلام، فهل سيدفع المؤتمر كرتنا إلى الأمام أم أنه سيعيدها خطوات إلى الخلف؟.