ثقافةصحيفة البعث

أوركسترا النفخيات السورية في ميلادها الثالث

“رقصة الهابينيرا” الشهيرة من أوبرا كارمن عزفتها أوركسترا النفخيات السورية بقيادة المايسترو إيهاب القطيش، بتوزيعها الأوركسترالي على آلات النفخ الخشبية والنحاسية، ومجموعة من الإيقاعيات اللحنية والخشبية والتيمباني، في احتفالها بميلادها الثالث بتقديم مجموعة من الرقصات والأغنيات والأوبرات والمقطوعات، هيمنت عليها الأجواء العاطفية والحيوية، بمشاركة البيانو للعازف إياد جناوي وعازفة الكمان رزان قصار بصولو.

وقد أضفت الخلفية السينمائية جمالية تأثير الصورة البصرية المترافقة مع الموسيقا، واعتمد المايسترو على توليفة التشكيلة الموسيقية بالتركيز على جزء من الآلات في مواضع وبالتناوب بينها في مواضع أخرى. وبدأت بكونشيرتو “دا مور” تأليف جاكوب دي هان بحركة سريعة وقوية مع الطبل الكبير والصنجات والإيقاعيات والمؤثرات اللحنية البراقة بالفواصل، مع توزيع الآلات الخشبية والنحاسية، ومضت الألحان بأبعاد حيوية بدور الكلارينيت والفلوت والبوق والترومبيت والعودة إلى تشكيلة الأوركسترا. ثم عزفت الرقصات الهنغارية “1+5” الشعبية للمؤلف برامز التي بدأت برقصة رومانسية هادئة بدور الباصون بالبداية، وتميّزت بانعطافات لحنية لبعض الآلات، وتصاعدت الأجواء الحيوية للرقصة 5.

الكمان والبيانو

تغيّرت أجواء الأمسية باستضافة عازفة الكمان بمشاركة عازف البيانو بمشهدية ثنائية رائعة بعزف المقطوعة الاحتفالية “czardas” للمؤلف فيتوري مونتي وتوزيع أحمد علي، بدأت بنغمات البيانو ثم اتخذ الكمان اللحن الأساسي بالعزف المنفرد، ليتسارع مع البيانو والإيقاعيات اللحنية ومن ثم مع الأوركسترا، وقد أضفت ثنائية البيانو والكمان مع الإيقاعيات وتشكيلة الأوركسترا أبعاداً صوتية رائعة، ثم تابعت قصار العزف على الكمان في رقصة التانغو ضمن أوبرا بيونس آيرس للمؤلف آستور بيازولا وتوزيع أحمد علي، بدأت باللحن الرومانسي الحيوي على الكمان مع النقر على أوتار الكونترباص والإيقاعيات والبيانو والنحاسيات لتكتمل مع الأوركسترا.

أوبرا كارمن

وشغلت أوبرا كارمن للمؤلف بيزيت التي عُزفت بأوركسترا كاملة سابقاً حيّزاً من الأمسية بمشاركة البيانو بعزف قسم من افتتاحيات المقاطع والرقصات، وتوزعت الآلات بالسردية الموسيقية كجزء من كل بداية من الفلوت والإيقاعيات اللحنية إلى التناوب بين مجموعتي الكلارينيت والفلوت والترومبيت ودور الباصون، وتصاعدت الألحان بالانتقال إلى حلبة المصارعة وتصاعد الأحداث المأساوية التي انتهت بقتل العسكري دون جوزي الذي وقع بغرام الفتاة الغجرية اللعوب كارمن بدافع الغيرة من مصارع الثيران.

فيروز وزياد الرحباني

المنعطف بالأمسية كان بالموسيقا العاطفية الحالمة لمقدمة “ميس الريم” لفيروز تأليف زياد الرحباني وتوزيع أحمد علي، وتميّزت بحضور البيانو الذي يشغل حيزاً بموسيقا الرحابنة. تلتها موسيقا أغنية “Granada”  لأغوستين لارا” غرناطة أنا أقع تحت تعويذتك” وترافقت بمتتالية صور لمعالم غرناطة لتأتي القفلة القوية مع الطبل والإيقاعيات. واختُتمت الأمسية بمقطوعة تشارك بها الجمهور بالتصفيق الإيقاعي، فأصبح إيهاب القطيش قائداً للجمهور والأوركسترا.

وخلال الأعوام الثلاثة حقّقت أوركسترا النفخيات السورية نجاحات متتالية في أمسياتها، وغدا جمهورها الكبير ينتظرها بكل شغف ولاسيما عشاق الموسيقا الآلية، فسُبقت الأمسية بعرض فيلم توثيقي استعرض نشاطات الأوركسترا السابق مع الموسيقيين الذين شاركوا معها كضيوف، منهم نور كويفاتي ومهدي المهدي وجول شاهين.. وغيرهم، وكذلك من عمل بالتوزيع الموسيقي مثل ناريك عبجيان ومهدي المهدي وأحمد ناصح وأحمد علي.. وغيرهم، إضافة إلى مشاركة روجيه اللحام وكريستينا إسحق بالغناء، وعزفت الأوركسترا لكبار المؤلفين العالميين منهم، بيتهوفن وتشايكوفسكي وباخ وشتراوس، وبيازولا.. وغيرهم.

ملده شويكاني